اعلان

"ألمظ الفيوم" ثالث أم مثالية على مستوى الجمهورية.. 50 عاما من العطاء و"رمز" لكفاح المرأة المصرية.. ورسالتها للسيسي: نفسي أحج بيت الله

"زغاريط.. وبهجة.. وفرح.. وأغاني.. وتهاني".. هكذا كانت الأجواء داخل منزل ألمظ أبو السعود كرد، بقريتها الصغيرة التابعة لمركز إطسا بمحافظة الفيوم، بعد تلقيها خبر تكريمها من الرئيش عبد الفتاح السيسي، بالأم المثالية الثالثة على الجمهورية.

ساعات قليلة تفصلنا عن لحظة تكريم السيسي، للأم المثالية الثالثة على الجمهورية والتي تخطت العقد السابع من عمرها برحلة كفاح تؤرخ في بساطة ومثال الفلاحة المصرية القديمة وخاصة بمحافظة الفيوم، والتي كانت تشارك زوجها بالحقل وتربي أبنائها، وعضو فعال بالنيابة عن الكثير من سيدات الريف الفيومي وقتئذ بالمشاركة المجتمعية لمناقشة ما يعانون منه وخاصة الزراعه والري.

تقول "ألمظ "عن شعورها بهذه اللحظة: "مش عارفة أعيط ولا أفرح ولا أضحك" هكذا كانت حالة العجوز، بالرغم أنها ليست المرة الأولى لتكريمها من رؤساء الدولة، فقد تم تكريمها من رئيس الوزراء في عهد الرئيس الأسبق مبارك في شرم الشيخ، كأفضل سيدة مصرية ، واليوم من الرئيس السيسي.

وتضيف "ألمظ لـ"أهل مصر"، عن أول مطالبها من الرئيس السيسي، حال رؤيتها له عند تكريمها وقالت: "نفسي أحج بيت الله"، ثم هناك مطالب عامة لفلاحي قريتها الصغيرة قرية البرنس والقرى المجاورة لها الغرق بمركز أطسا، تتلخص في محطة تغذية مياه من المصرف إلى البحر المار بأراضي فلاحي القرية.

وتتابع، الأم المثالية، قائلة: "أحنا تعبنا في الزراعة وعدم وجود مياه لري أراضينا التي تبورت، وتراكمت علينا ديون البنوك الزراعية، وسأطلب الرئيس بمعافاتنا منها ، مشيرة إلى أن اللجنة الأجنبية قامت باستضافتها في شرم الشيخ في سنة 2008 /2009، وتمت الموافقة على إنشاء وإقامة المحطة لحل أزمة الري، إلا أنها لم تنفذ حتى الآن".

وعبرت العجوز عن حزنها البالغ عن لما وصلت إليه الزراعة بمركز إطسا، وخاصة قريتها والتي تملك بها 15 فدانًا، قائلةً: "الزراعة انتهت والأاضي تصحرت، بسبب تحويل مياه الصرف إلى مياه البحر حتى انعدمت الزراعة، فما كان هناك إلا تراكم الديون عليا بالبنك الزراعي بقرية الحجر، ونحتاج إلى رفع الدين عني وعن 50 آخرين من فلاحي القرية". 

وترجع قصة كفاح "ألمظ "عندما هاجرت مع زوجها الفلاح البسيط الذي كان يعيش على زراعة البطيخ بمحافظة كفر الشيخ، إلى الفيوم في الستينيات، لعلهما يجدان متسعًا من الرزق في زراعة البطيخ "البرلسي" الذي لا يعرفون غيره من الزراعة، وقد حصل الزوج على قطعة أرض بمركز إطسا إلا أنه لم يحول به القدر كثيرًا لأصابته بمرض في القلب ولزمه الفراش، والذي عانى منه كثيرًا حتى وافته المنية، وترك لها رحلة عناء وكفاح حيث كان يبلغ أكبر أبنائه وقتها 10 سنوات، والأصغر كان لا يزال رضيعًا، علمًا بأنها كانت ربة منزل لم يسبق لها الاحتكاك بالحياة، لتبدأ في إكمال ما بدأه زوجها، ولم تترك القرية وتعود إلى بلادها حيث أتت، في عشة من البوص وسط الجبال رغم كبر سنها، إلا أنها كانت وعدت زوجها قبل أن يرحل أن تسعى وتكد وتكمل مشواره.

وظلت الفلاحة تزرع وتحصد المحاصيل بمفردها، وكانت تحرث الأرض بالمحراث البلدي بالماشية، وترويها بالبدالة اليدوية، وتدرس القمح بالنورج لعدم وجود ما يسمى بالدراسة المكانيكية التي تعمل على الجرارات الزراعية.

ثابرت وتحولت " ألمظ" من ربة منزل إلى فلاحة تقوم بأعمال الزراعية الشاقة، وكانت لا توجد آلات حديثة للري والزراعة والاستصلاح وقتها، إلى أن صارت عضوًا في نقابة الفلاحين، وحضرت السيدة الكثير من المؤتمرات لحل مشكلات مياه الري وغيرها من الأمور المتعلقة بالزراعة وبفلاحي قريتها الصغيرة التي حرصت على نقل صوتهم ومشكلاتهم البسيطه والتي لا يمتلكون غيرها.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
القسام: فدائي في صفوفنا تنكر بزي جندي عبري وفجر نفسه بقوة إسرائيلية