في حي من أحياء القاهرة يسمى "البساتين" وفي إحدى شوارعها تسكن السيدة "أم محمد "في منزل ممن يقال عنهم "على أد الحال " مع اسرتها بالكامل التي تضم ولديها من ذوي الاحتياجات الخاصة والتي تقوم على رعايتهم منذ علمها بذلك ولم تصاب بالملل من أحدهم وكأن الله انزل على قلبها صبرا من عنده بل كانت تسعى لرقيهم والتحاقهم بمدرسة أفضل أو مركز تأهيلي أفضل .
تحكي السيدة "ام محمد " عن رحلتها مع ابنها الذي يمارس رياضة "كرة السلة والطائرة " حتى وصل إلى "الأولمبياد " وكيف وصل إلى هناك وتقول إن مشكلته كانت في الصغر عندما اكتشفتها بواسطة مدرس له وإخبارها بأنه يعاني من "إعاقة ذهنيه " ونصحها مدرس آخر بدخوله المدرسه الداخليه لكنها لم تأمن لعدم وجودها بجانبه لكي لا يتعرض لأذى من أحد ولم توافق علي ذلك وأصرت على أخذه وتلقيه العلاج وسعت لدخوله المدرسة الفكرية وتقول إنه ظل بها لمدة سبعة أعوام.
بعد انتهائه من فترة الدراسة بمدرسة "السيدة عائشة" اتجهت إلى مدرسة "قارون" وبعد ذلك اتجهت به إلى مركز تدريب إلى أن رآه مدرس يدعى "محمود الصعيدي " أثناء التدريب فطلب منه أن يأخذه معسكر لمدة أربعة أيام فطلب منه الإتصال على والدته لمشورتها في ذلك فوافقت وتلقت الخبر بالترحاب.
وأثناء وجود "محمد " في التدريب رآه مدرب أخر يدعي "كريم" في نادي إتحاد الشرطة وطلب منه أن يأخذه معه إلى النادي لرؤيته له قبل ذلك وهو يمارس رياضة "كرة السلة " فوافق "محمد " على ذلك والتحق بالنادي وظل به حوالي خمسة أعوام ثم إتجه إلى " عين الصير " مع المدرب "محمد بيومي " وظل محافظا على ممارسته الرياضة وتأهل لعدة مسابقات إلى أن وصل لمسابقة "الاولمبياد" التي تقام في أبو ظبي بالإمارات.
في نهاية حديثها وجهت والدة "محمد " نصيحة لكل الأمهات أن لا يتركو أبنائهم ويهملوهم بل عليهم أن يهتمو بهم ولا يتركوهم في الشارع لكي لا تكون العاقبة كبيرة وتساعد على تعليمهم في المدارس أو حتى النوادي للوصول بهم إلى مكانه مرموقة بدلا من التشرد في الشوارع .
وتقول "أم محمد " إن الحمل لم يكن ثقيلا عليها لأنها تؤمن بنتيجة ذلك وتؤمن أن مساعدتها له ستأتي بنتائج عظيمه وأنها لاتذهب هباء كما أنها لم تيأس أبدًا وتعاملت مع الوضع بشكل سليم.