تعيش العلاقات البريطانية الروسية أزمة علي خلفية حادثة تسمم جاسوس روسي سابق،سيرغي سكريبال وابنته يوليا ابنة الثالثة والثلاثين يرقدان في المستشفى في حالة حرجة منذ 4 مارس بعدما عثر عليهما فاقدي الوعي على مقعد خارج مركز للتسوق في مدينة سالزبري ببريطانيا.
تهديدات بريطانيا تواجهها روسيا بغضب شديد، وخلال تلك الحرب الكلامية أعلنت امريكا و دول الاتحاد الأوروبي دعمها للموقف البريطاني مهجمة روسيا.
وبشأن الإجراءات التي يمكن أن تتخذها بريطانيا ضد روسيا في حال ثبوت تورط الأخيرة في هذا، يمكنها استهداف افراد من "الكرملين"، أو تجميد الأرصدة كما أعلنت رئيس الوزراء البريطانية تيرزا ماي اليوم أو منع شخصيات روسية من دخول بريطانيا.
وقالت وكالة الانباء الالمانية أنه يمكن لبريطانيا أيضاً يمكن لبريطانيا مقاطعة روسيا في عدة ملفات كسوريا و اوكرانيا و يمكنها ايضا امداد المعارضين لروسيا في اوكرانيا بالسلاح.
موسكو ردت مسبقا على أي عقوبات بريطانية محتملة من خلال وزارة خارجيتها التي توعدت بأن التهديدات البريطانية بفرض عقوبات على موسكو بشأن تسميم جاسوس روسي سابق لن تمر دون رد، مؤكدة أن المزاعم الزائفة بتورط روسيا في ذلك يعد استفزازا.
انتقدت وزارة الخارجية الروسية بشدة تصريحات رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي حول "معاقبة" روسيا بشأن قضية تسميم الضابط الاستخباراتي الروسي السابق في بريطانيا.
وجاء في بيان صدر عن الوزارة، اليوم الأربعاء: "نحن نعتبر الإعلان الذي أدلت به رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي في البرلمان، 14 مارس، حول ضلوع روسيا بتسميم سيرغي سكريبال وابنته، بأنه استفزاز وقح غير مسبوق يقوض أسس الحوار الطبيعي بين دولتينا".
وأشار البيان إلى أن الحكومة البريطانية أقدمت، بإعلانها عددا من الإجراءات العدائية، بما في ذلك طرد 23 دبلوماسيا روسيا من البلاد، على تصعيد خطير جديد في العلاقات الثنائية، وذلك من أجل تحقيق "أهدافها السياسية المريبة"، مضيفا أن روسيا تعتبر ذلك أمرا "مرفوضا وغير لائق".
وتابعت الخارجية أن الحكومة البريطانية، "بدلا من إتمام تحقيقها وإعمال صيغ وآليات دولية معتمدة، بما فيها في إطار منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، وكنا مستعدين لذلك، اختارت المواجهة مع روسيا". وأضافت: "من البديهي أن السلطات البريطانية، بتبنيها أساليب أحادية الجانب وغير شفافة في التحري بشأن هذا الحادث، حاولت مجددا شن حملة شاملة معادية لروسيا.
واختتم بيان الخارجية بالقول: "لا شك أن إجراءاتنا الجوابية ستأتي قريبا".
وفي كلمتها أمام البرلمان، اليوم الأربعاء، حملت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي الدولة الروسية المسؤولية المباشرة عن محاولة اغتيال الضابط السابق في الاستخبارات العسكرية الروسية، سيرغي سكريبال، وابنته، في مدينة سالزبوري جنوب غرب إنكلترا.
وقالت ماي إن بريطانيا أمهلت 23 دبلوماسيا روسيا مدة أسبوع لمغادرة المملكة، "ردا" على ما وصفته بأعمال عدائية تقوم بها روسيا في حق المملكة. وأضافت بأن جميعهم ضباط غير معلنين في الاستخبارات الروسية.
وقالت إن ترحيل الدبلوماسيين الروس سيقوض نشاط الاستخبارات الروسية في بريطانيا لسنوات عديدة، إضافة إلى إعلانها أن بريطانيا توقف كل الاتصالات الثنائية مع روسيا وتسحب دعوتها الموجهة لوزير خارجيتها سيرغي لافروف لزيارة لندن.
وذكرت ماي أن لندن غير مهتمة بقطع الحوار مع موسكو، إلا أنها شددت على أن العلاقات بين البلدين لن تكون على المستوى العادي.
ويعتبر الملف الأوكراني من نقاط الخلاف الكبرى بين لندن وموسكو فمنذ بدء المواجهات في أوكرانيا أواخر 2013 نددت بريطانيا بشدة بالسياسة التي ينتهجها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حتى أنها أصبحت من الأصوات الأكثر انتقادا لضم روسيا لشبه جزيرة القرم الذي تعتبره غير شرعي، وفي نهاية فبراير دافع وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون عن العقوبات المفروضة على موسكو قائلا "من واجبنا جميعا التصدي لروسيا."
وبالإضافة إلى أوكرانيا يصطدم التدخل الروسي في سوريا بمعارضة كبيرة أيضا من لندن، ففي مطلع مارس من هذا العام اتهم البريطانيون مجددا الجيش الروسي بالمشاركة في عمليات القصف الى جانب الجيش السوري رغم التصويت على وقف لاطلاق النار في الامم المتحدة. وحمل وزير الخارجية البريطاني روسيا مسؤولية وقف إطلاق النار طالبا منها "وقف أعمالها العدائية فورا".