رغم مكانة الأم العالية في الأسرة، وخاصة بين ابنائها، إلا أن تخصيص يوم للاحتفال بها ربما يؤذي مشاعر الآخرين من الأمهات المحرومات من حنان وعطف الأبناء.
في سياق متصل؛ تروي الحاجة بدرية عبد الحميد، التي تبلغ من العمر ما يقارب الـ90 عامًا، مأساة جحود أولادها الستة، ثلاثة شباب وثلاث فتيات، بعدما أفنت عمرها في تربيتهم عقب وفاة زوجها وهم صغار ورضع، تقول: "اعتمدت على نفسي واستحرمت مد الأيد وبعت البسكوت والشبسي بجوار البيت لكي أستطيع توفير مصاريفهم"، واستمر هذا الحال أكثر من 30 عامًا على أمل أن يردوا أولادها جميل تلك المشقة بالرعاية في آخر لحظات عمرها ولكن كان رد الجميل هو البعد عنها والسفر خارج البلاد".
وتابعت، أجلس كل يوم أمام بيتي لبيع المنتجات الغذائية وتربية أولاد الحارة، ويقوم أهل المنطقة برعايتي وتوفير العلاج لي، وأعياد الأم تأتي عليّ كأنها رصاصة تخترق قلبي الذي أصبح رماد من صدمتي في أولادي، قائلة: "يا ريت حتى حد يفتكر منهم أمهم بكلمة كل سنة وأنتي طيبة في التليفون، وحتى البنات زى الرجالة كلهم مشغولين بحياتهم ليا ربنا".
واختتمت حديثها بكلمات يكسوها البكاء: "أنا نفسي أشوفهم قبل ما أفارق الحياة وخايفة يفتكروا أن ليهم أم في عزائي، ربنا يسامحكم يا أولادي على قهرت قلبي، يا خسارة تبع السنين وسهر الليالي اللي كان نهايته الوحدة والسند علي الغريب علاجي مش قادرة اشتريه وأولادي في حساباتهم الشخصية الملايين لكن اشتكي لمين، لينا رب كريم محدش يفكرني بعيد الأم، هجر ولادي ليا بعد العمر دا بيحسسني إني مخلفتش".