بات واضحًا أن الإبداع والتفوق العلمي أصبح أهم ما يميز أبناءنا الطلاب خلال مرحلة التعليم المختلفة فى مصرنا المحروسة، ولكن عندما يبدأ هذا التفوق منذ الصغر لذا فتتجه الدولة لتشجيع الموهوبين من الناحية الأدبية والعلمية، وتمنحهم شهادات تقدير وامتيازات تساعدهم على المضى قدمًا نحو النجاح، وخير دليل على ذلك هو حال الطالب "عبد الحميد موسي" الحاصل على المركز الأول على مستوى الجمهورية فى التحدث باللغة العربية الفصحى.
عبد الحميد سعيد إبراهيم موسي، أحد أبناء قرية بحطيط التابعة لمركز أبوحماد، بمحافظة الشرقية، طالب بالصف الثالث الثانوي بمدرسة بحطيط الثانوية المشتركة، متفوق دراسيًا وحاصل على المركز الأول علي مستوى جمهورية مصر العربية في التحدث باللغة العربية الفصحي والخطابة وإلقاء الشعر في مسابقة تحت مظلة جامعة الدول العربية وله شقيق واحد. "أحمد" فى الفرقة الأولى بكلية الصيدلة جامعة الزقازيق.
انتقلت عدسة «أهل مصر» والتقت بالطالب عبد الحميد، والذى أكد انه كان من المتفوقين فى صغرهم، حينما كان عمره 6 سنوات، والده كان دائما يصطجبه معه إلى المسجد، موضحًا أنه كان يسمع والده يتحدث باللغة العربية الفصحي قائلًا: " اللغة العربية الفصحي من أساسيات الخطبة ووقتها كانت الناس بتحب تتكلم معاه وحسيت أن اللغة العربية الفصحي مهمة جدًا كنت برجع واقعد اتكلم مع أمي باللغة العربية وبدأت اهتم باللغة العربية الفصحي وأتحدث بيها".
وأضاف: اللغة العربية الفصحي لا تُحفظ بل هى تطبق كما قال أستاذي "حسن طلبة" رحمه الله عليه، فهو الذي علمني وله فضل كبير على، إلى جانب أن والدي ووالدتي كانو يساعدونى كثيرًا.
وأوضح: لم يكن فى مخيلتى أن أتقدم فى مسابقة، ولكن شجعنى "إبراهيم غنام" معلم اللغة العربية فى مدرستى كثيرًا، وقال لي: "المسابقة لها فائدة لك وستعلمك أشياء آخرى جديدة بالنسبة لك"، لافتًا إلى أنه أجري له إختبار داخل المدرسة، وحصل خلاله على المركز الأول، مشيرًا إلى أنه عقب ذلك أجري إختبارات فى الإدارة التعليمية التابع لها، وبعدها إجري إختبار على مستوى المحافظة، حتى وصل إلى مستوى الجمهورية.
وتابع: شعور النجاح جميل جدًا، ولكن المحافظة على النجاح هو شعور أهابه، واتسائل: "كيف أكمل نجاح بدأته وأحافظ عليه؟.. مؤكدًا "شجعنى محمد غنيمي مستشار اللغة العربية بمحافظة الشرقية".
وأستكمل قائلًا: من المفترض أن تكون اللغة العربية هي اللغة الاولي، بدلًا من أن نتحدث مع بعضنا البعض باللغة الأجنبية، ونرفعها ونعليها علي لغتنا، لافتًا إلى أنه يجب أن نضع لغتنا فى المقدمة، ولا نقوم بتشجيع اللغات الآخري، لأننا عرب واللغة العربية لها حجمها، إلى جانب أنها لغة القرآن الكريم.
وبسؤال "نادية مصباح" أخصائية اجتماعية ووالدة عبد الحميد عن شعورك وابنك الأول فى اللغة العربية على مستوى الجمهورية، قالت: شجعته كثيرًا وساعدته خلال مذاكرته، بالإضافة إلى أننى كنت أقول له يجب أن تتعلم اللغة من والدك، ونجاح ابنى هو نجاحي وشعور بالفخر.
يقول سعيد موسي معلم خبير لغة عربية ومدير مدرسة بحطيط الإعدادية، عبد الحميد ابني من صغره وهو محب للغة العربية، وكنت أصطحبه معى اثناء ذهابي إلى المسجد حيث كنت أخطب خطبه الجمعة، ولاحظت أنه حينما يعود للمنزل كان يقلدني، ووالدته كانت دائما تشجعه وتقول له تعلم من والدك حتى يكون لك مكانه بين الناس ويستمتعوا بالحديث معك مثل والدك.
وفى النهاية قال والد "عبد الحميد" إن نجله منذ طفولته كان محب لقراءة القرآن الكريم، وحينما علمت أنه حصل على المركز الأول على الجمهورية "سجدت لله حمدًا، وشكر الله أنه تفوق".