"ولاد الظلام" في البحيرة.. نسرين ضحية تشخيص خاطيء أضاع "نور عنيها"

نسرين نعيم، كانت تدب بالحيوية والنشاط، حتي بلوغها سنة 4 سنوات، وإصابتها بسخونة شديدة، جراء الإهمال الطبي في مستشفيات الحكومة، انتهي بها في النهاية إلى الغرق في ظلام تام.

ابنة البحيرة لم تقف عند حدود اليأس واستكملت حياتها متحدية وضعها الجديد.

أضافت الفتاة انها التحقت بالتعليم الأزهري وتفوقت خلال فترة الدراسة، كانت تتمني أن تلتحق بكلية الطب ولكن تم رفضها، واستكملت الدراسة في كلية دراسات اسلامية، لم تتوقف عند ذلك فقد تعلمت المشغولات اليدوية في إحدي الجمعيات الخيرية، فقامت بعمل مشغولات يدوية، و اكسسوارات، فوانيس رمضان، اصبح لديها معرض.

ممدوح زين الدين، أحد متحدي الإعاقة في البحيرة ضحية زواج الأقارب.

زين الدين أوضح أنه كان يعاني من مرض ضمور في عصب المخ، ومياه زرقاء على العين، يرجع السبب لعدم تطبيق الاجراءات القانونية التي تضعها الحكومة علي زواج الأقارب، حد قوله، ودفع ثمن ذلك بصره هو وباقي اخوته.

وعن بداية معاناته قال «الحكاية بدأت عندما قام والدي بعمل كشف وهمي لأخذ شهادة لإمكانية الزواج، دون اجراء الفحوصات الطبية اللازمة للتأكد من صحة الأم والأب، فدفعنا الثمن بإصابتي وكل اخوتي بمرض المياه الزرقاء علي العين»، مشيرا أن هذا المرض يزيد مع مرور الوقت، لافتا أنه كان يستطيع الرؤية منذ الصغر ولكن مع مرور الوقت ازداد المرض وقلت الرؤية حتي وصل لمرحلة العمى.

واستكمل أنه أجُبر علي الالتحاق بالمعهد الأزهري للدراسة، رغم رغبته في الالتحاق بالتعليم العادي لكي يلتحق بكلية السياسية والعلوم الاقتصادية.

وتابع «زين الدين» أنه واجه كثير من المعوقات التى تجعله غير قادر على تحقيق ذاته سواء من نظرة الناس له أو من إهمال الحكومة لمتحدي الإعاقة، لرغم عن ذلك شارك في العديد من المبادرات والعمل التطوعي، قام بالعمل في مصنع الألبان ومزرعة نحل.

جانب أخر في «مملكة المكفوفين» يجسدها محمد سالم فتحي، الذي يبلغ من العمر 12 عاما طالب بالصف الثاني الإعدادي بمدرسة عزبة درويش الإعدادية التابعة لمركز الدلنجات بمحافظة البحيرة، الضحية الجديدة للإهمال الطبي.

مأساة محمد يرويها والده «بداية الواقعة ترجع لنهاية شهر يوليو الماضي، حينما ذهب والد الطفل به لمستشفى الدلنجات العام للكشف عليه بعد ارتفاع درجة الحرارة، وصولها إلى 38 درجة، حيث أعطى له طبيب الأطفال بقسم الاستقبال بالمستشفى ويدعي « م.ر»، حقن مضادات حيوية واسعة المجال "سالبين" بدون أجراء أختبار له ضد الحساسية» .

ويضيف والد الطفل، أنه عقب العودة للمنزل فوجئ باحمرار في جسد ابنه و تورم في جفن العين وتغير لون الجلد ووجهه، مضيفا «توجهنا للمستشفى العام في اليوم الثاني وقرر الطبيب حقنه مرة أخرى وقال لنا إن هذا أمر طبيعي وعند طلبنا بحجز" محمد " رفض الطبيب حجزه» .

«أم محمد» التقط طرف الحكاية لتضيف «ذهبنا للمستشفى مرة أخرى في اليوم الثالث، حيث تم حجز محمد في قسم الأطفال»، موضحة أن الأطباء قالوا إن تشخيص الحالة جدري مائي هذا بالإضافة لتركهم بالمستشفي حتى التاسعة مساءا دون تقديم علاج حيث أن الممرضات بالمستشفى لم يقتربوا من نجلها خوفا من تعرضهم للعدوى.

وأشارت والدة الطفل، أن إدارة مستشفى الدلنجات ، قامت بتحويلها لمستشفى حميات دمنهور، قائلة: «أحد الأطباء بمستشفى الحميات بدمنهور فور رؤية حالة محمد، قام بالاتصال بمديرة مستشفى الدلنجات وعنفتها لعدم التنسيق مع المستشفى لتجهيز سرير للحالة وكذلك عدم نقل الحالة بسيارة إسعاف لمستشفى الحميات للحفاظ على حياة الطفل المصاب».

وأكدت والدة الطفل، أن مستشفي حميات دمنهور قامت بتحويلنا بسيارة إسعاف إلى المستشفى الجامعي بالإسكندرية، حيث دخل محمد للعناية المركزة يوم 25 يوليو الماضي وخرج منها يوم 5 سبتمبر، مشيرة: «توجهنا إلى النيابة العامة وحررنا محضرا بالواقعة ضد الطبيب و مستشفي الدلنجات و حمل رقم 6765 لسنة 2017 إداري مركز الدلنجات ".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً