على بعد مسافة تقرب من الـــ 30 كيلو متر مربع من القاهرة، وعلى أطراف العاصمة، قرية جسد أهالها قصصًا من الكفاح ليسطروا تاريخ يتحاكها الأجيال، بعد ان خرج الأهالي في أعقاب ثورة 1919، علي قطار كان يستقله جنود الاستعمار الإنجليزي لمصر حين ذاك كان مستقلا طريقه للعدوان ع محافظلت الصعيد إلا أن بطولات الأهالي أوقفت تلك العدوان ليتحول إلى قريتهم في وقائع خلفت 21 شهيد، وقتلت 52 جندي.
قرية نزلة الشوبك التابعة لمركز البدرشين جنوب محافظة الجيزة، استطاع أهلها أن يسطروا تاريخًا من التضحية والفداء من أجل الأوطان والدفاع عن الأرض والعرض، بعد أن تعرضت القرية لنيران الإنجليز، وفقدت 21 من أبنائها، فضلًا عن الحرائق التي أتت على ديارها ومواشيها وغنمها.
ورغم الخسائر التي لحقت بالقرية، بعد تصديها لقطار الاستعمار، واشتبكت مع جنوده بآلات الزراعة البدائية كالفأس الذي تحول بعد ذلك لرمزا للفداء، ليحققوا بطولات مدهشة أحرزها الفلاحون على جنود الاحتلال المنظمة في يوم 31 مارس 1919، ليصبح اليوم عيدًا قوميُا للمحافظة.
ويقول الحاج جمال أبو المجد طلبة عمدة القرية، إن أحداث القصة التاريخية تعود إلى أعقاب ثورة 1919 في الوقت الذي ارتفع فيه صراخ الثوار في القاهرة ضد المستعمر، وامتد إلى الصعيد، فوقعت اشتباكات بين الأهالي والإنجليز في المنيا، وفشل المحتل في فرض النظام، فرأت قيادته في القاهرة أن ترسل إليه مددًا عن طريق السكة الحديدية لإنهاء الثورة.
وأضاف أنه بمجرد علم أهالي القرية بالأمر، استقر رأيهم على قطع الشريط الحديدي، وتفكيك القضبان، ودفنها في مياه ترعة الجيزاوية، حتى لا يصل المنيا لإخماد الثورة،فلما وصل القطار المحمل بالجنود إلى القرية، انقلب في المياه، باستثناء 4 عربات توقف، فنزل الجنود من العربات إلى القرية، وصوبوا رصاصهم في اتجاه الجميع، وأشعلوا النيران في بيوت القرية، على رأسهم جده العمدة حين ذاك الحاج أبوالمجد طلبة.
وواصل الحاج جمال حديثه لــ"أهل مصر"، قائلًا إن أهالي القرية لم يتمكنوا من الجنود الإنجليز إلا بنفاد ذخيريتهم، فهجموا عليهم بالفؤوس و"الشرشر" الذي يستخدم في قطع البرسيم من الأرض، وتمكنوا من قتل 52 جندي.
وأضاف أن المستعمر الإنجليزي جاء إلى القرية خصيصًا بعد واقعة الإعتداء على جنوده، وجمع متعلقات الجنود، وأسلحتهم، ولم يتركوا أي شئ يحتفظ به الأهالي للذكرى، وأحرق بيت جده عمدة القرية "أبو المجد"، ليتم احتجازه 40 يومًا في محاكم الواسطى ببني سويف، وتعرض لضغوطات شديدة وصلت إلى التهديد بالقتل حتى يقرّ بـ"اعتداء أهالي القرية على قطار الجنود".
وواصل العمدة حديثه، أن أبو المجد الكبير رفض الإقرار بالواقعة بعد ضغوطات كثيرة مورست عليه، فأخلوا سبيله، ولكنهم لم يتركوا القرية لحال سبيلها، وقبضوا على 4 من أبناء البلد، ثم دفنوهم حتى مناكبهم في قبور أجبرم المستعمر على حفرها بانفسهم، ورموهم بالرصاص، مضيفًا أن قبل قتل الشهداء الأربعة تمكن أحدهم من خنق جندي انجليزي اقترب منه قبل تنفيذ الإعدام.
وتابع" بعد الواقعة وخراب البيوت وحرقها رفع ابن القرية المحامي محمد أبو المجد طلبة بعد مرور وقت من الزمن قضية على الإنجليز، وكسبها، فصرفت الحكومة تعويضات لأهالي الضحايا، وعوّضت المتضررين من الحرائق بالأراضي والمواشي والغنم، ولبت كل احتياجات أهل القرية في عهد المحافظ أحمد البلتاجي".
ويقول إن اعتبار اليوم عيدًا قوميًا للجيزة، جاء في بداية الستينيات، عندما طلب الرئيس الراحل جمال عبد الناصر من أحمد محمد البلتاجي، محافظ الجيزة حينها، أن يرشح له أبرز المناسبات في الإقليم لاختيار واحدة عيدًا قوميًا للمحافظة، فاقترح المحامي محمد أبو المجد تاريخ الملحمة على المحافظ، فوافقه رأيه، وأصدر الرئيس قرارًا بجعل 31 مارس من كل عام عيدًا قوميًا لمحافظة الجيزة.
وأضاف أن بعد صدور القرار باعتبار ملحمة أهالي قرية الشوبك عيدًا قوميًا للجيزة، قامت المحافظة بتصميم تمثالًا لتخليد بطولة القرية، عبارة عن تمثال لفلاح يقف منتصبًا، ويمسك بيديه فأسه التي د بها اعتداء الإنجليز، وجاء معه قائمة شرف بأسماء شهداء نزلة الشوبك في الملحمة وعددهم 21 شهيدًا، هم ضحايا الملحمة.
وطالب عمدة القرية بإنشاء خطوط للصرف الصحي بالقرية، لتخفيف معاناة الأهالي أحفاد الشهداء، مضيفًا أن خطوط الصف تمر خطوط على القرية من القريتين المجاروتين لها دون المرور بها.
تتميز قرية نزلة الشوبك بالترابط الأسري، بين جميع الأهالي، وبعضهم البضع كطبيعة القرى في المناطق الريفية، حيث يشارك أهل القرية جميعا في مناسبات بعضهم.
كما تمتاز القرية بالمساحات الزراعية الشاسعة، وتتميز في زراعة البطاطس كأكثر المحاصيل زراعة في القرية يليها محصول الطماطم، ويعمل معظم سكان القرية في الزراعة، كما أن من أبنائها من هم حاصلون على شهادات عليا فمنهم الأطباء والمهندسين وضباط القوات المسلحة والشرطة.
وشهدت قرية نزلة الشوبك في السنوات الأخيرة طفرة كبيرة في المستوى التعليمي، حيث أن القرية تمتلك مجمع مدارس بالمراحل الابتدائية والإعدادية باسم شهداء القرية