بالرغم من تسليط الضوء على ملف ذوي الاحتياجات الخاصة بمصر ومايعانونه، ومطالبة الكثيرين بحقوقهم من الدولة، إلا أنها مازالت تتناثر الوعود والمطالب هباءً، ومع ولادة أول شرارة للشعب انبعث الأمل من جديد ليطرق حياتهم، لكن الشرارة انطفأت؛ مما جعلهم يبحثون عن حقوقهم مرة أخرى، حتى جاء اهتمام الرئيس عبد الفتاح السيسي بهذه الفئة، حيث أطلق البرلمان 2018 عام ذوى الاحتياجات الخاصة.
وبالرغم من التقدم الذى وصلنا إليه، إلا أن كلمة "مُعاق" لازالت منتشرة، فتقع الكلمة على صاحبها على أنه شخصًا غريبًا يتجنبه البعض، كما اتفق كثير من الاخصائيين النفسيين لذوي الاحتياجات الخاصة، على أن نجاح هذا الشخص في حياته يبدأ من البيت، حيث يحتاج إلى صبر وتركيز ومتابعه وإرادة قوية وبرنامج يومي وتأهيلي دائم.
وأوضح الأخصائيون أن الأم شخص رئيسي في حياة ذي الاحتياجات الخاصة؛ لأنها الملازمة له طوال الوقت وبشكل مضاعف للطفل؛ فالأم هي العامل الأساسي لا بد أن مواظبتها على كل ما يخص طفلها من حيث المدرسة والعيادة وتطبيق وتنفيذ كل ما تكلف به، وفي حالة إهمالها له يُحيط به الفشل واليأس، وتتدمر حياته نتيجة إهمال الوالدين، ولكن هناك أمهات حققن إنجازات لا يستطيع الطفل الطبيعي أن يحققها.
وفى هذا الإطار، حرصت الدكتورة نشوى حسين هاشم، عضو مجلس النواب عن قائمة في حب مصر، شمال الصعيد، منذ نعومة أظافرها ألا تكترث لإدراج ذاتها تحت مصطلح ذوي الاحتياجات الخاصة، لقناعتها الذاتية لشخصها واعتزازها بثقافتها لتسرد قصة نجاحها ومعايشة واقعها لـ "أهل مصر".
قالت "نشوى":" لم أجد أن الإعاقة مشكلة، ولم أتحسس من هذا الموضوع، بل لم أسمح لأحد أن ينظر إلي أي نظرة دونية، لامتلاكي القدرة على التحدث بلباقة وثقافة، حيث كنت أقرأ كثيرًا وأتمتع بشخصية اجتماعيه ذات مرونة، فكل هذا جعلني أفحر بذاتي".
وأوضحت أن الإعاقة تتمثل فى التفكير والثقافة وليس الجسد، قائلة:" كنت بقسم علمي علوم بالمرحله الثانوية العامة بنات بمحافظة الفيوم بحي النويري التابعه لبندر الفيوم بسنة 1990 في عهد الدكتور فتحي سرور وزير التربيه والتعليم، ثم التحقت بكلية الحقوق جامعة القاهرة فرع بني سويف وعشقت الدراسه بها، وكنت أدرس ليس للنجاح وإنما حبا في الدراسة، وخاصة دراسة القانون الذى اعتبره أرقى الدراسات الانسانية على الاطلاق، فتلك الدراسة مرتبطة مرتبطه بكل شئ في حياتنا".
وأضافت:" تقدمت لدراسة "الماجستير" بعد تخرجي بـ11 سنة، في القانون العام والعلوم الادارية حيث حضرت دبلومات أو الدراسة التي تخدم عملي، وتم تعييني بعد التخرج بـ8 شهور بديوان عام محافظة الفيوم في الشؤون القانونية كباحث قانوني من ضمن الـ5%، وتدرجت بالمناصب، وتعلمت كثير خلال ممارستي للعمل.
وكشفت نشوى عن صاحب الفضل فى وصولها لهذا المستوى، فكان والدها المستشار حسين هاشم الذي كان يتنصب حينها نائب هيئة النيابه الادارية، ومدير النيابة، وحين استلامها للعمل كان لديها الخبرة الكافية التي اكتسبتها منه، مضت بعملها حتى الآن منذ 22 عامًا، ولم يؤثر شيء على نفسيتها خلال سنوات عملها.
واستكملت "هاشم" رحلة حياتها مع الواقع، حيث كانت أصغر مدير إدارة للفتوى والتشريع في المحافظات، فى ذلك الوقت كان هناك وظائف شاغرة بالمحافظة منها "إدارة الفتوى والتشريع" وهي إدارة داخليه بالشئون القانونية، وقالت:" تقدمت بهذه الادارة لدراستي في القانون، وكانت هي المرة الأولى من نوعها"، مشيره أنها كانت تستشار بخروج القرارات لنزع الملكية للمنفعه العامة للدولة، وتساعد الجهات الحكوميه التي لديها عقبه قانونية، فتقوم بإرسال الشكوى للشئون القانونية والتي ترسلها إلى إدارة الفتوى التشريعية، وقرارات التخصيص وهذا يدفعني بالقراءة كثيرًا في كتب قانونية لحل المشكلة.