بعد قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي بعدم السماح بافتتاح جامعات جديدة في مصر إلا إذا كانت لديها توأمة مع أفضل 50 جامعة في العالم، سادت حالة من الفرحة الغامرة جموع الشعب المصري، وخاصة الطلبة منهم، بسبب الرقي الذي سيشهده التعليم المصري خلال الفترة المقبلة.
الدكتور فتحي ندا: منظومة التعليم في مصر مفتقرة للبحث العلمي
قال الدكتور فتحي ندا، عضو لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس النواب، إن قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي بعدم السماح بافتتاح جامعات جديدة في مصر إلا إذا كانت لديها توأمة مع أفضل 50 جامعة في العالم، جاء نتيجة قلة البحث العلمي في مصر.
وأضاف "ندا" في تصريح خاص لــ"أهل مصر"، أن مفاد حديث الرئيس السيسي اليوم عن منظومة التعليم، هو حصول بروتوكول تعاون بين الجامعات المصرية وأي جامعة من الخمسين جامعة الأعلى على مستوى العالم.
وأشار إلى أن القرار خاص بالجامعات الحديثة الإنشاء والخاصة، والتي يشترط عليها أن تحصل على توأمة مع جامعة عالمية من 50 إلى 500، موضحًا أن الجامعات القديمة مقدم لها في استراتيجية التعليم الجديدة؛ لتقديم منظومة جديدة في البحث العلمي، مؤكدًا أن الجامعات المصرية لا تمتلك نظم للبحث العلمي.
وتابع: "إحنا معندناش منتج طالع لا في التجارة ولا في الصناعة بسبب قلة البحث العلمي في مصر"، مشيرًا إلى أن الأمر طال كذلك منظومة الزراعة، وهو الأمر الذي ينبأ بكارثة كبيرة، لذا عمل الرئيس السيسي لكي يحل هذه المعضلة.
وأكد "ندا"، أنه لن يخرج أي منتج في مصر إلا عن طريق البحث العلمي، موضحًا أن بروتوكولات التعاون التي قامت بها مصر ما هي إلا في نطاق صغير جدًا مع أحد الجامعات، مشددًا على ضرورة عقد بروتوكولات تعاون كاملة مع مختلف الجامعات في العالم.
"تعليم البرلمان": "ترتيبنا بين الجامعات... ما شاء الله متدني"
أعرب النائب فايز بركات، عضو لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس النواب، عن سعادته الشديدة لقرار الرئيس السيسي بعدم السماح بافتتاح جامعات جديدة في مصر إلا إذا كانت لديها توأمة مع أفضل 50 جامعة في العالم، مشيرًا إلى أن هذا القرار جاء لتخليص التعليم المصري من مستنقع الجهل والغوغاء.
وقال "بركات" في تصريح خاص لــ"أهل مصر"، إن ترتيب مصر بين جامعات متدني للغاية، متابعًا: "ترتيبنا بين الجامعات ما شاء الله متدني"، لافتًا إلى أن التواجد ضمن أفضل خمسين دولة في العالم بعقد توأمة معهم لتطوير التعليم المصري، فهذا أمر مفرح، وبشرى سارة لطلاب الجامعات المصرية، موضحًا أن تواجد الجامعات المصرية مع أي جامعة عالمية من الجامعات الخمسين الأفضل في العالم، حيث أن الجامعة ستعمل على تطبيق المعايير العالمية على الجامعات المصرية، وهو الأمر الذي لا بد من تطبيقه في التعليم المصري.
وأضاف عضو لجنة التعليم، أنه بمجرد تطبيق هذه التجربة سيكون هناك تطور كبير في مستوى خريجي الجامعات المصرية، مؤكدًا أنهم سيكونون مختلفين عن الخريجين الحاليين، الذين لا يتناسبون مع سوق العمل في مصر، وبالتالي يكون مصيرهم العمل في مجال مجافي للمجال المتخصصين فيه في كلياتهم.
وأشار، إلى أن هذه التجربة ستفتح الآفاق أمام طلاب الجامعات المصرية للإطلاع على المناهج الغربية؛ لمواكبة ومسايرة آخر ما توصل إليه العلم الحديث في البحث العلمي وغيره، موضحًا أنه في حال حدوث هذه التوأمة سيكون هناك تعاون متبادل بين أساتذة الجامعات القابعة للتوأمة، وهذا ما سيحقق الفائدة الكاملة للتعليم المصري.
وأوضح عضو لجنة التعليم والبحث العلمي، أن هذه التوأمة ليست بالأمر الصعب على التعليم المصري، لافتًا إلى أن تطبيق مثل هذا الأمر سهل وبسيط للغاية؛ فهناك العديد من الدول التي تتمنى أن تقوم جامعاتها بعقد توأمة للتدريس في مصر، مضيفًا أنه ليس من الصعب وضع مناهج مثل مناهج العرب أو أنشطتهم، مشيرًا إلى أن مصر تمتلك قامة من العلماء الكبار في مختلف جامعاتها.
وتابع: "لا بد أن نضمن قبل الإقبال على التوأمة، بأن خرجينا هيتناسبوا مع سوق العمل الدولي مش المصري بس"، مؤكدًا أن الهدف الرئيسي من عقد التوأمة مع الجامعات الغربية هي إخراج نَشْء قادر على المنافس في مختلف دول العالم.
