سادت مصر حالة من الجدل بعد إصدار حسين زين، رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، قرارًا بتعليق أى تعاون إعلامى مع هيئة ال "بى بى سى"، لأنها تبث أكاذيب وإدعاءات مغرضة ضد مصر، وذلك نظرًا لإعتياد المصريين علي أن الجهات المصرية تدين فقط، ولا تتخذ أي قرارات حاسمة بشأن تلك القنوات الإعلامية الأجنبية، التي دائمًا ما تتدخل في الشأن المصري بشكل سلبي، وبالنظر إلى الوسائل الإعلامية الغربية التي بثت أكاذيب وإدعاءات مغرضة عن مصر، نجد أنها كثيرة، ولكنها كثفت نشاطها خلال الفترة الماضية.
وإليكم هذا التقرير الذي يرصد أبرز الوسائل الإعلامية الغربية التي تعمل على تشويه صورة مصر أمام الخارج، خلال الفترة الأخيرة، منها أكذوبة " بي بي سي" الأخيرة، حيث قامت بنشر تقرير عن " زبيدة إبراهيم" يؤكد أنها اختفت منذ سنة قسريًا؛ وظهرت والدتها في فيديو مرتدية النقاب، وطالبت من الرئيس الأمريكي " ترامب" من إعادة ابنتها لها، التي تم اختطافها من قبل السلطات المصرية، وذلك من خلال تقرير مصور أذاعته ال" بي بي سي" ولكن هذه المرة بدت بدون نقاب، ذلك الأمر الذي أثار مواقع التواصل الإجتماعي، بل وقالت أن ابنتها تم الإعتداء عليها من جانب قوات الأمن، كما أنها تعرضت للتعذيب داخل السجن، نظرًا لاشتراكها بإحدى مظاهرات " محمد محمود".
بينما ظهرت " زبيدة" في حوار تلفزيوني مع الإعلامي عمرو أديب، وأكدت أنها لم تتعرض لأي اعتداءات من قبل قوات الأمن المصرية، وأنها لم تختفي قسريًا، مثلما صرحت والدتها، وبررت عدم تواصلها مع والدتها طوال السنة الماضية، بأنها علي حالة خلاف مع والدتها، كما أنها تزوجت وأنجبت طفلًا، يبلغ من العمر 15 يومًا فقط.
ومن ناحية أخرى ظهرت أكذوبة منظمة "هيومان رايتس ووتش" حيث نشرت منظمة "هيومان رايتس ووتش" تقريرًا ادعت فيه أن السلطات المصرية قامت ب "سلسلة من الإعتقالات التعسفية" في أواخر يناير وفبراير من عام 2018، ضد المعارضة السياسية، بل وأكدت أن هناك تعمد لإسكات الناشطين السلميين، كي لا ينتقدوا الإجراءات التعسفية التي تعرض لها مرشحو الرئاسة، ولم تكن " هيومان رايتس" وحدها من اشتركت في هذا التقرير؛ حيث اشترك في هذا التقرير حوالي 13 منظمة حقوقية دولية أخرى.
وعلى صعيد آخر جاءت أكذوبة " الواشنطن بوست" حيث طالبت صحيفة " الواشنطن بوست" من الرئيس الأمريكي " ترامب" أن يتصدي للرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي وصفته بالديكتاتور، كما قامت بنشر تقرير يدين الحكومة المصرية، عقب قضية المستشار هشام جنينه، بعدما تم إلقاء القبض عليه، نظرًا لتصريحاته الأخيرة، بشأن إحتفاظ الفريق سامي عنان، بأوراق من شأنها إدانة كبار القيادات بالدولة.
بينما تأتى أكذوبة "نيويورك تايمز" وهنا أجرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، تقريرًا يقر بأن إسرائيل شاركت مصر فى عمليات عسكرية داخل سيناء، كما أن هناك طائرات من دون طيار ومروحيات ومقاتلات إسرائيلية نفذت خلال مدة تزيد عن عامين أكثر من 100 ضربة جوية بمصر، وأيضًا ادعت هذه الصحيفة أن مصر توافق علي قرار الرئيس الأمريكي "ترامب" بشأن جعل القدس عاصمة لإسرائيل، وأنها أعلنت رفضها للقرار أمام العالم، في حين أنها توافق عليه بشدة في الخفاء.
ومن جانبه نفى العقيد تامر الرفاعي، المتحدث العسكري، صحة المعلومات المنشورة في تقرير الـ"نيويورك تايمز" الأمريكية، بشأن مشاركة إسرائيل في عمليات عسكرية داخل سيناء بالتنسيق مع مصر.
هذا وقد جاءت أكذوبة وكالة "أسوشيتد برس" الأخيرة وعلقت على قضية فساد لنائبة محافظ الإسكندرية، أن "مصر تعتقل مسئولة كبيرة فى قضية فساد"، وهدف التقرير إلى إظهار الصورة أمام العالم أن مصر بها فساد كبير، وأن المسئولين في مصر جميعهم بمثل هذا الفساد، بالرغم من أنها حالة وارد لها الحدوث في أي دولة، ولكن تم طرح هذه القضية بشكل مسىء لمصر.
من جانبه، قال النائب تامر عبد القادر، وكيل لجنة الثقافة والإعلام والآثار بمجلس النواب، اليوم الأربعاء، إن قرار الهيئة الوطنية للإعلام بشأن تعليق أي تعاون إعلامي مع هيئة "بي بي سي" حتي إشعار آخر، غير صائب ومن الأولى المواجهة، لأن المواجهة أفضل من المقاطعة.
وأوضح" عبد القادر"، في تصريح خاص لـ"أهل مصر"، أن قناة " بي بي سي"، تعد واحدة من القنوات المعادية للدولة المصرية، ولابد أن تعلم جيدا أن مصر ذات سيادة، وأن تدخلها السافر في شئون مصر الداخلية، يعد تدخلا مرفوضا.
وأعرب وكيل لجنة الإعلام بالبرلمان، عن استيائه مما أذاعته " بي بي سي"، بشأن اختفاء " زبيدة إبراهيم" قسريًا، مطالبًا القناة بأن تعترف بخطأها إذا كانت تريد أن تقدم عمل إعلامي يحترم حقوق الإنسان، كما طالب الهيئة الوطنية للإعلام طرح هذه الممارسات المعادية للدولة المصرية بالقنوات المصرية، لمواجهتها وكشف كذبها أمام العالم، قائلًا: "المواجهة المواجهة وليست المقاطعة".
وقف التعاون مع الـ"بي بي سي" صائب ولكنه مجرد بداية
ومن جهة أخري قال الدكتور خالد رفعت، أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، اليوم الأربعاء، إن قرار الهيئة الوطنية للإعلام بشأن تعليق التعاون الإعلامي مع قناة ال " بي بي سي"، يعد " أقل واجب"، مشيرًا إلي أن هذا القرار صائب ولكنه مجرد بداية.
وطالب" رفعت"، في تصريح خاص لـ" أهل مصر"، أن يتم إغلاق قناة ال" بي بي سي" نهائيًا، ومطالبتهم بتعويض على الإشاعات والأكاذيب التي تبثها بغرض تشويه صورة مصر أمام العالم، مؤكدًا أنها متعمدة ذلك، إما عن تعليق التعاون معها فهو مجرد بداية وخطوة في أول الطريق.