تراث واحاتي ومهن حرفية كثيرة على وشك الإنقراض، نشأت على أرض البلح (الوادي الجديد)، أحيت الإنسان وصنعت الحضارة، وأمنت حاجات الناس, فتناقلها الأبناء عن الآباء عبر مئات السنين ومنهم وصلت إلى الأجيال القادمة.
هذه المهن هي مصدر للمفاخرة بما تصنعه يد الإنسان الواحاتي بدأت تفقد ظلها وحيويتها وحتى وجودها.. في ظل ظواهر اجتماعية متعددة خلّفتها الحياة الاستهلاكية، وما أفرزته الصناعات الضخمة والتكنولوجيا.. حيث تموت مهن بكل ما تحمله من تراث وروح الماضي وتظهر مهن بديلة بنكهة ولون هذا الزمان.
حرفيون تركوا آثارهم معلقة على جدران الأسواق القديمة وآخرون ما زالوا يحفرون في إزميل الزمان ذاكرتهم لتترك بصمتها في صخب الحداثة والعولمة، لتتجه مهنة صناعة الأرابيسك في محافظة الوادي الجديد نحو اختفاء ملامحها التي صنعت من سعف النخيل بالمحافظة وشكلت أشكال وألوان تعد تراث وتحف فنية أربكتها دخول التكنولوجيا والصناعات الحديثة التي جعلتها تفقد رونقها وجمالها.
عدسة «أهل مصر» تجولت وسط أروقة أقدم ورش الأربيسك لتبرز مراحل نشأة هذه الصناعة بداية من جمع السعف الخاص بالنخيل وتنظيفه إلى صناعة تحفًا فنية وأبواب من خشب الأرابيسك صنعتها أنامل ذهبية، ولكن تلك الانامل لم تجد من يقدرها ويأمن لهم الحياة المعيشية الكريمة التي تضمن بقاءهم في تلك الحرف التي هي عشقهم الأول والأخير.
تقول مها سعيد، إحدى العاملات بورشة الجمعية المركزية للتنمية المحلية دار الشروق بالخارجة: "إننى أمتهن هذه الصناعة منذ 12 عاماً، وأعمل بالجمعية منذ خمسة سنوات، وطالبنا بحقوقنا في تأمين لنا عقود حتى تضمن حقوقنا وكنا متحملين وجودنا بالمكان على أمل التعين أو وجود عقود تضمن لنا حقوقنا مثل العمال السابقين، وطالبنا رئيسة مجلس إدارة الجمعية لتقوم بتحرير لنا عقود لتأمين العمال من خطر الآلات الحادة والخطيرة وخاصة إن تلك المهنة تواجه شبح الانقراض، كما أننا نتعرض للإهانة من المسئولين بالجمعية وعندما طالبهم التفتيش العمالي بتحرير عقود للعاملين ضربوا بهم عرض الحائط وقام التفتيش العمالي في ذلك الوقت بتحرير قضية ضد الجمعية وقاموا بتحرير عقود سورية لنا بمبلغ 200 جنيه فقط شهرياً، ولم يذكروا تقاضي العامل لنسبة من الإنتاج وبالتالي رفضنا الإمضاء على تلك العقود.
وأضافت، سالى على محمد، إحدى العاملات بالجمعية، إن حقوقنا مهدورة فى هذا المكان حيث انهم بدأوا فى تحرير عقود سورية لنا ولغوا ضم السنوات الخمسة الماضية، مما جعلنا نرفض الإمضاء على تلك العقود والتي قاموا بتحريرها للهروب من القضية المرفوعة على الجمعية، وفى المقابل كان هناك حصر للعمالة المؤقته وعددنا 16 شاب وفتاة.
كما أن هناك طلبيات يطلبها المحافظة الذى قام بتشجيعنا على استكمال ذلك العمل الذى اوشك على الإنقراض والذى اعرب فيه عن سعادته البالغة بما يفعله العمال وصرف لنا مكافأت ،ولكن لم يتم تقنين اوضاعنا حتى هذه اللحظة.
وناشد العاملين بورشة الأرابيسك اللواء محمد الزملوط محافظ الوادي الجديد ،بإنقاذهم ممن هم فيه وتحرير عقود يتم ضم فيها الخمس سنوات التي قاموا بالعمل فيها وتحرير عقود لهم لمهنة الارابيسك لحمايتها من الانقراض ليجد العمال ما يأمن لهم المعيشة الكريمة حفاظاً على ارواحهم من خطر الماكينات والتأمين على صحتهم لانها تعد من المهن الخطيرة.