في الذكرى 29 لاسترداد طابا.. المفاوضات تعبر عن قوة إرادة المصريين.. "المحروسة" لا تعتدي على أحد.. المعركة شارك فيها رجال الدبلوماسية وفقهاء القانون

سجل التاريخ أروع صفحات النضال والتضحية والفداء للجندى المصرى الذى يدافع عن وطنه وأرضه وعرضه، لدرجة أن تضحية المصرى كانت بمثابة الدراسة التى تحاول معظم الدول فك شفرتها, من أجل التعرف على الجينات البطولية الممزوجة بالدماء الطاهرة التى تسرى فى شريان كل مصرى أصيل يعيش على أرض هذا الوطن , ولهذا تحتفل مصر كلها اليوم الاثنين بالذكرى 29 لاسترداد طابا التى نٌهبت وعادت بفضل الإرادة القوية للمصرى الذى لا يمكن أن يفرط فى حبة رمل واحدة من رمال الأرض الطاهرة .

واستعادة طابا بالمفاوضات والمثابرة بعد حرب أكتوبر وبعد رحيل الرئيس الأسبق محمد أنور السادات، أكبر دليل للتأكيد على أن مصر دولة تسعى للسلام ولا يضطرها الدخول فى حرب أو مهاترات، إلا القيام بسلب جزء منها أو الاعتداء المادى والمعنوى الذى يحدث بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر, لذلك تحمل هذه الذكرى العظيمة كثير من الدروس المستفادة والقصص والحكايات التى يجب أن يتم تسليط الضوء ناحيتها من أجل تعرف الأبناء على بطولات الأباء والأجداد.

قامت إسرائيل بمساومة مصر على جزء عزيز من أرضنا، مدعية أنها ليست جزءا من مصر, ليصمم الرئيس الأسبق حسني مبارك, في عزم لايلين, على ضرورة استعادة مصر أرضها كاملة حتى ولو كانت سنتيمترا واحدا, وعلى الفور بدأت المعركة الدبلوماسية والقانونية الخالدة التي شارك فيها رجال أفذاذ من خيرة رجال الدبلوماسية وفقهاء القانون وأساتذة التاريخ والجغرافيا وانتهت بإعلان هيئة التحكيم الدولي انتصار مصر والإقرار بأن طابا مصرية.

ومرت المفاوضات لتحرير هذا الجزء الطاهر من أرض مصر بكثير من المراحل، أهمها على الإطلاق انعقاد أول جلسة في ديسمبر‏ 1986‏، ثم تلقت المحكمة المذكرات المضادة والردود من الطرفين في أكتوبر ‏1987،‏ واتفقوا على تقديم مذكرة ختامية في يناير‏ 1988، إضافة إلى جولتين من المرافعات الشفهية في مارس وإبريل من نفس العام‏، واستمرت المرافعات‏ 3‏ أسابيع‏ حتى صدور الحكم لصالح مصر في 29 سبتمبر 1988 داخل قاعة المجلس الكبير بالمقر الرسمي لحكومة مقاطعة جنيف، في حضور وكيلي الحكومتين، وأعضاء هيئة الدفاع لكلا الجانبين، بأغلبية 4 أصوات والاعتراض الوحيد من الجانب الإسرائيلي، ووقع الحكم في 230 صفحة.

في ذكرى تحرير طابا يجب أن يتذكر المصريون بكل فخر تضحيات جيش مصر العظيم الذي رفض الهزيمة، وقاتل جنوده بقلوبهم وعقلوهم وضحوا بحياتهم في سبيل الوطن وصون مقدساته، ويجب أن يتذكر المصريون أيضًا فريق الدفاع عن طابا الذي ضرب المثل في الوطنية وإعمال العقل في مواجهة عدو مراوغ لا يقبل ولا يعرف سوى لغة القوة.‏

يذكر أن محافظة جنوب سيناء، احتفلت اليوم بالذكرى 29 لاسترداد طابا، حيث بدأت الاحتفالات، بقيام اللواء خالد فوده محافظ جنوب سيناء، برفع العلم المصرى على أرض طابا، بحضور 6 وزراء هم الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، والدكتور خالد فهمى وزير البيئة، والمستشار عمرو مروان وزير شئون مجلس النواب، والدكتور خالد العنانى وزير الأثار، والدكتور أبو بكر الجندى وزير التنمية المحلية، والدكتور أحمد عماد الدين وزير الصحة.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
بث مباشر مباراة منتخب مصر للشباب وليبيا (0-0) في بطولة شمال إفريقيا (لحظة بلحظة) | ضغط مصري