قد تفقد المرأة الغالي والنفيس، لكن بدوام الحال تتناسى ما ألم بها من وجع وتعب ومشاق فى سبيل أبنائها، لكن عندما تفقد ذلك الابن، تكون تلك الطامة الكبرى، التى ينحنى فيها ظهرها، وبالبحث عن تلك السيدات التى فقدن أبنائهن كشهداء الجيش والشرطة بمحافظة الغربية، ظهرت الكثيرات منهن، لأن الغربية تستحوذ على نصيب الأسد من شهداء العمليات الإرهابية.
وتقول "نبويه قدرى"، إحدى الأمهات المثاليات بمركز كفر الزيات، والذى توفى نجلها المجند "إيهاب حمزة سعد": "أنجبت نجلى ايهاب ونجلتى أسماء بعد زواجى بثلاث أعوام، وكانت السعاده تغمرنى، حتى مرض زوجى ولازم الفراش، ومن بعدها بدأت رحلتى فى تربية أولادى، حتى توفى نجلى فى انفجار مديرية أمن الدقهلية الأخير وحتى الآن لم نأخد حقه".
وأضافت "قدرى": "أطالب الرئيس السيسى بالقصاص لابنى ولزملائه كى تبرد قلوبنا، سنشارك فى الانتخابات الرئاسية ونختار السيسى فهو من أعطانا الأحساس بالأمان".
وبين كل السيدات المكرمات ظهرت السيدة "زينب" الأم المثالية من قرية الجعفرية، وقد حفر الزمن على ملامح وجهها الحزن والأسى، حيث بدأت كلماتها بقولها: "تعبت وشقيت على تربيتهم، لأن زوجى كان عامل أرزقى، والجاى على قد الى رايح".
وأضافت: "رزقنى الله بخمس أولاد هم "صلاح" محاسب و"سعاد " محامية و"احمد " كلية تربية وأميرة دبلوم متوسط والصغيرة بالإعدادية، وأعاننى الله على مواجهة تحديات الحياة والتغلب على كافة المصاعب التي واجهتهم حتى كبروا والتحقوا بكافة مراحل التعليم".
وأشارت أيضا إلى أنها تزوجت في سن صغيرة، وقامت بتربية أولادها تربية حسنة يشهد لهم الجميع بحسن الخلق، وساندت زوجها وشدت من أزر أولادها حتى حصلوا على نصيبهم من التعليم.
وأنهت كلماتها قائلة: "لقد أتممت اليوم رسالتى تجاه أولادى لكن مازالت أمامى رجله طويله مع صغيرتى، نمشيها سوياً حتى ألقى ربى أو أعلمها حتى تصل لأعلى الدرجات"، وبأنها ليس لها سوى أمنية واحدة، وهي زيارة الكعبة، وذلك بعد فترة من الكفاح لتربية أبنائها، والذين وصلوا إلى أعلى المناصب.