من المتوقع أن تتصدر أزمة سد النهضة محادثات الرئيس عبد الفتاح السيسي، ونظيره السوداني عمر البشير، الذي سيزور مصر غدًا الاثنين.
وتتمحور المحادثات حول حل أزمة سد النهضة بشكل كبير، بالإضافة إلى التعاون مع مصر من أجل الحفاظ على حصص البلدين المعترف بها في القانون الدولي.
كما أن الزيارة ستتطرق إلى بحث سبل التعاون المشترك بين البلدين في مجالي الزراعة والثروة الحيوانية، وبناء مزرعة مشتركة بين نصر والسودان تعمل على حل أزمة اللحوم في مصر، وتقضي على إرتفاع أسعارها.
إلى جانب بحث معضلة أزمة قضية حلايب وشلاتين، والتي يعتبرها الجانب المصري مساسًا بأمنه الداخلي، حيث تأتي الزيارة للقضاء على هذه المشكلة والحكم بمصريتهما، دون رجعة في هذا القرار، وهو الأمر الذي من المنتظر أن يصدق عليه الرئيس السوداني بنفسه.
حل أزمة "سد النهضة" أبرز ما يشغل الرئيس السوداني
أكد عثمان عبد الرحمن، أمين سر لجنة الزراعة والري والأمن الغذائي والثروة الحيوانية بمجلس النواب، أن السودان هي حليف قوي لمصر في أزمة سد النهضة، موضحًا أنها الظهير والداعم الرئيسي لها في هذه القضية.
وقال "عبد الرحمن"، في تصريح خاص لــ"أهل مصر"، إن السبب الرئيسي وزراء زيارة الرئيس السوداني، عمر البشير، لمصر، هي حل أزمة سد النهضة، مشيرًا إلى "أننا سنستغل كافة وسائل الضغط على إثيوبيا حتى تحتفظ مصر بكافة حقوقها في مياه نهر النيل".
وأوضح "عبد الرحمن"، أن الدعم السوداني لمصر في أزمة سد النهضة لن يأتي من فراغ، فهناك مصالح مشتركة بين البلدين تلزم تعاون مصر والسودان في القضية، مؤكدًا أن الضرر الناجم عن اكتمال بناء سد النهضة ستتضرر منه كلتا الدولتين، وهو ما يدفع بالسودان للتعاون مع مصر.
وتابع :"القيادة السياسية في مصر لن تتخلى عن ملف سد النهضة إلى أن تتوصل لحل نهائي فيه، والاتفاقيات الدولية حفظالنا حقنا في مياه النيل، ولا يمكن حد هيتعدى على حصتنا".
وأشار "عبد الرحمن"، إلى أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي، الأخيرة إلى إثيوبيا جاءت بالخبر اليقين، موضحًا أنه أعلن بعد المفاوضات باحتفاظ مصر بحصتها من مياه النيل، دون وقوع ضرر على الدول الأشقاء.
ومن جانبه، أكد النائب محمود عبد الله هيبة، عضو لجنة الزراعة والري والأمن الغذائي والثروة الحيوانية بمجلس النواب، أن التعاون المشترك بين مصر والسودان هو الحل لأزمة سد النهضة الإثيوبي، موضحًا أن المصلحة في إنهاء النزاع الدائر مع إثيوبيا هي مصلحة مشتركة.
وقال "هيبة"، في تصريح خاص لـــ"أهل مصر"، إن حصة مصر من مياه النيل والتي نص عليها القانون الدولي، منتهية ولا مساس بها، مؤكدًا أن الرئيس عبد الفتاح السيسي صرح أن المساس بمياه مصر ليش مشكلة أمن قومي فحسب ولكنها مسألة حياة أو موت.
وتابع:"محدش هيقبل أن اثيوبيا تمس متر واحد من مياه مصر، وإحنا بناخد كل السبل عشان نحافظ على مرسوبنا وعلى مياهنا".
وأشار عضو لجنة الزراعة والري والأمن الغذلئي والثروة الحيوانية بمجلس النواب، إلى أن مصر لها علاقات وطيدة مع كافة الدول الإفريقية، موضحًا أن حل الأزمة وإنهاء الجدل حول سد النهضة سينقي بعد زيارة الرئيس السوداني لمصر، والمقرر لها غدًا الاثنين.
التعاون في مجالي الزراعة والثروة الحيوانية
وعن إمكانية التعاون بين مصر والسودان في مجالي الزراعة والثروة الحيوانية، أكد النائب عثمان عبد الرحمن، أمين سر لجنة الزراعة والري والأمن الغذائي والثروة الحيوانية بمجلس النواب، أن هناك تعاون بالفعل بين البلدين في هذا المجال، مشيرًا إلى أن المطروح الآن هو كيفية العمل على زيادة هذا التعاون ليشمل الإستثمار في الأراضي وجلب البذوز أو تصديرها وخلاف ذلك.
