أكد محمود فؤاد، المدير التنفيذى للمركز المصري لحماية الحق فى الدواء، أن هناك تباطؤ وتقصير واضح من قِبل مستشفى الحميات بالإسكندرية في التعامل مع طالبة كلية طب الأسنان بجامعة فاروس التي أصيبت بـ"الإيدز"، بعد وخز طبي أصابها أثناء التعامل مع أحد المرضي المصاب بمرض نقص المناعة.
وأضاف فؤاد، في تصريح خاص لـ"أهل مصر"، أن الروتين الإداري بمستشفى الحميات والبطء في التعامل مع الطالبة تسبب في إصابتها بالمرض، مشيرا إلى أن هناك علاج وقائي لمثل تلك الحالات ولا بد أن يتم تناوله في خلال 72 ساعة وإلا أصيبت الحالة بالمرض.
وتساءل فؤاد، كيف تظل الطالبة لمدة يومين تمنعها إجراءات إدارية عن الحصول على الدواء في الوقت الذي تؤكد فيه جميع البروتوكولات العالمية أن الحالة حتى لو أصيبت بالفعل بالإيدز وأنه في خلال 72 ساعة بيتم تناول الدواء وهذا كفيل بأن يقضى على فيروس الإيدز فهو فيروس ضعيف للغاية.
وأشار إلى أن الفريق الطبي بالمستشفى مُعرّض أيضا للإصابة بالعدوى، مضيفا أنه كان يجب على الأطباء بالمستشفى استثناء شرط منع الدواء إلا عندما يتم إحضار الشخص المصاب وإجراء تحليل له، فكان يجب التعامل مع الطالبة بشكل علمي أكثر من ذلك، مشيرا إلى أن المهلة انتهت وأخذت الطالبة الدواء، موضحا أنه من المقرر أن تجرى تحاليل طبية خلال 3 شهور لأن المرض له فترة حضانة، ونأمل أن تكون الطالبة لم تصاب بالمرض.
وكان الدكتور وليد فؤاد، أمين نقابة الأطباء بالإسكندرية، كشف عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" التفاصيل الكاملة لإصابة الطالبة في كلية طب الأسنان بجامعة فاروس بمرض "الإيدز"، متهما مديرة مستشفى الحميات بالإسكندرية بالتقصير والذي تسبب في تأخير الطالبة، متسائلًا عن مسؤولية وزارة الصحة تجاه الأمر.
تحت عنوان "فضيحة بمعنى الكلمة".. روى فؤاد تفاصيل الواقعة قائلا: "ورد اتصال من الدكتور أحمد نصر يتحدث عن طالبة ببكالوريس أسنان جامعة فاروس أصيبت بوخزة من إبرة لمريض اتضح بعد التحليل أنه مصاب بمرض الإيدز اتصلت بالطالبة، وحكت لى تفاصيل المشكلة.. وقالت: إن المريض نفسه كان لا يعلم أنه مصاب بالإيدز ولكنها كانت تشك، حيث توجهت الطالبة فورا للحميات لأخذ علاج يجب أن يؤخذ في خلال 72 ساعة، ولكن طلبت منها طبيبة بالمستشفى أنه لا بد من إجراء تحليل إيدز للمريض أولا قبل صرف الجرعة".
وأضاف أن الطالبة أسرعت لإقناع المريض بعمل تحليل وبعد محايلة وافق وأظهرت نتيجة التحليل أنه مصاب، وعادت الطالبة مسرعة للمستشفى وأخبرتهم أنه باقى 3 ساعات وتنتهى مدة 72 ساعة التي بعدها يصبح العلاج عديم الفائدة، وكان الرد المفجع أن العلاج بالخزينة وغير موجود، غير صباح اليوم التالي ولا مشكلة إذا تناولته بعد 72 ساعة، وبعد فشل كل التوسلات والتى استمرت ساعتين اضطرت الطالبة ووالدها إلى العودة فى اليوم التالى، ومعها تحليل المريض فرفضوا إعطاءها العلاج حتى تحضر جواب من الكلية التي تنتمى لها.
وتابع أنها عادت للكلية فأعطاها عميد الكلية على الفور الجواب، واتصلت بمدير مستشفى الحميات عن طريق صديق له والذي أعطى الأمر للطبيبة بالمستشفى بأن تعطيها الجرعة بدون تقرير على أن تتعهد بإحضاره فيما بعد، وعندما عادت الطالبة للمستشفى وجدت الطبيبة قد غادرت المستشفى ولم تجد من يصرف لها العلاج.
واستكمل: "رجعت الطالبة للحميات وكلمتنى وقالتلى: الدكتورة (ا م) روحت ومفيش حد يصرفلى العلاج، فكلمت شؤون العاملين اللى كلموا الدكتورة فى بيتها وكان الرد لو لسه فيه صيادلة فى المستشفى هتاخد العلاج ولو مفيش تفوت علينا بكره.. ولحسن الحظ كان فيه لسه صيدلانية موجودة رفضت إعطاءها العلاج؛ لأنه فات أكتر من 72 ساعة وبكده تكون الجرعة بدون أي فائدة وده كلام صحيح"، مختتما: "السؤال لو كانت الطالبة دى أخت أو بنت، أي حد من اللي عطلوها وخلوا حياتها تحت تهديد الإصابة بالإيدز كان هيبقى نفس التصرف؟!".
من جانبها، أصدرت وزارة الصحة والسكان، اليوم الإثنين، بيانا نفت خلاله صحة ما تم تداوله فى بعض صفحات وسائل التواصل الاجتماعى بشأن واقعة إصابة طالبة بكلية طب الفم والأسنان بإحدى الجامعات الخاصة بالإسكندرية بالإيدز، مؤكدةً أنه تم إجراء جميع التحاليل لها وجميعها جاءت سلبية لمرض الإيدز، مما أنها أخذت جميع الجرعات الاحترازية كإجراء وقائي.
وأوضح الدكتور علاء عيد، رئيس قطاع الطب الوقائي، أن الطالبة حضرت إلى مستشفى حميات الإسكندرية يوم 21 فبراير وتشكو من تعرضها لوخز "إصابة عن طريق إبرة" من مريض مشتبه بإصابته بمرض الأيدز حيث كانت تعالجه بعيادة الأسنان بالجامعة، لافتًا إلى أنه لم يكن معها تقرير يفيد بتعرضها للوخز من المنشأة الطبية المنوط بها كتابة هذا التقرير، وذلك للتأكد قبل إعطائها الجرعة الوقائية، طبقًا للبروتوكول الخاص والمتعارف عليه دوليًا، وحرصًا على سلامتها.
وأضاف عيد، أن المستشفى طلبت التقرير من الطالبة، وبالفعل حضرت يوم 24 الجارى ومعها التقرير من الجامعة، لافتًا إلى أنه تم إجراء كافة الفحوصات والتحاليل الطبية والوقائية اللازمة للطالبة، وجاءت نتيجة تلك التحاليل بالسلب لمرض نقص المناعة الإيدز، مشيرًا إلى أن الطالبة أخذت الجرعات الاحترازية كإجراء وقائى للحفاظ على سلامتها.