أوضحت لجنة الفتوى التابعة لمجمع البحوث الإسلامية، أن "البسملة" قبل الفاتحة في الصلاة، مسألة اختلف فيها أهل العلم، وذلك ردًا على سؤال: "ما حكم البسملة قبل الفاتحة في الصلاة؟".
وأضافت لجنة الفتوى، في إجابتها على سؤال البسملة، الذي نشر على الحساب الرسمي لـ"مجمع البحوث الإسلامية"، على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، أن الجهر بالبسملة من سورة الفاتحة في الصلاة، اختلف فيه أهل العلم، فذهب القول الأول الخاص بالحنفية والحنابلة إلى أنه تسن قراءة البسملة سرًا في الصلاة السرية والجهرية.
وأوضحت لجنة الفتوى، أن"الترمذي" قال: وعليه العمل عند أكثر أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن بعدهم من التابعين، ومنهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي، وهذا ما حكاه ابن المنذر عن ابن مسعود وعمار بن ياسر وابن الزبير، والحكم، وحماد، والأوزاعي، والثوري، وابن المبارك، وروي عن أنس رضي الله عنه أنه قال: " صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان فلم أسمع أحدًا منهم يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم "، وقال أبو هريرة: كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يجهر بها.
والقول الثانى: ذهب الشافعية إلى أن السنة الجهر بالتسمية في الصلاة الجهرية في الفاتحة وفي السورة بعدها. فقد روى ابن عباس رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم جهر ببسم الله الرحمن الرحيم، ولأنها تقرأ على أنها آية من القرآن بدليل أنها تقرأ بعد التعوذ فكان سنتها الجهر كسائر الفاتحة.
وقال النووي: الجهر بالتسمية قول أكثر العلماء من الصحابة والتابعين ومن بعدهم من الفقهاء والقراء، ثم ذكر الصحابة الذين قالوا به منهم أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي وعمار بن ياسر، وأبي بن كعب، وابن عمر، وابن عباس، وحكى القاضي أبو الطيب وغيره عن ابن أبي ليلى والحكم أن الجهر والإسرار سواء.
أما القول الثالث، فيعود للمالكية على المشهور كراهة استفتاح القراءة في الصلاة ببسم الله الرحمن الرحيم مطلقا في أم القرآن وفي السورة التي بعدها سرا وجهرًا، قال القرافي من المالكية: الورع البسملة أول الفاتحة خروجًا من الخلاف إلا أنه يأتي بها سرا ويكره الجهر بها.
وأوضحت لجنة الفتوى، أنه بناء على ما سبق، فالأمر فيه سعة بين أهل العلم والأحوط الخروج من الخلاف وأن تقرأ جهرًا.
وأكد المجمع أن الفقهاء اختلفوا الفقهاء في كون البسملة آية من الفاتحة ومن كل سورة على أقوال، كما اتفقوا على أن من أنكر أنها آية في كل سورة لا يعد كافرًا، وهذه الأقوال الراجح منها ما ذهب إليه الشافعية وهو: أن البسملة آية كاملة من الفاتحة ومن كل سورة؛ لما روت أم سلمة رضي الله عنها: "أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ في الصلاة: "بسم الله الرحمن الرحيم، فعدها آية منها".
وأضافت أنه لما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الحمد لله سبع آيات، إحداهن بسم الله الرحمن الرحيم، وعن علي رضي الله عنه كان إذا افتتح السورة في الصلاة يقرأ: بسم الله الرحمن الرحيم.
وروي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا قرأتم: { الحمد لله رب العالمين }، فاقرءوا: بسم الله الرحمن الرحيم، إنها أم القرآن والسبع المثاني، بسم الله الرحمن الرحيم إحدى آياتها، ولأن الصحابة أثبتوها فيما جمعوا من القرآن في أوائل السور، وأنها مكتوبة بخط القرآن، وكل ما ليس من القرآن فإنه غير مكتوب بخط القرآن، وأجمع المسلمون على أن ما بين الدفتين كلام الله تعالى، والبسملة موجودة بينهما، فوجب جعلها منه، وهو خلاف لما ذهب إليه الحنفية والمالكية والحنابلة والله اعلم.