أول زيارة ولي العهد السعودي إلى مصر، اعتبرها البعض أنها تصب في الصالح المصري، خاصة بعد إقرار العديد من الاتفاقيات التي تمت بين الجانبين، مما يشير إلى أن الزيارة المحسوبة للأمير محمد بن سلمان، جاءت لتدعيم العلاقات الثنائية المشتركة بين البلدين في كافة المجالات، وخاصة في المجال العسكري، والذي تعاني منه السعودية بشكل خاص بعد الهجمات الإيرانية الأخيرة على المملكة، فيما قال البعض أن الزيارة لم تأتي بثمارها المرجوة بعد.
من جانبه، أكد اللواء نصر سالم، رئيس جهاز الاستطلاع بالمخابرات الحربية الأسبق، أن زيارة ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان لمصر، تأتي لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات من جهة، وبين تعزيز العلاقات مع دول مجلس التعاون الخليجي من جهة أخرى، مشيرًا إلى أن التعاون سيشمل الجانب السياسي، بحيث ستمثل جميع الدول العربية جبهة واحدة قوية ضد الإرهاب.
وقال "سالم" في تصريح خاص لــ"أهل مصر"، إن الزيارة جاءت لبحث كافة المشاكل العربية التي تهم الجانبين، والتي تعد من أبرز هذه المشاكل هي القضية الفلسطينية، والقضية السورية، واليمنية، موضحًا أن حوار ولي العهد الذي دار مع الرئيس السيسي تطرق للحد من أطماع إيران في المنطقة العربية، وكيفية مواجهة بسط الهيمنة الفارسية على الأراضي العربية.
وأضاف "سالم"، أن السعودية هي أكبر الدول العربية التي تمتلك مشروعات في مصر، لافتًا إلى أنه من المنتظر أن يكون هناك تعاون أكثر في كافة المجالات بين الجانبين، مؤكدًا أن بحث سبل التعاون العسكري كان له النصيب الأكبر من زيارة ولي العهد السعودي للقاهرة.
وأشار "سالم"، إلى أن التعاون في المجال العسكري قد ظهر جليًا في الحرب على الحوثيين في اليمن، حيث تكون دفاع مشترك بين البلدين فيما يعرف بعاصفة الحسم، موضحًا أن الزيارة تأتي دفعة قوية لكلا الجانبين للعمل على المصالح المشتركة.
وأوضح رئيس جهاز الاستطلاع بالمخابرات الحربية الأسبق، أن سبب اختيار ولي العهد للجمهورية المصرية لتكون أولى محطاته العربية، لم يأتي من فراغ، مشيرًا إلى أن مصر هي أقوى دولة منطقة الشرق الأوسط في كافة المجالات وخاصة في المجال العسكري، حيث أن مصر هي حجر الزاوية، وهي الأخت الكبرى التي ترعى مصالح باقي الدول العربية.
في ذات السياق، قال الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن زيارة العاهل السعودي لمصر زيارة مهمة، حيث أن ولي العهد السعودي هو الشخص الأهم في المملكة العربية السعودية في الوقت الحالي.
وأوضح "نافعة"، في تصريح خاص لــ"أهل مصر"، أن العاهل السعودي سيزور أهم العواصم الدولية وهي باريس ولندن وواشنطن، مشيرًا إلى أن صفقة القرن التي تروج لها الولايات المتحدة الأمريكية لحل القضية الفلسطينية، مطروحة على جدول الأعمال، لمناقشتها من الجانب المصري والسعودي.
وأضاف "نافعة"، أنه لا يستطيع التعليق علي هذه الصفقة إلا بعد معرفة بنودها وموقف مصر والسعودية حولها، وهل هناك تطابق في الآراء بين الدولتين أم لا، وهل تأخذ في اعتبارها مصالح الشعب الفلسطيني.
كما أشار الخبير السياسي، إلى أنه لا يتوقع خيرًا من الولايات المتحدة أو إسرائيل وخصوصًا بعد قرار "ترامب" باعتراف أمريكا بأن القدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة من البيت الأبيض إلي القدس، لافتًا إلى أن هذه الصفقة ما هي إلا مقدمة لتصفية القضية الفلسطينية.
وأكد أن التغيرات التي حدثت في قيادات الجيش السعودي هو شأن داخلي له علاقة بتمكين ولي العهد من إحكام سيطرته على الوضع الداخلي في السعودية، ولا علاقة للزيارة بما حدث في الجيش السعودي.
من جانبه، أعرب النائب حسام رفاعي، عضو مجلس النواب عن دائرة العريش بشمال سيناء، عن سعادته البالغة بإنشاء صندوق مشترك بقيمة 16 مليار دولار، بين مصر والمملكة العربية المتحدة، لتطوير أراض على مساحة تزيد عن ألف كيلومتر مربع في جنوب سيناء، وإنشاء مدينة متكاملة، متاح بها جميع الخدمات العالمية، والتي أطلق عليها اسم "نيوم".
وقال "رفاعي" في تصريح خاص لــ"أهل مصر"، إن أي تعاون يحدث بين مصر وأي دولة عربية يعد أمرًا أجابيا، ودافعًا ممتازًا للاستثمار في كافة المجالات، مشيرًا إلى أن هذه الزيارة من ولي العهد جاءت لتوطيد العلاقات الثنائية بين البلدين.
وأضاف عضو مجلس النواب عن دائرة العريش بشمال سيناء، أن المدينة نيوم والتي تم إبرام عقودها من كلا الجانبين، لتبنى على مساحة الف كيلو متر، وبتكلفة عملاقة تبلغ 10 مليارات دولار، ما هي إلا خطوة كبيرة من الجانب المصري على طريق النهضة الشاملة بسيناء، بعد الانتهاء من العملية الشاملة "سيناء 2018"، والتي قطع فيها رجال القوات المسلحة شوطًا كبيرًا نحو تطهير جميع أراضي سيناء من البؤر الإرهابية.