شهور قليلة وتنطلق البطولة الأكثر مشاهدة في العالم، والحدث الرياضي الأهم في تاريخ الساحرة المستديرة، بطولة كأس العالم روسيا 2018.
ونجح المنتخب المصري في تحقيق الحلم والتأهل إلى المونديال بعد 28 عامًا غياب عن العرس العالمي، وذلك بعدما حقق فوزًا مثيرًا على نظيره الكونغولي، بهدفين مقابل هدف، في المباراة التي جمعت بينهما على استاد الجيش ببرج العرب بالإسكندرية.
يظل هدف مجدي عبد الغني في مرمى هولندا بمونديال 90 خالدًا في أذهان المصريين، لكن التاريخ يقول أن عبد الرحمن فوزي هو صاحب أول هدفين لمصر في تاريخ المونديال، عندما سجل في مرمى المجر التي تفوقت على الفراعنة 4-2 في نابولي.
عبد الرحمن فوزي كان يلعب وقتها للنادي المصري قبل أن ينتقل للمختلط (الزمالك حاليًا) في عام 1935، وواصل تألقه مع الفريق الأبيض حتي أعلن إعتزاله عام 1947.
البداية مع تأهل منتخب مصر لكأس العالم عام 34 في نسختها الثانية، بعد خوض التصفيات من خلال مواجهة واحدة ذهابًا وإيابًا ضد فلسطين، حيث فاز المنتخب المصري في الذهاب بنتيجة 7-1 في 16 مارس 1934، وسجل الأهداف مصطفى كامل طه هدفين ومختار التتش "هاتريك" ومحمد لطيف هدفين.
وفي مباراة الإياب في يوم 6 من أبريل عام 1934 فازت مصر برباعية مقابل هدف، سجلها محمد لطيف ثم مختار التتش هدفين، واختتم عبد الرحمن فوزي الرباعية، لتتأهل مصر لأول مرة في التاريخ للمونديال.
ولعبت مصر في مونديال إيطاليا خلال الفترة من 27 مايو حتى 10 يونيو، وأقيم كأس العالم بمشاركة 16 منتخبًا ووقعت مصر ضد المجر في المباراة الافتتاحية.
وقدم المنتخب المصري مباراة قوية، تأخر في البداية عن طريق بال تيلكي في الدقيقة 11 وأحرز جيزا تولدي الثاني في الدقيقة 31، ثم سجل عبد الرحمن فوزي أول أهداف مصر في البطولة في الدقيقة 35 ثم أحرز الهدف الثاني بالدقيقة 39 لتصبح النتيجة 2-2 وينتهي الشوط الأول بهذه النتيجة، لكن خبرة المنتخب المجري جعلته يسجل هدفين في الدقيقتين 53 و61.
بهدفي عبد الرحمن فوزي ظلت مصر بعيدة عن كأس العالم حتى نجح مجدي عبد الغني في تسجيل الهدف الوحيد للفراعنة بمونديال إيطاليا أيضًا عام 1990 من ضربة جزاء سددها علي يمين الحارس.
أما عن حكاية عبد الرحمن فوزي مع الكرة، فكانت بدايته في حواري بورسعيد، وإلتحق بمدرسة الواصفية التابعة للجمعية الخيرية الاسلامية، ولحبه وشغفه بكرة القدم كون فريقاً أطلق عليه فريق "النيل" تبارى به أمام فرق الحواري المنتشرة في محافظة بورسعيد أمثال فرق "العلم المصري العالم المصري ـ الفريق الأبيض ـ الفريق الأحمر ـ الفريق الأخضر" وكان يتخذ قطعة فضاء أمام مقهى رأس البر، وكان فريق النيل يكتسح تلك الفرق بفضل عبد الرحمن فوزي الذي لمع نجمه فقام محمد إبراهيم عطا الله سكرتير نادي المصري بضمه للفريق الثاني، ولم يمكث طويلاً بالفريق الثاني بسبب مهارته وتم تصعيده للفريق الأول.