وتابع :"هما عندهم أرض كتيره وأرض جيدة، بس معندهمش الأمكانيات الكافية لاستغلالها، ودا راجع للعوامل الجوية والبيئية عندهم، لأن السودان معروفة بارتفاع درجة حرارتها".
وفي هذا الإطار قال "هيبة"، إن زيارة المشير عمر البشير، الرئيس السوداني، إلى مصر تعد خطوة جيدة لبحث سبل التعاون المشترك بين البلدين في مجالي الزراعة والري والثروة الحيوانية، مشيرًا إلى أن السودان تمتلك مخزون إستراتيجي كبير من اللحوم، والتي يمكن إستغلالها لسد هذه الفجوة في مصر.
وأضاف "هيبة" في تصريح خاص لــ"أهل مصر"، أن مصر والسودان بلد واحد، والتعاون في مجالي الزراعة والثروة الحيوانية يعد من أولويات التعاون المشترك بين البلدين، لافتًا إلى أن الأراضي الزراعية المصرية والسودانية لها من الخصوبة ووفرة المياه ما يسمح لهما بالتعاون المشترك، ليكونا مخزنًا للغذاء العالمي.
وأكد "هيبة"، أن هناك إتجاه لعقد شراكة بين البلدين على إنشاء منطقة خاصة بالثروة الحيوانية لإستفاد كلا الجانبين منها، موضحًا أن المكان سيكون بمثابة مزرعة لتربية رؤوس الماشية وبقاءها فترة قبل ذبحها وطرحها في الأسواق.
وأشار "هيبة"، إلى أن هذه الخطوة ستعمل على تخفيض أسعار اللحوم في مصر، وستعمل على سد فجوة النقص الغذائي في مصر، مؤكدًا أن السودان تمتلك ثروة هائلة من المواشي التي يمكن إستغلالها بشتى الطرق.
وأوضح عضو لجنة الزراعة والري والأمن الغذلئي والثروة الحيوانية بمجلس النواب، أن التعاون قائم بين البلدين، مضيفًا أن العلاقات الثنائية بين مصر والسودان ثابتة وراسخة، وكلا الشعبين محب للأخر.
حلايب وشلاتين مصرية
وبشأن أزمة الإعلام السوداني وتداعياته بسودانية حلايب وشلاتين، قال "عبد الرحمن"، إن زيارة الرئيس السوداني، المشير عمر البشير، لبلده الثاني مصر، تأتي من ضمن إهتمامات الجانبين لبحث التعاون المشترك بين البلدين، مشيرًا إلى أن ما أثير في وسائل الإعلام السوداني من سودانية حلايب وشلاتين غير صحيح بتاتًا، مؤكدًا أنهما مصريتين 100%.
وأكد "عبد الرحمن"، أنه لا يمكن التنازل والتفريط في شبر من أرض الوطن لأي شخص كان، لافتًا إلى ذلك بقوله:"حلايب وشلاتين مصرية مصرية مصرية، ومش هنتنازل عنها لحد".
وأضاف " عبد الرحمن"، أن السودان كانت جزءًا من القطر المصري في عهد الملك فاروق، موضحًا أن مصر هي من تملك حقوقًا عليها وليس العكس.
وفي السياق ذاته أعرب النائب محمود عبد الله هيبة، عن تفهمه للخلاف الدائر بين البلدين بشأن حلايب وشلاتين، لافتًا إلى أن الخلاف في أزمة سد النهضة هو ما فتح هذه القضية مرة أخر، مؤكدًا ان الجانب السوداني يدرك جيدًا أن حلايب وشلاتين مصرية.
وأضاف "هيبة" في تصريح خاص لــ"أهل مصر"، أن الإعلام لابد أن يكون واعيًا ومنضبطًا بشان ما يثار حول هذه القضية، مشيرًا إلى أن السودان بلد شقيق ولا ينبغي أن يسيئ أحد من كلتا الدولتين إلى البلد الآخر.
وأشار "هيبة"، إلى أن حلايب وشلاتين مصرية بلا خلاف، وغير مقبول الحديث فيها مرة أخرى، موضحًا أن الجانب السودان هو من يصنع الجدل في أمور منتهية وموثقة دوليًا.
وأوضح "هيبة"، أن التعامل بين البلدين لابد أن يرتقي إلى مرحلة أفضل في الحوار، بدلاً من الرمي بالإتهامات الباطلة، لافتًا إلى أن واجب الإعلام هو توحيد الصفوف، وليس الفرقة والتشتت.
وتابع:"الاحترام المتبادل والمصداقية في تناول الخبر، لازم تكون الصفة الطاغية في الإعلام، وحدش يتكلم عن حاجه إلا لما يكون عنده دليل بيها، ومش عشان سبق صحفي نوقع الدنيا في بعضها".
واستطرد:"نتعشم في توطيد العلاقات، لأننا إخوة، ومش لازم يكون فيه بينا مشاكل، ولازم منسمحش أن حد يدخل يفتن الدنيا ما بينا، فالسودان شقيقة، وأهلها اخوة لينا ، والتعاون هيكون على مصرعيه في كل المجالات، وهنشيل كل الخلافات".