افتُتِح الثلاثاء معرض الآثار الإسلامية المؤقت المقام بمتحف "الأغاخان" بمدينة تورنتو بكندا، والمقرر ان يستمر مده عرضه حتى سبتمبر المقبل تحت عنوان " عالم الفاطميين"، يستعرض المتحف خلالها 87 قطعة أثرية، من بينهم 37 قطعة من مقتنيات متحف الفن الاسلامي بباب الخلق،والتي تعكس تفاصيل التاريخ الفاطمي وما وصل اليه المستوى الفني آنذاك من رقي و ازدهار.
وشارك في مراسم الافتتاح الدكتور مصطفى أمين مساعد وزير الآثار ورئيس الوفد المصري المشارك بالمعرض، وكلاً من الدكتور محمد عبد اللطيف مساعد وزير الآثار ورئيس قطاع الاثار الاسلامية والقبطية، ولويس مونريال مدير مؤسسة الأغاخان ، والأمير أمين اغاخان، وشريف عريان المدير التنفيذي بمؤسسة الأغاخان بالقاهرة، وفريد إبراهيم وكيل متحف الفن الاسلامي ، ومنى جوهر وكيل المتحف الاسلامي والدكتور محمد كامل الأثري المرافق للمعرض من قطاع المتاحف .
وحرص أمين، خلال كلمته الافتتاحية على دعوة الحضور من أهالي مدينة ترونتو لزيارة مصر والاستمتاع بمشاهدة المجموعة الكاملة لمقتنيات متحف الفن الإسلامي وغيره من المتاحف المصرية والمواقع الاثرية، بكل ما تحويه من كنوز أثرية وحضارية، متمنياً إستمرار دعم سبل التعاون المشترك بين وزارة الآثار ومتحف الأغاخان بما يخلق قنوات للتواصل و تفتح المجال لإطلاع العالم على مختلف انشطة العمل الاثري.
كما أكد ، على دعم القيادة المصرية الكامل لمختلف المشروعات الأثرية القائمة على أرض مصر، مشيراً إلي ما حققته وزارة الآثار المصرية في الأونة الاخيرة من نجاحات في مختلف مجالات العمل الأثري وخاصة "المشروعات المتحفية" والتي من بينها إعادة افتتاح متحف "آثار ملوى" بالمنيا، وكذلك إتمام أعمال ترميم" متحف الفن الإسلامي" بباب الخلق، وهو مايبرز القدرة المصرية على الصمود في مواجهة الارهاب ومحاولات التخريب وطمس الهوية ، بالإضافة الي افتتاح مجموعة أخرى من المتاحف الأثرية بعدد من المحافظات من بينها "متحف كوم اوشيم" بالفيوم ، ومتحف "آثار مطروح" بمرسى مطروح و متحف" آثار تل بسطا" بالشرقية والافتتاح الجزئي "للمتحف القومي للحضارة" بمصر القديمة ، وما تبذله وزارة الآثار من جهود حتى يشهد العالم اجمع افتتاح المرحلة الأولى من مشروع المتحف المصري الكبير قريبا .
إلى جانب ذلك يجري العمل على ترميم وصيانة مجموعة من المعالم الاثرية الهامة من بينها قصر البارون بمصر الجديدة والمعبد اليهودي والمتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية، ومشروع ترميم طريق الكباش بالأقصر ومشروع تطوير منطقة هضبة الجيزة ، وغيرها من المشروعات الضخمة والتي تؤكد على المساعي المصرية للخروج بمصر أمام مختلف بلدان العالم بما يليق بتراثها التاريخي والحضاري والأثري الفريد.
ومن جانبه أوضح الدكتور محمد عبد اللطيف، أن القطع المعروضة ، تتنوع بين مجموعة من الأطباق والأواني الخزفية ذات البريق المعدني وتحمل زخارف نباتية وحيوانية متنوعة ، ومحراب متنقل من الخشب مزخرف بالنقش البارز يبلغ إرتفاعه 1.92متر وعرضه 88 سم، ومحدد بإطاران بالخط الكوفي، مع عدد من شواهد القبور الرخامية تسجل كتابات بالخط الكوفي تقول: "هذا قبر حمزة بن على وينتهي نسبه الي الأمام على ابن ابي طالب".
كما تضم المعروضات "مسرجة" نحاسية ذات مقبض وشفة طويلة و شمعدان من النحاس يتكون من ثلاثة أجزاء قاعدة وبدن وقرص للقاعدة والتي تظهر على الشكل السداسي وتحمل بعض الزخارف النباتية بالاضافة إلي كتابات بالخط الكوفي ، هذا إلي جانب مكحلة من البلور الصخري تظهر على شكل طائر فاقد الرأس والرجلين والذيل، ومكحلة أخرى من البلور الصخري مستديرة الشكل وتحمل بعض الكتابات البارزة بالخط الكوفي بالإضافة إلي أربعة ألواح رخامية عليها زخارف نباتية و حيوانية.
واشار عبدالله شرفتوني امين المعرض ان هذا المعرض يعتبر الاول من نوعه للآثار الفاطمية يتم عرضه في شمال امريكا حيث انه لا يتيح الفرصة فقط للشعب الكندي للإستمتاع و تذوق الفن الأثري في العصر الفاطمي، ولكن لتفهم حياتهم وعاداتهم وتقاليدهم أيضا.
وقد قام المشرفون علي متحف "الأغاخان" بإختيار القطع المعروضة من عدد من المتاحف العالمية منها المتحف الفن الاسلامي بالقاهرة و متحف اللوفر قي فرنسا ومتحف بناكي في أثينا و فيكتوريا ألبرت في إنجلترا و غيرها.
وخلال فترة المعرض سيتم عرض فيلم وثائقي علي شاشة ثلاثية الأبعاد عن القاهرة و مناطقها الاثرية الفاطمية و كيفية ازدهار الفن فيها في ذلك الوقت.