مشروعات "الوهم" في بني سويف.. "مدينة الدواء" تحت الدراسة.. النقل الجماعي أنتهى قبل أن يبدأ.. و"الغابة الشجرية" مشروع كل المحافظين

مع تسلم المهندس شريف حبيب، محافظ بني سويف، مسئولية المحافظة، منذ عامين تقريبا، دخل فى مناقشات ومباحثات مع مسئولى المحافظة وقادتها التنفيذيين والطبيعيين، ونواب البرلمان، للتعرف على مشكلات المحافظة، التى يعاني منها مواطنوها، لبحث مقترحات حلول لها يبدأ أولى خطواتها مع بداية عهده بالمحافظة، وخرج المحافظ فى عدة بيانات إعلامية توضح البدء فى تنفيذ عددًا من المشروعات، وبعد مرور ما يزيد عن عامين رصدنا أن المشروعات لن تتعدي مرحلة البيانات الإعلامية ومازالت تحت الدراسة .

ـــ مدينة الدواء

يأتي مشروع مدينة «الدواء» بعدما أعلن المحافظ أنه اكتشف تميز بني سويف فى إنتاج النباتات الطبية والعطرية، وأن هذا النوع من الإستثمار الزراعي الصناعي هو الأمل في انتشال بني سويف من أزماتها الاقتصادية، وسيضعها في مصاف المناطق التجارية العالمية، مؤكدًا أنه يعكف على دراسة مشروع مع عدة جهات، لإنشاء أكبر مجمع "زراعي- صناعي" على مساحة 69 ألف فدان، يستكمل المراحل الأخيرة لصناعة النباتات الطبية، التي تتوقف في بني سويف عند مرحلة التسويق الخارجي.

وأوضح المحافظ أنه يطمح في مرحلة "استخلاص المادة الفعالة" التي ستحقق ربحا لا يقل عن 250 ألف جنيه لكل فدان، لهذا فهو شغلى الشاغل في الفترة الحالية، أقوم بجمع بيانات وإعداد دراسات وأبحاث حول الفكرة التي ستكون بمثابة الحلم الذي سينقل بني سويف نقلة تاريخية.

واجتمع المحافظ مع المزارعين في هذا المجال، لمناقشة المشكلات والصعوبات التي تواجههم، وبحث الحلول المناسبة لها، ووضع آليات تقديم الدعم الفنى لهم في هذا المجال، بهدف زيادة المساحات المزروعة بالكميات والأصناف عالية الجودة، والتي يزداد عليها الطلب داخليا وخارجيًا، مؤكدًا أن النباتات الطبية والعطرية تستحوذ على نسبة 40% من إجمالى صادرات مصر من هذه الزراعات، حيث تحقق المحافظة حاليا صادرات بقيمة تقارب 60 مليون دولار، وتستهدف تحقيق صادرات بمقدار «عشرة أضعاف» عند تنفيذ المجمع في المراحل الأولى القابلة للتوسع.

وعقد المهندس حبيب، عدة لقاءات وإجتماعات مع وزارة الصناعة لبحث الخطوات العملية والبحثية لتنفيذ المشروع، ووضع دراسة شاملة حول إنشاء هذا المجمع الصناعى، والترويج له على كافة المستويات، وتحديد الاحتياجات الفعلية والمطلوبة للتنفيذ، وناقش المحافظ مع الوفد الخطوط العريضة وخطة العمل والمتطلبات الإجرائية، والأبحاث المطلوبة واللازمة لتوفير المعلومات لوضع المقترحات والخطوات العملية المناسبة لتنفيذ المشروع وفق برامج زمنية محددة.

وتواصل «حبيب» مع ممثلون لشركات عالمية تعمل في مجال الصناعات القائمة على النباتات الطبية والعطرية، وشركة أمريكية تعمل في مجال تصنيع أجهزة استخلاص المواد الفعالة، ومدير شركة ميباكو للأدوية والنباتات الطبية، لبحث آليات الاستفادة من نشاطها في مجال إدخال التكنولوجيا الحديثة في استخلاص المواد الفعالة من النباتات الطبية والعطرية، لاستخدامها في الأغراض الصناعية المتنوعة القائمة على هذا النوع من النباتات، سواء في المجالات الطبية والعلاجية ومستحضرات التجميل والعطور والزيوت، حيث طالبهم المحافظ بإعداد دراسة جدوى شاملة عن المشروع، بداية من المواد الخام والنباتات الطبية والعطرية المنزرعة وصولا إلى المنتج الجاهز للاستخدام المحلي أو التصدير.

ومؤخرًا أعلن المحافظ، أن المشروع وافقت عليه اللجنة الوزارية للإنتاج مؤخرا، خلال اجتماع برئاسة رئيس الوزراء وحضور 5 وزراء، هم: الإنتاج الحربي والاستثــمار والصناعة والزراعة والصحة" وعدد من ممثلي الجهات المعنية، مؤكدًا أنه سيحدث نقلة نوعية في مجالات الزراعة والصناعة والعمران، ومن أهم عوائده توفير العديد من فرص العمل، وزيادة حصيلة الدولة من النقد الأجنبي، مما يساهم بشكل كبير في دعم الاقتصاد القومي.

