في ذكرى يوم الشهيد.. بطولات المصريين أجبرت الأعداء على تغيير أستراتيجياتهم الأمنية.. وإسرائيل تعترف: البند "40" سبب في فشلنا.. والأزمة لم ترتبط بتوفر المعلومات بل بتحليلها

كتب : سها صلاح

تحتفل مصر بـ"يوم الشهيد" غداً، تخليداً لذكرى استشهاد الفريق أول عبد المنعم رياض فى عام 1969، حينما توجه للجبهة في اليوم الثانى لحرب الاستنزاف ليتابع نتائج قتال اليوم السابق، وأثناء مروره على القوات في الخطوط الأمامية شمال الإسماعيلية، أصيب بنيران مدفعية العدو أثناء الاشتباك بالنيران وفارق الحياة خلال نقله إلى مستشفى الإسماعيلية.

استشهاد الفريق أول عبدالمنعم رياض الذي يحتضن ميدان التحرير تمثاله، تم اختياره بعد انتصار حرب أكتوبر ليكون يومًا للشهيد، وهو مناسبة لتذكر شهداء مصر الذين لم يبخلوا عليها بالجود بأرواحهم، حيث قدمت مصر ومازالت تقدم وستقدم أبناءها فداء للوطن وللمنطقة العربية بأسرها.

وقالت صحيفة الأندبندت البريطانية أن المصريون كانوا في مقدمة المدافعين عن فلسطين في حرب 48، وظهرت بطولة أبنائها أثناء العدوان الثلاثي على بورسعيد، وخلال حرب الاستنزاف التي أعقبت النكسة، وفي حرب أكتوبر المجيدة التي ثأرت فيها مصر لكرامتها محطمة أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يهزم.

وعلى الرغم من حالة السلام التي تعيشها مصر منذ ذلك الحين، إلا أنها لم تتأخر عن أشقائها العرب فكانت من أولى الدول التي شارك جيشها في الدفاع عن الكويت ضد العراق، وهو مازالت تؤكد عليه مصر حتى الآن بقول الرئيس عبد الفتاح السيسي عبارته الشهيرة "مسافة السكة" في إشارة منه على استعداد الجيش المصري لمساعدة الأشقاء وقت الحاجة.

وفي سياق متصل، كشفت صحيفة هآارتس الإسرائيلية عن مضمون عدة وثائق تحدثت عن حرب أكتوبر وعملية الخداع الاستراتيجي التي قام بها المصريين تحت قيادة الرئيس الراحل أنور السادات، ومن بين ما وجد داخل الوثائق التصريحات التي جاءت على لسان رئيس سلاح المخابرات العسكرية الإسرائيلية السابق، الجنرال عاموس يدلين، واعترافه بأن هزيمتهم الساحقة في حرب السادس من أكتوبر عام 1973 على يد قوات مصر المسلحة كان بسبب عنصر المفاجأة، وفشلهم استخباراتيا في التنبؤ بموعد الحرب.

كما أكد الجنرال "آفيف كوخافى"، الرئيس السابق أيضاً لهيئة المخابرات العسكرية، أن الفشل الاستخباري الإسرائيلي فى حرب 73 كان بسبب الثقة الزائدة بالنفس وانعدام الشك بما يتعلق بنوايا المصريين لخوضهم معركة ضد إسرائيل، بالإضافة إلي فشل المخابرات العسكرية الإسرائيلية "أمان" عام 1973 فى توقع الحرب.

وكشف رئيس هيئة المخابرات العسكرية إن التقرير الاستخباري الذى أعدته "أمان" قبل حرب 73 ضم 37 بندا وصفت استعدادات مكثفة للجيش المصري فى كل القطاعات، بينما كان البند الأبرز هو البند 40 الذى تحول إلى عنوان الفشل الاستخباري الخطير، حيث جاء فيه "إن احتمالات أن يعتزم المصريون استئناف الحرب منخفضة".

و اعترف "كوخافى"، أن حرب أكتوبر جعلت إسرائيل تطور أجهزة الاستخبارات خلال السنوات الأخيرة، من حيث حجم المعلومات الهائل وجودتها العالية والتكنولوجيا والعمليات التى تتطور يوما بعد الآخر.

وأضاف "كوخافي" أن المشكلة لم ترتبط بتوفر المعلومات بل بتحليل هذه المعلومات،وعبرت تلك العبارة على مدي الإخفاق الإسرائيلي والفشل الاستخباراتي التي مرت به أمام عظمة وتفوق الجيش المصري واستخباراته، إذ أشار "كوخافى" إلى الفجوة التي كانت قائمة بين الوقائع على الأرض وبين تحليلها.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً