أحدث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تغييرا جديدا في فريق السياسة الخارجية وعين جون بولتون مستشارا للأمن القومي ليحل محل إتش. آر. مكماستر.
ويعد بولتون من الصقور وهو يؤيد استخدام القوة العسكرية مع كوريا الشمالية وإيران.
ويستعرض «أهل مصر» في السطور التالية معلومات وأسرار عن جون بولتون مستشار الأمن القومي الأمريكي الجديد:
من هو جون بولتون
حسب ما ذُكر في السرة الذانية لجون روبرت بولتون، فإنه وُلد في 20 نوفمبر 1948 في مدينة بالتيمور كبرى مدن ولاية ماريلاند، القريبة من العاصمة الأميركية واشنطن.
عمل أبوه إدوارد جاكسون بولتون كرجل إطفاء، بينما كانت أمه فرجينيا كلارا ربة منزل، ونشأ الصغير جون طموحا محبا للعلم، في بيئة شعبية من الطبقة دون المتوسطة، فحصل على منحة للدراسة في مدرسة ماكدونوه في مدينة أوينغز ميلز، ثم التحق بجامعة ييل، حيث نال منها درجة البكالوريوس بامتياز عام 1970.
قبل التحاقه بكلية الحقوق، وتخرجه للعمل كمحامي عام 1974، كان بولتون خلال فترة دراسته في ييل صديقا حميما لقاضي المحكمة العليا المحافظ كلارنس توماس، وزميلا لكل من بيل كلينتون وهيلاري كلينتون أثناء دراستهما الجامعية في ييل.
تزوج جون بولتون من سيدة اسمها غريتشن ويعيشان في منطقة بيثيسدا بضواحي العاصمة الأميركية، ولديهما ابنة واحدة هي جنيفر سارة بولتون.
حياته العسكرية
قبل تخرجه من كلية الحقوق بعاد واحد، وتحديدا عام 1969 – خلال حرب فيتنام –، تطوّع جون بولتون في الحرس الوطني التابع للجيش في ولاية ماريلاند، وأمضى في الحرس الوطني أربع سنوات.
وعن تلك الفترة كتب بولتون في أحد مقالاته: «أعترف أنه لم يكن لدي الرغبة بالموت في حقل أرز بجنوب شرقي آسيا، وكنت أرى أننا خسرنا بالفعل الحرب في فيتنام».
مناصبه
في الفترة من عام 1974 إلى عام 1999، عمل بولتون في عدة مكاتب للمحاماة في العاصمة واشنطن، قبل أن ينضم عام 1997 إلى معهد «أميركان إنتربرايز إنستيتيوت»، أحد أهم مراكز الأبحاث المحافظة في الولايات المتحدة.
تولى بعد ذلك منصب نائب الرئيس للبحوث السياسية، وعمل مساعدا لوزير الخارجية الأسبق جيمس بيكر عندما عيّنه أمين عام المتحدة في حينه كوفي أنان مبعوثا شخصيا للصحراء الغربية.
وخلال فترات إدارتي رونالد ريغان وجورج بوش الأب تقلب بولتون في عدة مناصب داخل وزارة العدل وفي وزارة الخارجية والوكالة الأميركية للتنمية الدولية.
وإبان عمله مساعدا لوزير الخارجية لشؤون المنظمات الدولية (1989 - 1993) قاد بولتون محاولات ناجحة لإلغاء قرار الأمم المتحدة الذي ساوى الصهيونية بالعنصرية.
وفي عهد إدارة الرئيس جورج بوش الابن عمل بولتون في إدارة ضبط التسلّح والأمن الدولي بوزارة الخارجية، وكانت من أهم مسؤولياته منع انتشار أسلحة الدمار الشامل.
وبعد ذلك، عين سفيرا للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، وهنا كان من أهم إنجازاته خلال الفترة القصيرة التي أمضاها بالمنصب معارضة المحكمة الجنائية الدولية ووضع المادة 98 لاستثناء المواطنين الأميركيين من المقاضاة أمام المحكمة (التي لا تعترف بها الولايات المتحدة)، ويومذاك، وقعت أكثر من 100 دولة على الاتفاقية لكن بولتون وصف قرار الانسحاب من المحكمة الجنائية الدولية بأنها أسعد لحظات حياته السياسية.
