أظهرت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم بشأن أزمة قطر، حيث نقلت أسوشييتد برس وكالة عن "ترامب" أن الولايات المتحدة طرحت مقترحاً يقضي بأن تنهي دول الخليج الحصار الجوي المفروض على قطر، والذي حال دون هبوط الرحلات الجوية الخليجية في مطارات باقي الدول أو استخدام مجالها الجوي.
مؤكدة أنه من المقرر أن ترسل إدارة ترامب كلاً من مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الخليج، والجنرال المتقاعد، أنتوني زيني، للمنطقة من أجل عقد اجتماعات مع مسؤولي الدول المعنية بالأزمة الخليجية.
ولكن من تلك التصريحات يتبين أن الأمر لا يعدو كونه محاولة لتحريك المياة الراكدة، لا مبادرة جديدة ،لا حلول مطروحة،إنما مواصلة للجهود المبذولة من دولة الكويت وامريكا، بهذه الكلمات وصفت صحيفة انترست انترناشيونال الامريكية الجهود التي تجري حالياً بشأن الأزمة القطرية التي تراها دول الرباعي العربي بأزمة صغيرة لا تقارن بكافة الأزمات الإقليمية والدولية الراهنة.
واندلعت الأزمة الخليجية في 5 يونيو حيث قطعت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر لدعم الدوحة للإرهاب والإصرار على ضرب استقرار الوطن العربي.
وخلال زيارته الحالية للقاهرة من المفترض أن تكون أزمة قطر قد طرحها علي جدول أعمال الأمير محمد بن سلمان ولي عهد السعودية في القاهرة خلال لقائه مع الرئيس عبد الفتاح السيسي ، ليس باعتبارها علي رأس الأولويات ولكن في إطار التنسيق المشترك للتقليل من الآثار المترتبة علي دعم الدوحة للتنظيمات الإرهابية التي تضر بأمن ومصالح البلدين والوطن العربي.
كذلك من بين ملامح تحريك المياة الراكدة الجولة التي يقوم بها الجنرال أنطونى زينى الممثل الأمريكى الخاص بشأن قطر الذي وصل القاهرة حيث يجري الوزير سامح شكرى وزير الخارجية ضمن جولته فى العواصم العربية ذات الصلة بالأزمة القطرية.
اللافت أن الزيارة الأمريكية تأتي في أعقاب بيان لدول الرباعي العربي ردا علي أكاذيب وزير خارجية قطر علي هامش اجتماعات المجلس الدولي لحقوق الإنسان بجينيف حيث ذكر مندوبوا الدول الأربع في بيانهم " أن الوساطة الكويتية هي القناة الأمثل لمعالجة أسباب أزمة قطر ونتائجها" ، الأمر الذي فسره البعض بعدم ثقة الدول الأربع في أي وساطات أخرى وعلى رأسها الوساطة الأمريكية.
كذلك تلقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اتصالا هاتفيا من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كما تسلم العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز رسالة خطية من أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح ، كما تسلم رسالة مماثلة العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة قبل أن يتسلم أمير قطر رسالة مماثلة أيضا.
وفي ضوء هذه التحركات الأخيرة تؤكد الصحيفة أن التحرك الأمريكي الحالي يأتي نزولاً لرغبة الدوحة التي تألمت لحد الصراخ وبدا ذلك جليا من خلال تصريحات مسئوليها مؤخرًا سواء في واشنطن خلال زيارة وزير الدفاع القطري أو من خلال مشاركة أمير الدوحة في مؤتمر ميونخ للأمن أو خلال مشاركة وزير الخارجية القطري في اجتماعات مجلس حقوق الإنسان الدولي بجينيف ، حيث اعتمد الثلاثة علي سياسة الاستجداء والمظلومية وادعاء الحصار وما شابه.
أما الجانب الأمريكي أقرب إلي التوجهات القطرية ولهذا لا تثق دول الرباعي العربي في وساطته وأعلنت في آخر بيان لها أن الوساطة الكويتية هي القناة الأمثل لحل الأزمة.
التحرك الأمريكي في المنطقة يسبق زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في 19 مارس الجاري إلي واشنطن وكذلك زيارة أمير قطر تميم بن حمد إلى الولايات المتحدة في أبريل المقبل، قبل أن تعقد القمة الأمريكية الخليجية في منتجع كامب ديفيد مايو المقبل ، وما يمكن تفسيره في هذا الشأن أن الولايات المتحدة ربما تسعى إلي وضع أرضية للتفاوض تمهد لإنجاح قمة كامب ديفيد ما يشير إلي أن الأزمة قد تكون حلقتها الأخيرة في مايو المقبل وفق السيناريو الأمريكي.
وترى دول الرباعي العربي جذور الأزمة سياسية في أنها تتعلق بممارسات قطرية هدفها النهائي سياسي يتعلق بأطماع النظام القطري في لعب دور أكبر من حجمه حتى لو كان ذلك علي حساب الشعوب العربية والدولة الوطنية بالعالم العربي.
كما أن تصريحات "ترامب" سبق وأن سلكت امريكا وقطر عدة مسارات لفرض ما يسمي " خلجنة " الأزمة إلا أن دول السعودية والإمارات والبحرين أصرت جميعها على أن إجماع الدول الأربع لن يتزحزح وأن المسار الذي تم رسمه منذ البداية سوف يستمر حتى انهاء الأزمة.