يعلم الجميع أن الشعب المصري مقاتل من الدرجة الأولى، فهناك من يقاتل الأعداء، وهناك من يحارب الإرهاب، وهناك فئة كبيرة من بسطاء القوم يحاربون من أجل لقمة العيش، ولا يعنيهم سوى الستر في الدنيا والآخرة، راضين بقضاء الله، أفنوا عمرهم من أجل إسعاد أولادهم، يعملون بشرف في مهن بسيطة منذ عشرات السنين للحصول على المال الحلال زاد أو قل الرزق يقولون "الحمد لله".
مفتاح سر الرضا كلمة "الحمد لله"، هكذا قال "عم أسعد" والذي يعمل "إسكافي"، في منطقة ميناء نويبع البحري.
على منضدة خشبية بسيطة طولها ١,٥ متر، وعرضها متر، بارتفاع أقل من مترين، يضع أسعد لبيب، ٦٤ عامًا، أدوات عمله، وهي عبارة عن (فرش لتلميع الأحذية وعلب ورنيش وخيوط ومغراز وقوالب خشبية).
مصدر رزق "عم أسعد" الوحيد هذا المكان الذي يقع بجوار حمام عمومي مواجه لميناء نويبع البحري، ولا يهم هذا الراجل الستيني الرائحة الكريهة المنبعثة من المكان، فكل ما يشغله البحث عن رزقه.
"الإسكافي النابغ" بجواره منضدة أخرى يطلق عليها "فاترينة" يعرض عليها منتجات من الأحذية المختلفة ومتنوعة الأسعار، موضحًا "كله مستورد وماعدش حد بيصنع عشان ظهور المستور وأسعار الأحذية المصنعة غالية والتصنيع بيكون بالطلب وسعر المستورد يبدأ من ٢٠ وحتى ١٠٠ حسب الخامة، أما المصنع يدويا فسعره يتعدى ٢٠٠ جنيه، والناس بترفض عشان الغلا".
"أربعة أولاد وزوجة" هي أسرة عم أسعد، التي تقيم في عزبة سعيد التابعة لمدينة الإسماعيلية، ويقوم عم أسعد بزيارتهم كل فترة في حال توافر المال الذي يكفيهم وأوقات يتأخر في الزيارة لضيق الحال.
"عم أسعد" مواليد عزبة سعيد، التابعة لمدينة الإسماعيلية، ويعمل "إسكافي"، منذ أن كان عمره 11 عامًا، متابعا: "أنا جيت نويبع سنة 96 واستحملت لما مكنش فيها حد ونمت على التلتوار في الشارع ومخلتش حتة مقعدش فيها، أنا بقالي 23 سنة هنا ومختش شقة ومش لازمني حاجة بس ربنا يبعد عني المرض، على قد حالي وعايش وربنا بيكرمنا".