شهدت مكتبة الإسكندرية ندوة بعنوان "العمارة الإسلامية في اليونان"، في إطار الندوات والأنشطة الثقافية المصاحبة لمعرض الإسكندرية الدولي للكتاب الذي تنظمه مكتبة الإسكندرية بالتعاون مع الهيئة المصرية العامة للكتاب خلال الفترة من 31 مارس إلى 9 إبريل 2018، تحدث فيها الدكتور أحمد أمين، أستاذ مساعد بكلية الآثار جامعة الفيوم، وأدارها الدكتور محمد الجمل، مدير مركز الحضارة الإسلامية بمكتبة الإسكندرية.
وأوضح الدكتور أحمد أمين، أن البعض يعتقد أن اليونان لا يتواجد بها عمارة إسلامية وهذا فكر خاطئ، فهي ثرية بالعمارة التي تمثل ما خلفته الدولة العثمانية، ليس في اليونان فقط وإنما في دول البلقان بشكل عام، مشيرًا إلى أن تاريخ الدولة العثمانية مع اليونان ممتد لمئات السنين، حيث إنها دخلتها عام 1361 ميلاديًا واستمر الوجود العثماني بها حتى عام 1923
وأضاف أمين، أن الدولة العثمانية خرجت من اليونان بموجب "اتفاقية لوزان"، إلا أن الجزء الشمالي الشرقي منها، الذي كان آخر المناطق تركها الأتراك، مازال يحتفظ بالصبغة الإسلامية، وأصبح الآن الفرق واضح بينها وبين باقي مناطق اليونان التي تميل إلى الطابع الأوربي، لافتًا إلى أن المناطق التي تقترب من الحدود التركية ويتواجد بها المسلمون حافظت على نسبة كبيرة من المباني الإسلامية، ولكن في المناطق المتاخمة لإيطاليا وألبانيا اندثرت أغلب المباني التي كانت موجودة بها.
وأشار إلى أن اليونان كانت تضم 361 جامع كبير، و100 مدرسة، و64 ضريح، ولكن القائم منها حاليًا لا يتجاوز 5% مما كان موجود، فعلى سبيل المثال مازال يوجد 80 جامع فقط حاليًا لهم قيمة تاريخية وأثرية، والسبب في ذلك يرجع إلى رغبة الدولة اليونانية في محو كل ما له صلة بالدولة العثمانية، بالإضافة إلى تعرض بعض المباني إلى الهدم نتيجة الزلازل.
واستعرض أمين، عدد من المباني الإسلامية التي مازالت تحافظ على شكلها الكامل في اليونان، وأساليب البناء المختلفة والمواد المستخدمة في البناء، التي يتضمنها كتابه "العمارة الإسلامية في اليونان" الصادر عن مكتبة الإسكندرية، وتقديم الدكتور مصطفى الفقي؛ مدير مكتبة الإسكندرية، ويرسم الكتاب تصورا كاملا تقريبًا عن القيمة التاريخية والمعمارية لهندسة المساجد المعمارية والتاريخية في اليونان، ودورها في كل من تاريخ العمارة اليونانية والعثمانية، ومكانها في تاريخ العمارة الإسلامية ككل.