الذكرى الـ41 لوفاة العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، الذى ودعته مصر فى 30 مارس 1977 عن عمر يناهز الـ 47 عاما فى جنازة مهيبة، حضرها عشرات الألاف وحملت الجماهير رايات سوداء وصور للعندليب ولد فى قرية الحلوات التابعة لمركز الإبراهيمية بمحافظة الشرقية.
مات حليم لكن بقيت أعماله حية في قلوب عشاقه في مصر والعالم العربي، ومع كل ذكرى له تتكشف أسرار جديدة في حياة العندليب.
اسمه الحقيقى عبد الحليم علي شبانة، له ثلاثة أشقاء هم إسماعيل ومحمد وعليه وهو الابن الأصغر وعاش فى منزل خاله عقب وفاة والده ووالدته مع أشقائه.
العندليب استطاع بموهبته أن يصل ﺇلى قلوب الملايين رجالا ونساءاً وأطفالاً، أغانيه الوطنية أشعلت روح الثورة والوطنية داخل المصريين إبان ثورة 23 يوليو.
"أهل مصر"، زارت مسقط رأس "العندليب" في البدء كانت الصدمة فقرية أشهر مطربي مصر والعالم العربي تفتقد للخدمات الأساسية والمرافق الحياتية ولم تبق من حليم سوى الذكرى بعدما رحل آخر أقربائه الحاج شكري عن عمر 90 عاما.
أول لقاء لنا داخل القرية كان مع أحد جيران العندليب ويدعى "محمود" مدرس، والذى أكد أنه لم يعاصر عبد الحليم حافظ ولكنه سمع عنه من جده وأبيه وأخبراه أن حليم عاش حياته حزينا ومحروما من حنان الأم بعدما فارقت الحياة بعد أسبوع واحد من ميلاده، وكيف كان يتنقل الرضيع بين سيدات القرية ليرضعنه عقب رحيل أمه المفاجيء.
وأضاف الحاج "حسين"، 90 سنة، من أهالي القرية، أنه يذكر أن حليم كان منذ طفولته يحب الاستحمام بالترعة المجاورة للقرية وأنه في أحد المرات كاد أن يغرق لولا نجدته من قبل أهل القرية، مضيفا أن العندليب كان يحب الغناء فى مناسبات العائلة ونجح في لفت الأنظار عندما غنى وسنه 9 سنوات فى خطوبة أحد أبناء العائلة "اكتب لنا ياقاضى اكتب الكتاب الليلة"، وكانت من تأليف شقيقه إسماعيل شبانة.
وقال الحاج "علي " إن عبد الحليم تاريخ كبير وهو فخر للقرية، ولم يستطيع أحد أن يعوض غيابه، كما كان طيب القلب واحتل مكانة خاصة في قلب الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، وعند رؤساء الدول العربية وعامة الشعب المصري.
وقال" إبراهيم "، مزارع، أن عبد الحليم حافظ ساهم فى العديد من المشروعات الخدمية والهامة منها إنشاء جامعة الزقازيق ومسجد الفتح ووحدة صحية بقرية الحلوات واستنكر المزارع حالة الإهمال التي تعيشها القرية.
من جهته أكد المهندس "حسين" ، أن الحكومة تذكرت النجم الراحل أحمد ذكى ابن قرية الزقازيق وأطلقت اسمه على شارع ببلدته بالزقازيق وتم وضع تمثال لأم كلثوم فى بلدتها وتناسوا العندليب فلم يتم تصميم تمثال ببلدته له أو حتى وضع اسمه على أحد شوارع القرية تقديرا لأعماله وعطائه طوال مشوار حياته للوطن و الذى رفض وهو على قيد الحياة ٳطلاق اسمه على جامعة الزقازيق وطلب من المسئولين تسميتها جامعة عرابى، لافتا إلى أن المسؤولين اكتفوا بوضع ورقة عليها صورته أمام الوحدة الصحية بشكل لايليق بالعندليب وتاريخه.
وأوضح أحمد أن قصر الثقافة الموجود بالقرية به مسرح اسمه مسرح عبدالحليم حافظ حيث كانت تقام الحفلات عليه فى ذكرى العندليب تحول الآن ﺇلى مسرح خاص يتم تأجيره للأفراح بالقرية، ولفت أن فيلا العندليب عبدالحليم حافظ بالقرية شهدت سهرات فنية جميلة مع عباقرة الفن والثقافة بالمجتمع المصري والعربي.
وطالب أهالي القرية من محافظ الشرقية إنشاء متحف مناسب تعرض فيه أعمال وتاريخ ومتعلقات مطرب الثورة عبد الحليم حافظ، ووضع قريتهم على خريطة التطوير والتنمية بما تليق باسم أحد أشهر رموز مصر والعالم العربي في الطرب والسينما والغناء.