"زروني كل سنة مرة".. الحاج خيري يعيش وحيدا في غرفة أعلى عقار بدار السلام.. والأهالي: اختفى فجأة وتوقعنا سفره لأولاده.. والابن الجاحد يزور واله فيكتشف وفاته على سريره منذ عامين

"مات من سنتين ومحدش سأل عنه".. جملة جسدت كل معاني القسوة واللامبالاه؛ شهد شارع "أحمد إمام" بمنطقة دار السلام، واقعة محزنة بمعنى الكلمة وكانت الصدفة السبب الرئيسي في كشفها، وبعد فترة كبيرة وصلت عامين عاد الابن ليسأل عن والده ليجد ما تبقى من جسده.

انتقلت "أهل مصر" للتحقيق في هذه الواقعة:

عاش "الحاج خيري" في منطقة دار السلام، لأكثر من 15 عامًا، وشهد له الجميع بطيبته الزائدة وحنيته وعطفه على الجميع الكبير منهم وأيضًا الصغير.

تقول "أم مصطفى" إحدى جيران الضحية، "نعرف الحاج خيري منذ أكثر من 15 سنة، وكان رجلًا طيبًا جدًا ولم نرى منه أي مكروه، ولا يؤذى ولا يتشاجر مع أحد وكانت حركته محدوده جدًا من العمل للشقة ومن الشقة للعمل".

وتضيف الجارة، "على الرغم من أن العقار عامر بالسكان؛ إلا أننا لم يأتي في مخيلتنا أنه توفي، فكنا نعتقد بأنه ذهب ليعيش مع أولاده، وكنا دائمًا نلوم عليه بأنه ناكر للعشرة وتركنا وذهب ولم يسأل عننا طوال هذه الفترة".

واستكملت، "أم مصطفى" حديثها: منذ ما يقرب من سنتين ونحن نلاحظ تردد وإقبال شديد من "الحمام" على الشقة ودخولهم بأعداد كبيرة، ففي بداية الأمر كنا نعتقد أنه يقوم بتربية الحمام بداخل الشقة، ولم نتخيل أبدًا بأن الحمام كان "بينهش في جسده".

وأكدت الجارة، "كنا دائمًا نشم رائحة كريهة جدًا وتقدمنا بعده شكاوى للحي نظرًا لأن هناك جيران يقومون بتربية الأغنام بجوار العقار،

وبعد أكثر من عامين جاء نجله ليسأل عن والده، فتفاجئنا جميعًا بهذا السؤال فكنا نعتقد بأنه يعيش لديهم، وكانت الصاعقة الكبرى، حينما وجدنا الحاج خيرى قد وافته المانية منذ فترة طويلة ونحن لا نشعر به، وظهر السر الغامض وراء إقبال الحمام على شقته فكانت جثته هى الطعام الذي يلجأ له الحمام والعصافير كلما جاعوا بالإضافة إلى الدود الذي كان يملئ المكان ولم يتبقى منه غير هيكل عظمي".

وكان قد ورد بلاغ من "م. خ" ٣٥ سنة، عامل، يفيد أنه أثناء قدومه بعد فترة زمنية طويلة لزيارة والده تفاجأ بوجوده جثة متحللة وعبارة عن هيكل عظمي ملقى على السرير في غرفته أعلى سطح العمارة السكنية، وعلى الفور انتقلت قوة أمنية لمحل البلاغ وتبين أن الجثة قد مر عليها ما يقرب عامين وأنه مقيم بغرفة أعلى منزل ومنفصل عن زوجته منذ سنوات وعندما توفى لم يشعر به أحد طول تلك المدة، وقاد القدر نجله للذهب له عقب انتهائه من السفر ليكتشف الأمر.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
الخارجية الإيرانية: الرد على اغتيال هنية أمر حتمي وإسرائيل لن تفلت من العقاب