رحلة عذاب حقيقية يعيشها نحو مليون مواطن بمركز بني سويف، بحثا عن استخراج الوثائق المدنية، حيث يتكدس المئات من الشباب والفتيات فى تجمعات كبيرة يتخللها عنف ومشاجرات أمام مكتب السجل المدنى بمدينة بني سويف، كما تجلس السيدات العجائز والشيوخ الأرض والأرصفة المحيطة بالمبنى، في مشهد مهين أشبه بيوم الحشر، ما دفع أهالى القرى للمطالبة بتوفير سجل مدني بكل مجلس قروى لتخفيف الزحام.في البداية التقينا بـ"أحمد علوان محمود" من قرية بيلفيا، بمركز بني سويف، قال: يوم الذهاب للسجل المدنى يمثل معاناة لا تنتهى حيث يصطف الرجال والنساء فى طوابير طويلة أمام منفذ المكتب، لافتا إلى أن عددا من السماسرة والبلطجية يستغلون المواطنين لاستخراج شهادات الميلاد بمقابل 100 جنيها للشهادة الواحدة.وقال علاء عبدالباسط، موظف، إن الزحام الشديد يحاصر السجل المدنى يوميا نتيجة عجز المكان عن استيعاب المترددين عليه وافتقاره لأماكن الانتظار نظرا لوجود مكتب واحد يخدم كل هذا العدد الهائل مما يضطر البعض للقدوم فجرًا ليحجز مكانا فى طوابير النكد والخناق التى امتدت لعدة أمتار خارجه، مشيرًا إلى أن معظم الأهالى يأتون من أقاصى القرى فجرا انتظارا للحصول على البطاقة أو شهادة الميلاد فى ظل عدم وجود مظلات تحميهم من مطر الشتاء أو حر الشمس خاصة كبار السن والسيدات.وتضيف منيرة محروس، سيدة بالمعاش، أن أسوأ ما نواجهه هو الإهانة التى نتعرض لها، فالموظفين يتعاملون معنا بمنتهى الإهانة وكأننا نتسول بسبب البيروقراطية، مطالبة مسئولى وزارة الداخلية بتوفير خدمات السجل المدني بالقرى الرئيسية.من جانبه أكد اللواء محمد أبوزيد، مدير الإدارة العامة لشئون منطقة شمال الصعيد للأحوال المدنية، أن الإدارة تسعى لتخفيف الزحام على المكاتب الرئيسية بتوفير منظومة خدمات متطورة من خلال مكاتب البريد وشبكة الإنترنت والكول سنتر، لتقديم الخدمات للمواطنين في سهولة ويسر، وتفعيل إمكانية استخراج مصدرات القطاع من خلال موقع القطاع على شبكة الإنترنت عبر الموقع الإلكترونى.وأضاف، أن خدمات مركز الكول سنتر عبر الأرقام (16582 090070999 24004400 ) حيث تتيح تلك الوسائل إستخراج مستخرجات القطاع، ومن بينها بطاقات الرقم القومى، وشهادات الميلاد، في سهولة ويسر وتوصيلها للمواطنين بمحال إقامتهم دون تحميلهم مشقة ونفقات الانتقال لمنافذ القطاع.
كتب : محمد احمد