أوضح الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، أنه من خلال خبرة شارفت على خمسة أعوام في العمل التنفيذي وزادت على خمسة وثلاثين عامًا في العمل الدعوي تكونت لديَّه عقيدة راسخة بأن جميع التنظيمات الدينية التابعة للجماعات والجمعيات أيا كان نوعها ومسماها وبلا أي استثناء إنما تشكل خطرًا على الدين والدولة، لغلبة أيدلوجياتها الخاصة على المصلحة العامة دينية كانت أو وطنية.
وأضاف خلال كلمته التي افتتح لها المؤتمر الثامن والعشرون للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، الذي انطلق صباح اليوم، تحت عنوان "صناعة الإرهاب ومخاطره وحتمية المواجهة وآلياتها"، أن الجماعات الإرهابية تفرق ولا تجمع، بل تقسم المجتمعات أشتاتًا، وذهبوا إلى تكفير المجتمعات المسلمة ورميها بالجاهلية، واستحلالِ القتل والسلب والنهب، من باب أن الغاية عندهم تبرر الوسيلة، أي وسيلة، حتى لو كانت سفك الدماء، وتدمير المجتمعات، وخيانة الدين والوطن، متبنين نظرية التقابل والتناقض بين الأديان والأوطان إما جهلًا وإما زورًا وبهتانًا وافتراء على الله ورسوله لتحقيق أغراض من يمولهم ويستخدمهم لإضعاف دولنا وإفشالها أو تمزيقها وتفتيتها.
وأكد أن مصالح الأوطان لا تنفك عن مقاصد الأديان، وأن كل ما يقوي ويدعم بناء الدولة الوطنية إنما هو من صميم الدين، وأن أي عمل ينال من كيان الدولة أو يعمل على النيل منها أو تهديد وجودها إنما يتناقض غاية التناقض مع كل المبادئ والقيم الدينية والوطنية، ويعد خيانة عظمى، مشيرا إلى أن المهمة الآن هي مواجهة للالف المتطرف وتعرية الجماعات الإرهابية الضالة المضلة العميلة الخائنة لدينها وأوطانها، تنطلق من منطلقات إيمانية راسخة بأن هؤلاء الإرهابيين خطر على الدين والدولة.
وتابع: " سنعمل من خلال هذا المؤتمر وبحوثه وتنفيذ توصياته على خلق بيئة دولية لافظة للإرهاب والإرهابيين للقضاء على حواضن الجماعات الإرهابية، وتحويل مواجهة الإرهاب إلى ثقافة مجتمعية، بحيث يصبح المجتمع بكل أطيافه وفئاته وأفراده رافضًا للإرهاب لافظًا ومقاوما له.
وأوضح أن مؤتمر "صناعة الإرهاب ومخاطره وحتمية المواجهة وآلياتها" يهظف إلى رفع الوعي العام إلى مستوى الإدراك بأن ظاهرة الإرهاب ليست مسئولية الأنظمة وحدها وإنما هي مسئولية كل فرد من أفراد المجتمع، مؤكدًا أن كل فرد في المجتنا يحب أن تكون له مشاركة فاعلة في مواجهة الإرهاب وخلق روح المسئولية الجماعية حيال تلك الجماعات والتنظيمات الإرهابية والأفكار المتطرفة، بدحض وتفكيك هذه التنظيمات فكريًا وأمنيًا وعسكريًا في إطار مواجهة شاملة تهدف إلى اقتلاع هذا الإرهاب الأسود من جذوره، وتخليص العالم والإنسانية من شروره وآثامه.