قال "محمد" أحد شهود العيان بحادث تصادم قطاري أبو الخاو مركز كوم حمادة بمحافظة البحيرة، اليوم الأربعاء، إنه أول من شاهد الحادث، حيث وقف قطار البضائع كما هو معتاد داخل المحطة ولكن فوجئنا بوقوف قطار الركاب واصطدامه بقطار البضاعة وانفصال عربتين عن قطار الركاب، ثم بدأ الصراخ والعويل، فخرجنا جميعًا لنرى قطار الركاب مواجه لقطار البضائع.
وأضاف: "شرعنا جميعًا فى نقل المصابين من داخل عربات القطار للخارج، وقمنا بتغطية الجثث بأوراق الشجر والجرايد ولإخفاء بشاعة الحادث وفى تلك الأثناء قمنا بطلب الإسعاف لإنقاذ الضحايا ومن كانت حالته تستدعى نقلناهم بسيارتنا الخاصة".
وأضاف "عبدالخالق"، أحد شباب القرية: "من أصعب المشاهد التى رأيتها، أحد المصابات قطعت قدمها لكن لم نستطع إنقاذها، كل ما فعلناه هو تغطيتها بالجرائد، لأن سيارات الإسعاف لم تصل إلا فى النهاية، وذلك لأن القرية نائية تبعد عن الحضر وكافة طرقها ترابية ولا نجد أى مواصلات كل اعتمادنا على القطار".
وأضاف "عبدالخالق"،: "تلك ليست المرة الوحيدة التى يتصادم فيها قطارين على نفس المحطة، لكنها الأولى من نوعها التى يقع فيها قتلى ومصابين، فاعتمادنا الوحيد على المعديات بفرع النيل والتى تنقل الأشخاص والسيارات، لكن عند نقل الضحايا واجهتنا صعوبة كبيرة مع تلك المعديات، فبعد الضحايا ماتوا أثناء نقلهم والبقية تناثرت أشلائهم ولنجد وسيلة نقل لإنقاذهم، لأن أقرب مستشفى للبلدة "بدر" وتحت الإنشاء".
وأشار إلى أن أبو الخاو ليست بقرية صغيرة وإنما قرية يتبعها 19 عزبة، لكنها فى طي النسيان، وأول مرة يسلط عليها الضوء كانت فى ذلك الحادث المأساوى الذى أدمى قلوبنا جميعًا.
وعلى صعيد متصل تقول "بدرية رزق" إحدى العاملات بمزارع الفراولة التى تشتهر بها أبوالخاو: "أنا من شمال سيناء نأتى جميعًا فى موسم الفراولة للعمل بالمزارع، الموجودة على جانبى السكة الحديد، وعند سماعنا أصوات التصادم هرعنا جميعًا لرؤية ما حدث، وأضافت "قلبى انخلع"، لأن ذلك القطار وتلك المحطة هى ملاذنا الوحيد للعودة لسيناء، وحمدت الله أن ذلك القطار ليس ما كنت أظن، فخوفى على أهلى أصابنى بالذهول، لكن بعد وصولى علمت أنه قطار إيتاى البرود الذى يصل للقاهرة، فالمحزن والموجع بتلك الحادثة هى ارتواء حقول الفراولة بدماء الغلابة، الذين كانوا ضحايا الإهمال وقلة الضمير".
الجدير بالذكر أن الدكتور هشام عرفات وزير النقل والمواصلات أمر بتحويل المتسببين فى حادث تصادم قطاري كوم حمادة للتحقيق، وذلك خلال جولته فى مكان الحادث، كما وجهه تعليماته بضرورة رفع حطام حادثي قطارين السكة الحديد بقرية أبو الخاو بمركز كوم حمادة والذي أسفر عن سقوط 7 ضحايا و38 مصاب.
كان اللواء علاء الدين عبد الفتاح، مدير أمن البحيرة، تلقى إخطارًا من شرطة السكة الحديد بالحادث، وتبين حدوث تصادم لقطار رقم 678 ركاب القادم من إيتاى البارود متجها للقاهرة.
وكشفت المعاينة الأولية، عن انفصال عربتين من قطار الركاب، وانقلابهم على قضبان السكة الحديد بالتزامن مع قدوم قطار البضائع القادم من الإسكندرية ونتج عن ذلك توقف حركة القطارات بخط المناشي " إيتاي البارود - القاهرة".