قبل أن يغري بريق النادي الأهلى المهاجم البورسعيدى لينضم لصفوف الأهلى لمدة عام، ثم نجحت جهود محافظ بورسعيد آنذاك حسن فهمى رفعت بك فى إعادته مرى أخرى لصفوف المصري، ليفوز بعدها بالكأس السلطانى لمدة ثلاث مواسم، ومثل عبد الرحمن فوزى ومحمد حسن لاعبا المصري البورسعيدى مصر في بطوله كاس العالم سنة 1934، حيث اجتمع الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" بالعاصمة السويدية ستوكهولم في سنة 1932، ووجه الدعوة الى الدول الاعضاء للاشتراك في البطولة الثانية لكأس العالم بإيطاليا فتقدمت 32 دولة بموافقتها للاشتراك في التصفيات التمهيدية، واختارت اللجنة المنظمه للدوره ثمان مدن ايطالية لإقامة مباريات الدور الأول على ملاعبها وهي "روما ـ نابولي ـ ميلانو ـ جنوا ـ تورينو ـ فلورنسا ـ تريستا ـ بولونا" وكانت مصر من أول الدول التي تقدمت للاشتراك في كأس العالم سنة 1934، ومثل منتخب مصر وقتها مصطفى كامل طه "حارس مرمى" وعلي محمد السيد، وعبد الحميد حميدو "خط الظهر"، وحسين الفار، واسماعيل رأفت، وحسن رجب "خط الدفاع" ومحمد لطيف، وعبد الرحمن فوزي، ومحمود مختار التتش، ومصطفى كامل منصور، ومحمد حسن "خط الهجوم".
وأوقعت قرعة التصفيات مصر وفلسطين فى مجموعة واحدة، وهى المجموعة الرابعة، وفازت مصر على فلسطين فى المباراة التى أجريت فى القاهرة يوم 16 مارس 1934 بسبعة أهداف مقابل هدف واحد، ثم فازت مصر على فلسطين في المباراة التي أجريت فى القدس فى السادس من أبريل 1934، وتأهلت مصر لدخول النهائيات توجد في إيطاليا وعندما أجريت القرعة كان نصيب مصر اللعب مع المجر والتي تخوفت الأخيرة للقاء مصر التى هزمتها فى الدورة الأولمبية الثانية بباريس سنة 1924 بثلاثية نظيفة.وفي نابولى تأهب المصريون للقاء التاريخي مع المجر إلا أن الحظ لم يكن حليفاً لمصر ففازت المجر بأربعة أهداف مقابل هدفين وأحرز هدفى مصر نجم هجومها ونجم النادى المصرى عبد الرحمن فوزي الذى وصفته الصحف الايطالية وقتها بـ اللاعب "الزئبقي" ، وحزم الفريق المصرى حقائبه للعودة الى مصر حيث كان النظام وقتها يقضي بخروج المهزوم من أول مرة، بمعنى أن نظام البطولة وقتها لا يتيح لأية دولة مشاركة فى الدور الأول سوى فرصة واحدة فقط.ووصف اللواء شرين فوزي عضو مجلس إدارة نادي الزمالك السابق، ونجل هداف مصر في كأس العالم الراحل هدفي مصر في المجر في كأس العالم عام 1934:الهدف الأول: في الدقيقة 26 تصل الكرة لعبد الرحمن فوزي قلب الهجوم إثر تمريرة من محمد حسن الجناح الأيسر، يراوغ عبد الرحمن فوزي قلب دفاع المجر ويسكن الكرة الشباك لحظة خروج الحارس لملاقاته.الهدف الثاني: في الدقيقة 42 أرسل محمد لطيف الجناح الأيمن كرة عالية ارتدت من حارس مرمى المجر من بعد 25 ياردة أطلق عبد الرحمن فوزي صاروخاً استقر في الزاوية اليمنى لمرمى المجر.
فهل سينجح صلاح ورفاقه في إحراز أهداف بمونديال روسيا المقبل والانضمام لقائمة هدافي مصر بكأس العالم، أم سيظل هدف مجدي عبد الغني مستمر لأربع أعوام مقبلة؟