“مش عاوزين بس غير شوية اهتمام من المسئولين”.. عبارة رددها كثير من مرضى الفشل الكلوى، مؤكدين احتياجهم الشديد لاهتمام وزراة الصحة بالمرض عامة وبوسائل علاجهم خاصة.
ويعد “الفشل الكلوى” واحدا من أبرز التحديات الصحية الصعبة فى مصر، وبخاصة بعدما تزايد بصورة مفزعة، عكستها الإحصاءات الصادرة، عن وزارة الصحة، والتى قدرت أعداد المصابين فى مصر بحوالى ٢٠٠ مريض لكل مليون شخص.
وتشير الإحصاءات الصادرة عن مستشفى بنها التعليمى التى تحتوى أكبر وحدة غسل للكلى على مستوى محافظة القليوبية، أن نحو 50 ألف من مرضى الكلى يقومون بعمليات الغسيل فيما يخضع للفحص أعداد مضاعفة لهذا الرقم، وتؤكد الإحصائية أن معظم مرضى الكلى فى مصر دون سن الـ 50 عاما فى دلالة واضحة على تردى الرعاية الصحية، فيما تنحصر الإصابة فى الدول الأوروبية بين سن 70 و80 عاما.
ووفقًا للجمعية المصرية للكلى، فإن أسباب الإصابة تنحصر فى ارتفاع ضغط الدم، حيث يعد المسؤول عن 36% من إجمالى الإصابات مقابل 13. 5% لمرضى السكر ونحو 80% لالتهابات الكلى و6% لانسداد المسالك البولية فضلًا عن أن 25% من مرضى الفشل الكلوى فى مصر يموتون سنويًا، فى حين لا تتجاوز النسبة العالمية للوفاة بهذا المرض 10%.
"أهل مصر" تجول فى “المعهد القومى للكلى والمسالك البولية”، بعد أن وصل إلى حالة يصعب وصفها، من تدنى الوضع القائم عليه، حتى جميع الطرق المؤدية للمعهد فى غاية السوء والإهمال لانتشار صناديق القمامة والباعة الجائلين إضافة للموقف الخاص بسائقى الميكروباصات. حتى محطة انتظار “قسم الطوارئ” لم تسلم هى الأخرى من الإهمال، فضلًا عن المراحيض الخاصة بالمرضى والتى تعد فى غاية السوء.
يقول جابر معتصم، على المعاش، وأحد المرضى، أنه أتى من إحدى محافظات الصعيد، من أجل العلاج فى المعهد، لكنه فوجئ بسوء المعاملة داخله، والإهمالهم الشديد للمرضى، وتأخيرهم لإجراء التحاليل للمرضى، فضًلا عن تأخرالحصول على النتائج، ما يسبب إرهاقا شديدا للمريض والشخص المرافق له، مشيرًا إلى أن ما يميز المعهد هو وجود أجهزة حديثة ومتطورة للغسيل الكلوى، وهو ما يدفع المرضى للحضور إليه من كل محافظات الجمهورية برغم حالة التدنى الموجودة به.
ومن جانب آخر، يوضح صبيح سيد، أحد المرضى، أنه كانت تظهر عليه علامات البؤس الشديد، نظرًا لأنه مريض منذ فترة كبيرة، ويواجه صعوبة شديدة لدخول المعهد، خاصة يوم الخميس، إذ يحيط المعهد سوق كبير يعانى منه المرضى في أثناء الدخول والخروج، مطالب بتحديد بدل انتقال لمريض الفشل الكلوى.
وتتابع سيدة محروس، أنها تجرى فحوصات وتحاليل بشكل مستمر، وحالتها المادية صعبة ورغم ذلك أجبروها فى المعهد على الدفع، مشيرة إلى أنها قامت بإجراء بحث اجتماعى لعدم قدرتها على دفع تكاليف الأشعة والتحاليل ورفضوا البحث، مما اضطرها إلى الاقتراض من أجل الدفع.
وقالت فى نبرة يكسوها الحزن: “المعاملة هنا سيئة جدا.. ولا أحد يرحم ضعفى ومرضى”، وطالبت وزير الصحة بالنظر إلى الفقراء ومرضى الفشل الكلوى والسعى لتوفير الراحة لهم داخل المعهد القومى.