محطات سكك حديد محافظة الغربية أحد وجوه التعدى السافر من قبل الأهالى على أملاك الدولة بل واستهتارهم بأرواحهم وأرواح من حولهم، حيث سجلت المحافظة خلال عام واحد رقما قياسيا فى عدد وفيات حوادث القطارات، وذلك لتعدى البائعين وأصحاب العشش على أراضى الهيئة ، بل تخطى الأمر مجرد التعدى بل ووصل لعمل فتحات غير قانونية بالجدران العازلة للمرور.
يقول عادل السيد، أحد سكان منطقة الرجبى المقابلة لمحطة قطار غزل المحلة «عانينا كثيراً من تكاسل هيئة السكك الحديدية، فبعد استبدال "فلنكات" القطار، لا يجد العمال لها مكان إلا إلقائها عى جانبى المحطة بامتداد سور شون القطن، إلى أن تراكمت مكونة حاجزا خرسانيا مهدد بالانهيار بين لحظة وأخرى، كما يستخدمه البلطجية فى الأختباء ليلاً ووصل بهم الأمر للمارسة الأعمال المنافية للأداب».
وأضاف «السيد» أن أصحاب عربات الكارو استغلوا القضبان القديمة والحديد فى عمل عشش ومستعمرات سكنية على امتداد خطوط السكة الحديد، حتى انهما بنوا حظائر لحيواناتهم وهو الأمر الذى نشر الأوبئة والأمراض ، وتكونت أكوام القمامة وزحفت الحشرات والثعابين إلى منازل المواطنين، ناهيك عن الألفاظ القذرة التى تسمعها الفتيات والسيدات والمضايقات من "العربجيه" .
على صعيد متصل تقول «نجلاء محمد»، إحدى العاملات فى شركة مصر للغزل والنسيج: «لا نجد مفرا للوصول إلى منازلنا يومياً إلا قطار الغزل ، والذى يمر على كافة القرى والعزب المجاورة ، حيث يبدء رحلته من مدينه المحلة الكبرى بمحطة الغزل ليمر بنا عل أسوء وأقبح المناظر التى قد نراها يومياً ، عندما تنظر من شبابيك القطار ترى اسطبلات وحظائر للحمير والخيول وعشش أيواء ، وفى أحد المرات صادفنا مجموعه لصوص يشعلون النيران فى القضبان القديمة وفكها لسرقتها».
أشرف محروس، أحد سكان الرجبى قال بدوره إن الباعة الجائلين افترشوا القضبان وسيطروا على المزلقان والمحطة بالكامل، حيث تصادف منذ شهر حريق بأحد الجرارات داخل المحطة ، الأمر الذى أثار الذعر بين الركاب وتسبب فى خروجهم دفعة واحده من القطار ليتصادموا بالباعة على القضبان، وأدى التدافع لسقوط عدد من الركاب تحت الأقدام.
ومن مزلقان الغزل إلى المحطة الرئيسية بمنطقة الشعبية والتى تعد من أكبر محطات السكك لحديد، فلم تسلم هى الأخرى من التعدى ، حيث قام عدد من المنتفعين بتقسيم حرم السكة الحديد وبناء بلوكات خرسانية كجراجات خاصة ، هناجر لتخزين السيراميك، والبعض الأخر استغل الأراضى لعمل حدائق خاصة أمام منازلهم .
يقول أكرم فايز، صاحب محل مقابل للمحطة: «بدء الأمر بتنظيف حرم السكة الحديد فساعدنا جميعاً فى ذلك ، لكن بعد فترة تطور الأمر لعمل حدائق ثم بناء أسوار وتقسيمها كجراج وأنتهى الأمر ببناء هناجر خرسانية للتخزين ، وكل ذلك على مراء ومسمع من الحى، وقدمنا كثير من الشكاؤى لكن "لا جديد تحت السماء".
أما قرية الدلجمون التابعة لمركز كفر الزيات فضربت كافة القوانين عرض الحائط، فشلت الأجهزة التنفيذية فى نقل السوق العمومى للخضراوات بقرية الدلجمون، المقام على شريط السكك الحديدية، دون اتخاذ أى تدابير أمنية لحماية أرواح المواطنين، حيث باءت كل المحاولات فى نقل الباعة إلى مكان آخر بالفشل، حتى بعد صدور قرارين بإزالة السوق.
وأضاف عامل «يمر القطار بين الباعة بكل هدوء دون أن يتحرك لهم ساكن "قلوبهم ماتت" ، على الرغم ماتسببه فى العديد من الحوادث البشعة إلا أنهم لا يتعظوا».