اعلان

أصل الحكاية.. القصة الحقيقية لـ"أمنا الغولة".. امرأة أخافت المصريين وأرسلها رع" للانتقام من البشر

فى مشهد مظلم، كنا أطفالاً نجلس فى أخر الغرفة، متمنين أن يمر اليوم بسلام، بعد الحكاية المتداولة عن "أمنا الغولة"، وبرغم أن الأم مصدر الحنان ومصدر الأمان، لكن "أمنا الغولة" كانت مصدر الخوف المحيط فى خيالتنا الواسعة.

من هي "أمنا الغولة"؟

يحكى أن وكان يا ماكان، أن حكاية "أمنا الغولة"، كانت قد ظهرت في عهد الفراعنة، وأن الضحايا من طياتها سبعة أطفال، لكن ذكراها ظلت مصدر رعب للأطفال عبر الأجيال.

ولم تقتصر جرائم "أمنا الغولة" على اختطاف الأطفال فحسب، إلا أنها أصبحت اسماً يتردد ويرمز للشر أو سوء الحظ، تعددت أسماءها ولكن الرمزية واحدة.

سخمت

سخمت هي أحد ثالوث مدينة منف، وزوجة "رع" وابنها "نفرتوم"، وكانت ربة الصحراء والحرب والأوبئة، وعندما أراد "رع" الانتقام من البشر أرسلها لفعل ذلك حسب الأساطير.

ويتم تجسيد "أمنا الغولة" في صورة امرأه ورأس أنثى الأسد، وتعد رمزًا لإخافة الأطفال.

أصل الحكاية

وعن أصل الحكاية، ذكر فى أحد الكتب التي تداولت عبر اجيال عدة، للكاتب "فاروق خورشيد" فى مخطوطة ترصد وقائع شعبية تحت كتاب عالم الأدب الشعبي العجيب: "أمنا الغولة مجسدة في "معبد الإله بتاح" شمال معبد أمون في الكرنك، حيث يوجد تمثال لـ"الإلهة سخمت" مصنوعًا من الديوريت الأسود، وهو يمثلها في هيئة جسم إنسان وعليه رأس أنثى أسد صارمة الملامح، ذات نظرة عدوانية، وكان المصريون يلقبونها بالقوية المدمرة.

كما ذكر كثيراً إنها إحدى الأساطير التي رسخت قوة "أمنا الغولة" بدأت من القرى المجاورة لمعبد الكرنك بالأقصر، وحكي على جدران المعابد، عن اختفاء الكثير من الأطفال في وقت حكم إحدى الأسر الفرعونية.

المستشرقون

كان المستشرقون يتفقدون المعابد ويسعون لأخذ الحجارة الملونة من المنطقة التي يقع فيها تمثال "سخمت" المعروف بـ"أمنا الغولة"، وفي رواية طريفة، قال أحدهم إنه شاهد لحظة اختطاف أحد الاطفال، ففر هارباً ولم يراه أحد ثانية.

اعتقدت الأهالي أن "سخمت" هي من كانت تخطف الأطفال، وهو ما ساهم في ترسيخ الحكاية منذ البدء، والتى كانت تخطف الأطفال فى أي وقت، أما عن ما سمي ببؤرة العيال كما هو محفوظ حتى وقتنا هذا، فهو الجدار الشاهد الوحيد على ما قدم من حكايات حول هذه الأسطورة.

كان الأهالي العاملين بالمعبد، يرفضون كثيراً أن يتم استخدامهم فى قرابين كما كانوا يعتقدون، فحين كانت إحدى الترميمات فى القرن التاسع عشر، تجوف فى أفق المعابد وتحديداً الكرنك، رفضوا العمل متحججين بما قيل متيقنين أن "أمنا الغولة" ستقبض روحهم.

عيد الأم

في عيد الأم، كان لابد ـن نحكي تلك الحكاية، فالمصطلح برغم أنه مضحك، إلا أن تشويه صورة الأم فى قالب "غولة"، يجرح الكثير مما يفقد الروح الأسمى لهذا الحنان والأمان، الذي يطوف كل بيت من بيوتنا البسيطة.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً