أكد الباحث الأثري أحمد عامر، أن المصريون القدماء احتفلوا بعيد الأم منذ أكثر من أربعة الآف عام، بل وعملوا على تكريم المرأة في جميع مراحل حياتها، وحفظوا لها حقوقها في كل المجالات وأوصى الحكماء بحب الأم واحترامها، مضيفًا أن الفراعنة عرفوا تكريم الأم قبل آلاف السنين، واحتفلوا بهذا العيد بإقامة مواكب من الزهور تطوف المدن واتخذوا من "إيزيس" رمزاً للأمومة وهذا يدل على تقديس الفراعنة للأم.
وأضاف الباحث الأثري، أن الفراعنة دائماً لهم السبق عن غيرهم من الحضارات والشعوب التي عاصرت وجودهم، وتعاليمهم ونصائحهم مازالت ذات أهمية كبيرة يُحتذى بها حتي الآن، فقد تفوقوا في الطب والعمارة والفلك والدين وآمنوا بالثواب والعقاب والحياة والموت والبعث بعد الموت للحساب، وقد لعبت المرأة دورا مهما على مدار التاريخ منها كأم ومنها كزوجة ومنها كحاكمة للبلاد، ففي بداية عهد الفراعنة كانت الأم تشارك زوجها في تربية أولادها خلال مراحل طفولتهم النامية،علي أن تسلم له زمام أمرهم وأمرها في مراحل صباهم وفتوتهم ونضجهم، فنجد أنها كانت تحمل إلى ولدها طعامه وشرابه في مدرسته كل يوم.
وأوضح عامر أنه مع هذا الدور المشرف لبعض الأمهات فنجد أن قيم المجتمع قد أكدت على عواقب لين الأم مع أبنائها ونتائج تدليلها لهم في مراحل صباهم، وأصرت على أن يتولى أبوهم أمرهم في هذه المراحل دونها أو على الأقل يشرف عليها وعليهم فيها، ونجد أن آثار مصر القديمة بلوحتها ونقوشها الرائعة تشهد على هذه المكانة المتميزة للأم التي تحظى بالاحترام والتبجيل، والفتاة والزوجة التي تخضع لقوانين أخلاقية صارمة ولكنها في نفس الوقت تعبر عن آرائها بحرية ولا تحرمها أيضا من أن تحظى بالتقدير والاحترام.