أكبر مشكلة تواجه التعليم المصري
وعن مشاكل التعليم المصري، قال "بركات"، إن مشاكل التعليم في مصر كثيرة ومتعددة، متابعًا في سخرية "لا حاجات كتيره للأسف"، مؤكدًا أن المشكلة الرئيسية هي الكثافة السكانية الكبيرة للشعب المصري، مشيرًا إلى أن عدد الجامعات في مصر لا يتعدى الـ25 جامعة، بينما وصل تعدد الشعب المصري إلى أكثر من 100 مليون نسمة، أي جامعة لكل مليون نسمة، وهو الأمر الذي يعد من الصعب تطبيق المعايير العالمية للتعليم فيه.
وأضاف "بركات" في تصريح خاص لــ"أهل مصر"، أن بعض الجامعات المصرية تضم عددًا مهولًا من الطلاب، حيث أن بعض المحاضرات يتواجد بها قرابة الألف طالب أو يزيدون، وهو ما يجعل الأمر مستحيلًا على دكتور الجامعة أن يوصل المعلومة لهذا الكم الهائل من الطلاب.
وأشار "بركات"، إلى أنه من المفترض أن يكون عدد الجامعات في مصر 100 جامعة على الأقل، أي جامعة لكل مليون شخص، حتى تتم المساواة بين الطلاب، وتتم الحركة التعليمية بشكل كبير، وتكون هناك مساحة كافية للطلاب للفهم والوعي، والتركيز لما يُلقى في المحاضرات.
وتابع: "بس إحنا معندناش الكلام دا، إحنا عندنا 25 جامعة بس، ودا ميتناسبش مع التعداد السكاني، ونفس الكثافة السكانية دي وقلة الجامعات مش مخليه فيه تعليم جيد".
وأكد، أنه لا توجد لدينا أبحاث في مصر، وإن وجدت فلا تتم مناقشتها جيدًا، مضيفًا أن أستاذ الجامعة لن يستطيع النظر للألف بحث من الطلاب في محاضرة واحدة، ولذا يكتفي ببحث واحد، وربما لا يطلبه منهم لكثرة العدد وضيق الوقت، متابعًا: "دا حتى الدكتور لو فكر يطلب بحث هيطلب من مين ولا مين".
وأوضح عضو لجنة التعليم، أن قرار الرئيس السيسي بضرورة عقد التوأمة مع الجامعات الغربية جاء في وقته، حيث أن هذا سيسمح لمصر بالصعود إلى ترتيب الدولة الرائدة في مجال التعليم.
وعن القصور في المناهج العلمية، أكد "بركات"، أن هناك تقصير كبير في مناهج التعليم المصري، موضحًا أن من أسباب ضعف المناهج المصرية هو التعداد السكاني، والكثافة الكبيرة في الفصول وقاعات المحاضرات، إضافة إلى عدم تطبيق البحث العلمي الصحيح في المناهج بشكل عام، متابعًا: "الأبحاث دي بتتخزن في الدرج، لأن فيه منها كتير"، لافتًا إلى أن بعض المسئولين مقصرون في أداءهم الوظيفي.
الدول التي ستعقد التوأمة مع مصر
وعن الدول التي ستعقد التوأمة مع مصر، أعرب "بركات"، عن أمله بأن تتم التوأمة مع الجامعات البريطانية العريقة، لما تمتلكه من شأن كبير في مجال البحث العلمي على مستوى العالم، ولما تمتلكه من قيمة وخبرة كبيرة في مجال التعليم.
وأضاف، أن من الدول التي من الممكن أن تتم معها التوأمة الجامعية، الولايات المتحدة الأمريكية، واليابان، مشيرًا إلى أن كل هذه الدول متقدمة في كافة المجالات العلمية، وسنستفيد منها في كافة الأمور.
الاحتمالات الواردة حال تطبيق هذه التجربة برعاية الرئيس السيسي
وعن احتمالات نجاح التجربة في مصر، أكد "بركات"، أنه يثق تمام الثقة في نجاح هذه التجربة القوية التي ستنقل مصر إلى مصاف العالمية، مشيرًا إلى أن نسبة نجاح التجربة ستبلغ 100%، لتطوير التعليم المصري، مستنكرًا حدوث أي فشل أو معوقات للتجربة.
ومن جانبه، قال الدكتور فتحي ندا، عضو لجنة التعليم والبحث العلمي، إن نجاح هذه التجربة من عدمه معتمد على المعالجة الجيدة في عدة أطر معينة، إما في مرحلة التعليم ما قبل الجامعي، أو في مرحلة التعليم الجامعي في خطوات البحث العلمي.
وأضاف "ندا"، أن كلمة "معتمدة" والتي ذكرها الرئيس السيسي اليوم عندما ناشد الجامعات بتوقيع بروتوكول التعاون، لها ثلاثة جوانب تقاس من خلالها، فالأول هو إنشاء نظام داخلي للجودة وهو الذي يتم تأسيسه حاليًا، والمرحلة الثانية التي تتمثل في "الكوات تو"، بينما المرحلة الثالثة تتمثل في "السكات"، وبعد ذلك تعلن الجامعة بأنها معتمدة.
وأشار عضو لجنة التعليم، إلى أن النتائج الأولية ستكشف نجاح التجربة من عدمه، ولكن هي خطوة قوية للنهوض بمصر وبالبحث العلمي المهدر حقه.