ما بعد الأمم المتحدة
بعد استقالته من منصبه لدى الأمم المتحدة، عمل «بولتون» كزميل في معهد المشاريع الأمريكية AEI»»، كما عمل مستشارًا لمؤسسة فريدوم كابيتال لإدارة الاستثمارات.
لم يتوقف «بولتون» عند العمل الدبلوماسي، فقد عمل كمعلق في قناة «فوكس نيوز»، ومحامي إلى مكتب «دي سي كيركلاند» ومكتب «إليس» للمحاماة في واشنطن العاصمة.
وخلال الانتخابات الرئاسية في العام 2012، شغل جون بولتون منصب مستشار السياسة الخارجية للمرشح الرئاسي ميت رومني.
ترامب وبولتون
منذ تولي دونالد ترامب مقاليد الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية، برز اسم جون بولتون سفير الولايات المتحدة الأسبق إلى الأمم المتحدة كمرشح محتمل لمنصب وزير الخارجية أو أي منصب رفيع له صلة بشؤون السياسة الدولية والاستراتيجية.
وكان يُعرف عن بولتون أنه أحد «صقور» الحزب الجمهوري المتشدّدين، وواحد من وجوه تيار «المحافظين الجدد» الذي ترك بصماته على السياسة الخارجية للرئيس جورج بوش الابن بين العامين (2001 و2009).
موقفه من إيران وروسيا
وفقًا للتقارير الأمريكية، تبنى جون بولتون مواقف متشددة وعدوانية ضد كل من روسيا وإيران، وبدا ذلك جليًا في انتثاداته المتكررة لتوجهات الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما للدخول في تعاون محدود مع روسيا في كل من سوريا وإيران.
وفي العام 2004، لتهم جون بولتون خلال شهادته أمام الكونغرس النظام الإيراني صراحةً بالكذب مرارا حول اليورانيوم المخصب، بل دعا بولتون علنا للإطاحة بالسلطة الحالية في طهران.
وقال «بولتون» في تصريحات صحفية سابقة: «الحل الوحيد على المدى الطويل هو تغيير النظام في طهران، فجامنئي هو الخطر الرئيسي على السلام والأمن الدوليين في الشرق الأوسط».
بولتون وغزو العراق
لعب جون بولتون دورا بارزا في استصدار قرار من الأمم المتحدة لتأييد استخدام القوة لتحرير الكويت من الغزو العراقي.
لم يكن غريبًا على «بولتون» تشدده ضد العالم العربي، وقد بدا ذلك جليًا عندما ساند بقوة – مع أترابه في تيار «المحافظين الجدد» – قرار بوش غزو العراق في عام 2003.
ولم يكن ذلك فحسب، بل تولى على عاتقه مهمة ترويج التقارير التي تبين أنها باطلة عن امتلاك نظام صدام حسين برنامج أسلحة دمار شامل.
وبعد سقوط نظام صدام حسي واكتشاف عدم امتلاكه أسلحة دمار شامل ظل موقف بولتون على حاله، ولم يندم على ما حصل، إذ قال في تصريح له «ما زلت أعتقد أن قرار الإطاحة بصدام صحيح، إلا أن بعض القرارات المتخذة بعد هذا القرار كانت خاطئة، لكن أسوأ القرارات بعد عام 2011 على الإطلاق كان قرار سحب القوات الأميركية من العراق».
بولتون والاحتلال الإسرائيلي
لا طالما كان موقف جون بولتون في طف الاحتلال، فقد ناشد القيادة الأميركية أكثر من مرة مساعدة الاحتلال الإسرائييل على قصف إيران أو على الأقل السماح لإسرائيل بأن تفعل ذلك بمفردها.
ولقد تكررت تصريحاته بضرورة قصف الأهداف العسكرية الإيرانية، حتى إبان الفترة التي كانت إدارة أوباما تتفاوض فيها مع الجانب الإيراني حول البرنامج النووي.