ads

«السبت الحزين».. عملية فدائية «أضحكت» عبد الناصر بعد النكسة

في مثل هذا اليوم، قبل 46 عاما، شن أبطال مصريون عملية استشهادية ناجحة، أطلقت عليها إسرائيل اسم “السبت الحزين”.

كان التنافس الرائع بين الجيشين حافزًا لأن يطلب قائد الجيش الثانى اللواء عبد المنعم خليل، من قواته، أسر جنود إسرائيليين، لأن الجيش الثالث يتفوق عليهم فى عدد الأسرى، فتم التخطيط لعملية كبيرة، ينفذها مجموعة من الصاعقة والمشاة، تدربوا عليها لمدة شهر يوميًا، حتى بدأت العملية منتصف ليلة 2930 مايو.

تكونت مجموعة الصاعقة من الكتيبة 83 من 10 صف ضابط وجندى، بقيادة الملازمين محمد التميمى وعبد الحميد خليفة، فيما تكونت مجموعة "اللواء 135 مشاة" من 21 فردا بقيادة النقيب شعبان حلاوة.

تمركز كمين الصاعقة فى منطقة شمال مدينة القنطرة، وكمين المشاة فى جنوب رأس العش، واتخذ الأفراد مواقعهم حتى الصباح.

فى العاشرة صباحًا أفادت عناصر الاستطلاع والمراقبة المصرية، أن هناك "قول" إسرائيلى مكون من 4 دبابة + 4 مدرعة متجه من القنطرة شمالًا إلى رأس العش.

وصدرت الأوامر لكمين الصاعقة بألا يشتبك مع "القول" وهو متحرك شمالًا، وإنما ينتظره وهو فى طريق العودة، فيما صدرت الأوامر لكمين المشاة بالاشتباك.

ومر "القول" أمام كمين الصاعقة، دون اكتشافه، وسار -مطمئنا- حتى تلقفه كمين المشاة في الحادية عشرة صباحا، بهجوم مفاجئ، فقتل وجرح كل من فى القول إلا شاويش واحد كان يحاول الفرار تم أسره.

وعادت الدورية سريعًا إلى الغرب لأن موقع إسرائيلى قريب بدأ قصف شديد على موقع الدورية علاوة على وصول طيران العدو، ما اضطر أفراد المجموعة إلى الاحتماء والاختباء فى السواتر والحفر. وفي السابعة مساء، وصل كل أفراد المجموعة سالمين ومعهم شاويش المظلات الأسير.

وأعاد العدو تنظيم "قول" جديد للعودة، يتكون من 3 عربة مدرعة محملة بجنود المظلات، وفي السابعة مساء، اقترب "القول" من كمين الصاعقة، وتجهز الجميع للاشتباك.

كانت المهمة الأولى ملقاة على عاتق رقيب يوسف عبد الله -حامل أر. بى. جى-، إذ كان دوره إيقاف العربة الأولى بأول قذيفة، إلا أنها لم تصب، ما كان سيؤدى إلى كشف موقع الكمين، فانطلق مندفعًا حتى أصبح على مسافة 100 متر من العربة الأولى وأطلق قذيفته الثانية من المواجهة فدمرها.

انطلق باقي أفراد الكمين خلف الرقيب يوسف، وهجموا على العربتين الثانية والثالثة فقتل وجرح كل من فيها عدا الرقيب يائير دورى تسيفى الذى استسلم بعد مقاومة.

وفي أثناء العودة فـّر مرة أخرى محاولًا الهروب، لكن الجندي خليفة مترى ميخائيل لحق به ودار بينهما قتال فردى بالأيدى استمات فيه الجندى خليفة حتى تمكن من السيطرة عليه والعودة به إلى الضفة الغربية.

بلغت خسائر إسرائيل فى هذا اليوم 35 قتيلا خلاف الجرحى والأسرى، فكان طبيعيًا أن تتحول المنطقة من القنطرة وحتى رأس العش إلى جحيم من النيران.

ظل طيران العدو يقذف المنطقة كلها بالقنابل حتى 1000 رطل لمدة سبعة أيام، ما أسفر عن تدمير كبير فى طريق بورسعيد والترعة الحلوة وبعض المنشآت المدنية، لكن لم يذكر خسائر فى الأفراد.

وقال سامى شرف، مدير مكتب الرئيس جمال عبد الناصر: "لم أشاهد ناصر يضحك منذ يوم النكسة إلا في يوم السبت الحزين".

وقالت وكالة "يونايتد برس": "إسرائيل تحاول أن تهون من خسارتها الفادحة فى هذه المعركة ولكن الكوماندوز المصريين قد أثبتوا نجاحا رائعا فى هذه المعركة وأن هذا النجاح قد أثار قلقا شديدا وأنفعالا بالغا لدى الرأى العام الإسرائيلي".

ونقلت وكالات الأنباء، تصريحات المتحدث العسكرى الإسرائيلي: "القوات المصرية أظهرت تخطيطا وتكتيكا متناسقا فى التنفيذ خلال هجومها على الدوريتين الإسرائيليتين نتيجة للتدريب الممتاز الذى تلقاه".

أقيمت احتفالية فى التل الكبير للأبطال وشارك فيها مجموعة من الفنانين وحضرها نخبة من القادة العسكريين ونذكر منهم البطل عبد المنعم واصل والبطل فؤاد عزيز غالى.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً