تناول مفتي الجمهورية الدكتور شوقي علام، عدة قضايا، في مقدمتها مكانة المرأة في المجتمع، وحضورها عبر المراحل التاريخية المتاعقبة، كما تحدث عن الكفاءة وعدم الخلط بينها والتقوى. جاء ذلك خلال حواره الأسبوعي، مع الإعلامي شريف فؤاد، في برنامج "مع المفتي" المذاع على فضائية "الناس".
حضور المرأة لحظة نزول الوحي
قال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، إن المرأة كانت حاضرة وبعمق منذ نزول الوحي الشريف، ومرورًا بالمراحل التاريخية المتعاقبة.
وأضاف في حواره الأسبوعي، أنه عند القراءة الصحيحة للتاريخ بما يتوافق مع الروايات الثابتة، نلحظ أن حضور المرأة كان واضحًا وبشدة في شخص السيدة خديجة "رضى الله عنها" في مرحلة مكة المكرمة.
وأوضح أن المرأة كانت حاضرة، من خلال أُمنًا عائشة "رضي الله عنها" التي قادت المسيرة العلمية، فقد شهد لها النبي "ﷺ" بالعلم؛ فقال: "خذوا نصف دينكم عن هذه الحميراء" ويقصد أمنا عائشة، فضلًا عن بقية أمهات المؤمنين وفضلًا عن الصحابيات.
ظهور المرأة في العصور الزاهرة
قال المفتي إن النظر إلى حضور المرأة في العصور الزاهرة التي أعقبت عصر الصحابة، نلاحظ ارتياد المرأة المجال العلمي وريادتها فيه، وهذا يتفق مع تراجم العالمات اللآتي ترجم لهن الحافظ ابن حجر العسقلاني في كتابه "الإصابة في تمييز الصحابة".
ولفت إلى أن دخول المرأة في المجال العلمي جعل بعض الرجال يفخرون بأنهم تعلموا وتلقوا العلم عن بعض النساء، وهذا كله ينفي ما يردده بعض المغرضين يفيد أن الشريعة الإسلامية، تمنع المرأة من الخروج من بيتها أو تمنع عنها العلم، بل تحرص الشريعة وتدعو المرأة للوصول إلى أقصى الدرجات العلمية.
الفخر بالمرأة المسلمة
وأكد المفتي أننا يجب أن نفخر بأن المرأة المسلمة كانت مشاركة وبفعالية في كل المشاهد الوظيفية والقضائية ومشاهد إبداء الرأي والمشهد العلمي على مر العصور الإسلامية، مشيرًا إلى أن ذلك يعبر عن نموذج يجب أن يستثمر في الوقت الحاضر.
الإسلام حقق العدل بين الرجل والمرأة
وأشار إلى أن من يقرأ هذه المرحلة من الزمن والحركة اليومية والأخذ بالأسباب ويتلمس ما عند الحضارات الأخرى في الأزمنة المختلفة بعد رسول الله "ﷺ" يعطينا رسائل واضحة مفادها أن الإسلام لم "يتقوقع"، بل نجد أنه أعطى المرأة والرجل كافة الحقوق ليعمروا هذا الكون محققين المصلحة في الدنيا والآخرة.
أهمية العلم والأخذ به في كافة المجالات
قال فضيلة المفتي، خلال خديثه التليفزيون المشار إليه: "نحن لا نستطيع أن ننطلق أو نمارس أي حق من الحقوق إلا في إطار علمي صحيح ومنضبط".
وتابع فضيلته أن أول نص نزل في الإسلام كان "اقرأ" في قوله عز وجل: "اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ"، وهذا النص هو المحور أو هو السمة التي تميّز هذه الأمة عن غيرها؛ ولذا يجب أن نأخذ بالعلم في كل المجالات لأننا أمة اقرأ كما يقال.
الكفاءة شرط لممارسة الحقوق والوظائف
وشدد المفتي على دور الكفاءة في ممارسة كل الحقوق والوظائف، وهى المقدرة على القيام بالعمل على وجه أتم وأكمل؛ فكل الوظائف والمهن تحتاج للتدريب والتأهيل والتسلح بالمهارات اللأزمة للقيام بها ولا تتوقف على الشهادات العلمية فقط، بل يضاف إليها رصيد الخبرة.
وأوضح أن معايير الكفاءة يمكن أن تختلف من مكان لآخر ومن زمن لآخر، فيختار الأصلح والأنسب للقيام بالمهمة، بمعنى أن يكون عنده مكون معرفي يستطيع من خلاله أن يؤدى عمله بإتقان وهو ما يجمعه حديث نبوي: "إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلًا أَنْ يُتْقِنَهُ".
الكفاءة علم موروث
وأضاف أن المتتبع لصفات اختيار الإمام في الصلاة وصفات القاضي يدرك أن هذه الشروط والاختيارات تتم وفق منظومة علمية قائمة على الكفاءة، والوصول إلى هذه المرحلة من الرقي، جاء نتيجة علم كبير موروث قبل ذلك، وتعلمناه بالتطبيق العملي.
التقوى ليست وحدها من مفردات الكفاءة
وقال المفتي إن الكفاءة لا تقتصر على العمل العام، بل تدخل في العلاقات الاجتماعية والأسرية، ولم يشترط كثير من العلماء كالشيخ محمد مصطفى شلبي، التقوى فقط كمفردات للكفاءة، بل قال بعد مناقشة قضية الكفاءة عندما كتب في فقه الأسرة، إنه ينبغي أن نعمل على إيجاد العناصر التي تستقر بها الأسرة ما دام أنها لا تخالف الشرع، وهذا يؤكد أن عنصر الكفاءة بارز في كل شئون المسلمين وبارز كذلك في ممارسة العمل السياسي.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
