شهور قليلة وتنطلق البطولة الأكثر مشاهدة في العالم، والحدث الرياضي الأهم في تاريخ الساحرة المستديرة، بطولة كأس العالم "روسيا 2018".
ونجح المنتخب المصري في تحقيق الحلم والتأهل إلى المونديال بعد 28 عامًا من الغياب عن العرس العالمي، وذلك بعدما حقق فوزًا مثيرًا على نظيره الكونغولي بهدفين مقابل هدف، في المباراة التي جمعت بينهما على استاد الجيش ببرج العرب في الإسكندرية.
كرة القدم ابتعدت بنفسها كثيراً عن الصراعات السياسية إلا أن الأمر لم ينجح فى أوقات عديدة، حيث أن السياسة طغت فى بعض الأحيان على أجواء الساحرة المستديرة، وتسببت فى حرمان الجماهير من الاستمتاع بمشاهدة أحد أفضل نجوم العالم، وهو يلعب فى كأس العالم.
هذا النجم كان الهولندى الأسطورى يوهان كرويف الذى رفض أن يشارك مع منتخب الطواحين فى مونديال 1978، رغم وصوله معه إلى نهائى مونديال 1974، وذلك بسبب سياسات الديكتاتور خورخى فيديلا حاكم الأرجنتين آنذاك، الذى قاد انقلاباً عسكرياً فى البلاد، قبل عامين من انطلاق المونديال، والذى اتهم وقتها باعتقال الكثير من معارضيه وخطف الكثير من أطفالهم بهدف الضغط عليهم.
ورغم أن منتخب هولندا بأكمله كان يفكر فى عدم المشاركة بالبطولة، مثله مثل الكثير من المنتخبات، إلا أنهم شاركوا جميعا فى نهاية المطاف، ولكن كرويف وحده هو من اتخذ قراره بعدم السفر للأرجنتين، حيث خرج بعد قيادته هولندا للفوز على بلجيكا فى المباراة الفاصلة بالتصفيات 2 / 0، بهدفين سجلهما بنفسه، قائلاً فى تصريحات صحفية: "لن أشارك فى كأس العالم".
ورغم أن ملكة هولندا حاولت بنفسها إقناع كرويف بالمشاركة فى المونديال، إلا أنه رفض الأمر تماماً، ولكنه كشف بعد ذلك فى تصريحات تليفزيونية أن السبب وراء عدم مشاركته كان رفضه للنظام القمعى فى الأرجنتين، إضافة إلى أنه تلقى تهديدات من جانب بعض المؤيدين لفيديلا بأنهم سوف يخطفونه هو وعائلته حال مجيئه إلى بلادهم.
فى نهاية الأمر وصل المنتخب الهولندى إلى نهائى المونديال ولكنه اصطدم بالمنتخب الأرجنتينى، الذى تُوج باللقب بعد فوزه بنتيجة 3 / 1، وهو الفوز الذى أثار الكثير من الجدل، حيث اعتبرت الصحف الأوروبية والهولندية على وجه الخصوص أن التانجو فاز بلقب البطولة بفضل مؤامرة كبيرة، لتظل بطولة 1978 من أكثر البطولات إثارة للجدل فى التاريخ.