صفقة الإفراج عن شقيق زعيم "القاعدة" للقضاء على طموحات "داعش" في سيناء

مازال قرار إطلاق سراح محمد الظواهرى، القيادى فى تنظيم «الجهاد»، يثير موجة من الجدل، ويطرح العديد من علامات الاستفهام، لاسيما أنه ليس شخصًا عاديًا، لكنه أحد أبرز قيادات التيار السلفي الجهادي بمصر، و حسب كثير من التقارير الأمنية، يمثل خطرًا على الدولة المصرية، وله تأثير كبير على أفكار أعضاء تلك التنظيمات.

ففى أكتوبر 2012 وأثناء حكم الإخوان المسلمين، أكد محمد الظواهرى أنه قادر على وقف العمليات الجهادية فى سيناء إذا ما طلبت منه الدولة ذلك، وأن تمنحه كافة الضمانات لتنفيذ الاتفاقيات التى يستطيع بها وقف تلك العلميات.

وقال: "إن الحكومة مازالت تتعامل معنا على أننا طرف غير مقبول، رغم أننا لا نعرض سوى الوساطة للتوصل إلى حلول بين الجانبين الخارجى والداخلي؛ فلدينا استعداد للتواصل مع الغرب بشأن الجماعات التى يخشاها، وكذلك التواصل مع الحكومة الحالية بشأن الجماعات الجهادية التى تمارس أعمال عنف".

خروج محمد الظواهرى فى هذا التوقيت من السجن، يؤكد أن هناك صفقة بين الدولة والجماعات التى تؤيد الظواهرى فى سيناء، فالدولة لم تُقدم على خطوة الإفراج عنه؛ إلا بعد التأكد من جلب مصلحة من ورائه، فالظواهرى ما زال له كلمة وسيطرة على الجماعات فى سيناء، بالإضافة إلى أنه شقيق زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهرى، والذى له أتباع فى دول كثيرة على مستوى العالم، فهو سيكون همزة الوصل بين الدولة والجماعات فى سيناء لمساعدة الأجهزة الأمنية، فى تسليم هذه الجماعات أسلحتهم لها.

خاصة أن الظواهري يمثل جناح يميل إلي تنظيم "القاعدة" ويعادي بقوة " داعش " وخليفته أبو بكرالبغدادي، وطموحاته في المنطقة علي حساب أيمن الظواهري زعيم التنظيم .

الامر الذي يمكن الاستفادة منه في التواصل مع انصار الظواهري علي مستوي المنطقة العربية ، لكشف خريطة اتباع داعش في سيناء والحدود المصرية للقضاء عليهم .

وجاء قرار الإفراج عن الظواهري تنفيذًاً لقرار محكمة الجنايات، التي امرت بإخلاء سبيله، بسبب عدم وجود ضرورة تستدعي استمرار حبسه، ونظرا لظروفه الصحية. وكان «الظواهري» محبوسا على ذمة قضية إنشاء خلية المنصورة الإرهابية لاستهداف منشآت الدولة وقواتها المسلحة وجهاز الشرطة بهدف نشر الفوضى، وحصل فيها علي البراءة في حين حصل المتهمين الباقين علي احكام تتراوح بين الاعدام والمؤبد .

وأيدت المحكمة وضع الظواهر ي تحت الإقامة الجبرية كتدابير احترازية بسبب خطورته، ووضعه تحت المراقبة من الساعة السادسة صباحا وحتى الثامنة مساءً بشكل يومي.

ورفضت محكمة جنايات القاهرة في 5 مارس الماضي، طعن النيابة العامة، وأيدت قرار إخلاء سبيل الظواهري،على ذمة قضية اتهامه بإنشاء خلية إرهابية، وكانت أصدرت أواخر الشهر الماضي، قرارا بإخلاء سبيل الظواهري، بسبب تدهور حالته الصحية مع تحديد إقامته.

ويرى عدد من خبراء الحركات الإسلامية، أن إطلاق سراح الظواهرى سيكون له تأثير كبير على الوضع فى سيناء، حيث يرتبط فيها الظواهرى بعلاقات كبيرة وجيدة مع المسلحين، وأن الإفراج عنه سيدفعهم للقيام بمراجعات فكرية، كما حدث فى ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضى عندما قامت الجماعة الإسلامية بعمل مراجعات فكرية تم على أساسها وقف العمليات المسلحة والإفراج عن أغلب المنتمين لـ«الجماعات الإسلامية» من السجون والمعتقلات.

