مرت 8 سنوات على تولي ابن محافظة الأقصر، الدكتور أحمد الطيب، القادر على تحدث اللغة الإنجليزية والفرنسية، مشيخة الأزهر الشريف، بقرار من الرئيس الأسبق حسني مبارك، خلفًا للدكتور محمد سيد طنطاوي.تدرج "الطيب" أكاديميًا في جامعة الأزهر، فبدأ معيدًا وتنقل بعدها بين مدرسًا وأستاذًا مساعدًا للعقيدة والفلسفة، وصولًا إلى رئاسة الجامعة سبتمبر 2003، لكن لم تمر أكثر من 7 سنوات وتولى مشيخة الأزهر الشريف.بمناسبة مرور 8 سنوات على تولي الدكتور أحمد الطيب، مشيخة الأزهر الشريف.. ترصد "أهل مصر" مواقف من مسيرته العملية منذ توليه المشيخة:1- التبرع بالراتب لدعم الاقتصادلم يصب الدكتور أحمد الطيب، منذ توليه مشيخة الأزهر، كامل مجهوده على النهضة بالدين الإسلامي، والحفاظ على رسالة الأزهر الشريف في كافة البلاد العربية والإسلامية، فقط، بل كان حريصًا على المساهمة في كافة الإجراءات التي تساعد في تحسين مصر، وتقويتها بين دول العالم، فتبرع عام 2011، براتبه الذي تقاضاه منذ توليه المشيخة مارس 2010، لصالح الاقتصاد.وخاطب الدكتور أحمد الطيب، في الرابع عشر من إبريل 2011، وزارة المالية، لتسليم راتبه، موكدًا أن الأزهر الشريف، وعلمائه داعمون لاقتصاد مصر.
2 - رفض زيارة القدس تحت الاحتلال:في نهاية العام ذاته، ظهر الإمام الأكبر، بموقف آخر، كان له دورًا في إحياء القضية الفلسطينية في قلوب العرب، رافضًا زيارة القدس تحت الاحتلال.
وأكد في أغسطس 2011، أن زيارة المسلمين إلى القدس، لن تحقق مصلحة للشأن الفلسطيني؛ طالما أنها تأتي بموافقة وإذن الاحتلال، وهو ما يعكس عدم تحكم السلطات الفلسطينية في عدد الزوار.
3 - مواقف عاجلة في سبيل تحرير فلسطينرغم انشغال الدكتور أحمد الطيب، بالزيارات التي يقوم بها إلى الدول العربية والإسلامية، يومًا تلو الأخر، وحرصه الدائم على متابعة أحوال المسلمين حول العالم، لم يغفل عن مواصلة دفاعه عن القضية الفلسطينية، حيث طالب قادة العالم الإسلامي بالانتصار للقضية الفلسطينية والمقدسات الدينية بالقدس، في أثناء كلمته بافتتاح القمة الإسلامية التي عقدت بالقاهرة، في السادس من فبراير 2013.ودعا لضرورة استثمار الأموال وتعميق التعاون الاقتصادي بين الدول الإسلامية والعربية، لتقويتها، ومواجهة "الإسلاموفوبيا" وإظهار سماحة وعدل الإسلام.4 - حماية المسجد الأقصىتوالت الأيام، وجاء عام 2015، ودخلت مصر مرحلة جديدة في تاريخها، من الاصلاح الاقتصادي، ونشر الأمن، بعد عام من تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئاسة مصر، في الوقت الذي عانت فيه دول عربية من الإرهاب، لكن التوتر الذي ضرب العديد من الدول الإسلامية، لم يمنع شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، من متابعة القضية الفلسطينية.وناشد "الطيب" في يونيو 2015، خلال اللقاء الذي جمعه بمستشار الرئيس الفلسطيني، الدكتور محمود الهباش، الدول المحبة للسلام، بمساندة القضية الفلسطينية، وحماية المسجد الأقصى.6- معاش لمصابي مسجد الروضة: بعد ما تعرض له مسجد الروضة والمصلين داخله، من هجوم إرهابي، راح ضحيته شيوخ وأطفال ورجال، ألقى الدكتور أحمد الطيب، بعد أيام من الحادث الذي وقع في الخامس والعشرين من نوفمبر الماضي، كلمة في المسجد، تنديدًا بما فعله الإرهاب بالأبرياء.ووصف الدكتور أحمد الطيب إن القتلة الذين سفكوا دماء شهداء مسجد الروضة أنه "خوارج وبغاة ومفسدون"، وقرر صرف معاش شهري للمصابين، مؤكدًا أن الأزهر داعم لهم إلى أن يعودوا لممارسة حياتهم بشكل طبيعي.7- رفض مقابلة نائب الرئيس الأمريكي:بعد قرار نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، الذي أصدره الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ديسمبر الماضي، كان لشيخ الأزهر ردًا على تلك الخطوة التي من شأنها اغتصاب قوات الاحتلال الإسرائيلي لحقوق الشعب الفلسطيني، فرفض الطلب الرسمي الذي قدمه، نائب الرئيس الأمريكي مايك بينس، للقائه في 20 ديسمبر الماضي.وقال شيخ الأزهر في البيان الصادر 8 ديسمبر الماضي، إن الرئيس الأمريكي عليه أن يتراجع فورًا عن قرار الباطل من الناحية الشرعية والقانونية، متسائلًا: "كيف لي أن أجلس مع من منحوا ما لا يملكون لمن لا يستحقون؟".8- مؤتمر "نصرة القدس":رفض لقاء نائب الرئيس الأمريكي، لم يكن القرار الوحيد الذي اتخذه شيخ الأزهر، ردًا على قرار الإدارة الأمريكية بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، فأعلن عن مؤتمر عاجل؛ وبحث اتخاذ خطوات عملية لدعم الهوية العربية والفلسطينية للمدينة المقدسة.وانتهي المؤتمر، الذي شارك فيه ممثلين عن 86 دولة من مختلف دول العالم، على مدار يومين، بعدة توصيات، في مقدمتهم: التأكيد أن القدس هي العاصمة الأبدية لدولة فلسطين المستقلة والتي يجب العمل الجاد على إعلانها رسميًّا والاعتراف الدولي بها.