وأكد هؤلاء الخبراء أن الإفراج عن محمد الظواهرى سيكون له انعكاسات إيجابية على المواجهة بين الدولة والجماعات الجهادية فى سيناء، ومن ثم سيكون هناك أوراق أخرى فى يد الدولة غير الخيار الأمنى والعسكرى للتعامل مع تلك الجماعات فى المرحلة المقبلة.

واشار الشيخ أحمد صبح، زعيم المنشقين عن الجماعات الإسلامية، إلى أنه لا يستبعد أن يقوم الظواهرى بالوساطة بين الدولة والجماعات الجهادية والمسلحة فى سيناء، وبالتالى هذا الصراع الحادث فى مصر سوف ينتهى بالمصالحة الشاملة كما حدث فى سوريا، فرغم تدمير سوريا وقتل الآلاف وتهجير الملايين لكن فى النهاية العالم اتفق على ضرورة المصالحة والحلول السياسية باعتبارها سنة من سنن الكون، وأنه لن تحدث عدالة انتقالية إلا بالمصالحة الشاملة أولا، لافتا إلى أن حسنة الإخوان المسلمين الوحيدة طوال تاريخها هى أنها تسببت فى وصول الرئيس عبد الفتاح السيسى لسدة الحكم، مشيرا إلى أن الأمن نجح فى بعض الفترات فى تحييد الجماعة الإسلامية عن طريق القيادات التاريخية، موضحا أنه يتوقع انفراجة قريبا فى الصراع بين الدولة والجماعات الإسلامية.

و يقول الشيخ نبيل نعيم، الأب الروحى لـ«تنظيم الجهاد» سابقا، إن هناك سيناريوهين بخصوص إطلاق سراح محمد الظواهرى، الأول: العفو الصحى بسبب إصابته بمرض الفشل الكلوى أو السرطان، السيناريو الثاني: أن يكون همزة وصل بين الجماعات المتشددة والدولة، لاسيما وأن محمد الظواهرى ليس شخصية عادية، لكن كانت له علاقات بقيادة جماعة «بيت المقدس»، مشيرا إلى أنه يرجح السيناريو الثانى.

وأكد هشام النجار، الباحث الاسلامي، أن الأمر يظل فى سياقه القانونى بشأن القضايا التى كان يحاكم فيها وصولاً للحكم بالإفراج عنه، لكن لا شك أن لخروجه إنعكاس على الأوضاع فى سيناء وعلى العمليات التى يقوم بها تنظيم القاعدة تحديداً، والخلايا المسلحة التى تكونت من رحم السلفية الجهادية التى يعتبر الظواهرى أحد أهم رموزها.

ولفت إلى أنه إذا لعب الظواهرى دوراً إيجابياً فى إتجاه التهدئة، فلا شك أن جهوده ستثمر على الأرض بالنظر إلى مكانته ووضعه داخل تلك التنظيمات وعلاقته بتشكيلها وإدارتها منذ البداية وتحديداً منذ ما بعد فض الإعتصامات.

وأوضح أنه إذا باشر الظواهرى بعد خروجه إرتباطه بالتنظيمات المسلحة فى الإقليم خاصة فى سوريا وليبيا ودول إفريقيا، فلا أتوقع أن يكون عامل تهدئة لكنه يستطيع التأثير فى الخارج إذا تعامل بشكل مختلف مع الدولة المصرية خاصة وأن حلفاء الإخوان يشعرون بأنها تخلت عنهم وفى طريقها لعقد صفقة منفردة مع الدولة لكى تلصق العنف بهم وحدهم، ومن مصلحة هؤلاء إستباق ذلك وتفويت الفرصة على الإخوان حتى لا يدفعوا وحدهم فاتورة العنف وفاتورة أخطاء الإخوان السياسية

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
دفاع سعد أسامة يطالب بتعويض مدني 5 ملايين جنيه لموكله في صفعة عمرو دياب