ومع الجولات التفقدية التى قام بها المحافظ للأرض المخصصة للمشروع اكتشف وجود تعديات عليها من بعض الأهالى وبعض الشركات، قامت بزراعة أجزاء من تلك الأراضي، الأمر الذى أدى لتعثر المشروع الذى يمثل الأمل فى الإصلاح الإقتصادي بالمحافظة، ما دع المحافظ إلى التواصل مع الأجهزة الأمنية لإزالة تلك التعديات، ضمن حمة إسترداد الأراض التى شهدتها المحافظة مؤخرًا، ولكن أزالت المعدات تعديات على ما يقل عن 10 أفدنة فقط، الأمر الذى تسبب فى التوقف عن البدء فى المشروع، الذى أكد المحافظ أنه يمثل نقلة حضارية للمحافظة في مختلف المجالات وله العديد من الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية والعمرانية حيث سيحدث تنمية شاملة بالمنطقة، بعد إنشاء منطقة خدمات متكاملة على بعد نحو 30 كم من المنطقة، ويحقق صادرات تصل لـ600 مليون دولار ويوفر 250 ألف فرصة عمل .

ـــ النقل الجماعي

مع تزايد مشكلات الزحام والمواصلات بالمحافظةـ أعلن المحافظة عن إحياء مشروع النقل الجماعي، للقضاء على بلطجة وتجاوزات سائقي السرفيس، مؤكدًا أنه خلال أيام سيتم تشغيل 30 سيارة أجرة لنقل الركاب «ميكروباص، ميني باص» للعمل داخل المحافظة من خلال الجمعيات والمؤسسات الأهلية.

ونشرت محافظة بني سويف، إعلانًا للجمعيات الراغبة للدخول فى المشروع، واشترط الإعلان الذى وزعته المحافظة على الوحدات المحلية، أن تكون الراغبة في التقديم مشهرة داخل المحافظة وأن تكون خدمة «نقل الركاب» من بين أوجه نشاطها، وأن يكون لديها القدرة على شراء السيارات وتشغيله، كما أشترط الإعلان أن تكون السيارات حديثة الصنع ولم يسبق ترخيصها، يتم توزيعها بواقع سيارتين لذوى الاحتياجات الخاصة و5 داخل مدينة بني سويف و5 بشرق النيل و18 سيارة من مدينة بني سويف لباقي المراكز بمعدل 3 سيارات لكل مركز.

وبدأت المحافظة فى الإعلان عن المرحلة الأولى من مشروع النقل الجماعي المنظم بالمحافظة، بالتنسيق مع مؤسسة نهضة بني سويف، التى دعمت المشروع بسيارتين "مينى باص" مخصصة للسيدات بهدف التيسير عليهن وطالبات الجامعة وتقديم خدمة نقل متميزة ولائقة وتتمتع بمستوى عال من الراحة والأمان لتمثل هذه التجربة بداية وخطوة فعلية لمشروع النقل الجماعي.

وبعد مرور عام ونصف تقريبا أكتشف أهالى المحافظة أن الإعلان كان عن مشروعًا وهميًا واختفي الأتوبيسين من خطوط سيرهما، ولم يتحرك مشروع المحافظ خطوة واحدة، بعد أن أعلن "حبيب" أنه خلال أيام سيحتفل مع مواطني المحافظة بمشروع النقل الجماعي، ولكن مرت الأيام والشهور التى تصل لـ17 شهرًا ولم يتحرك مشروع المحافظ خطوة واحدة.

ــ الغابة الشجرية

يأتى مشروع "الغابة الشجرية" التى تسعى المحافظ لإقامتها لحماية المواطنين من تلوث مصانع الأسمنت، حيث بدأت المحافظة فى تنفيذة خلال شهر يوليو من العام الماضي، بهدف إيجاد أسلوب أمثل وآمن للتخلص من مياه الصرف الصحي المعالجة وخدمة المنطقة الصناعية ببياض العرب فضلا عن توفير فرص عمل لعدد كبير من شباب المحافظة، حيث سيقام المشروع علي مساحة 3 آلاف فدان وبتكلفة تصل إلي 5 مليون جنيه علي 3 مراحل بالمنطقة الواقعة بين منطقة بياض العرب الصناعية وحتي حدود طريق الجيش الشرقي، علي أن تبدأ المرحلة الأولي علي مساحة 10 أفدنة كمرحلة تجريبية بتكلفة 900 ألف جنيه وذلك للبدء في عمل الدراسات وتجهيز الموقع للزراعة المحاصيل المختلفة علي مساحة المشروع، ولم يحدث تقدم في جداول تنفيذ المشروع.

ـــ عبور بني سويف

اختتمت بني سويف سلسلة مشروعاتها الوهمية، بمشروع المنطقة اللوجستية لتجار الخضر والفاكهة على غرار سوق "العبور"، حيث أعلن المحافظ عن البدء فى تنفيذ المشروع منتصف ديسمبر الماضي، على طريق فرعي يربط الطريق الصحراوي القديم بطريق الجيش الحر على مساحة 39 فدانا بتكلفة إجمالية تقارب الـ 75 مليون جنيه، على أن تضم مكونات المنطقة التجارية والخدمات المركزية والمرافق، والتي تضم مناطق لإعداد الخضراوات والفاكهة للتصدير وإعداد الخضار والفاكهة للسوق المحلية وأسواق الجملة ومحال للبيع القطاعي (التجزئة) وأماكن الثلاجات، بالإضافة إلى المباني الإدارية (إدارة السوق وفروع الإدارات المختلفة ) والمنطقة المخصصة للمرافق من أعمال الصرف الصحي والمياه والكهرباء والطرق وتدوير المخلفات الصلبة بخلاف الطرق الداخلية للمنطقة ومناطق انتظار الشاحنات ووحدة إسعاف.

وأشار المحافظ خلال إعلانه عن المشروع، أن المخطط العام للمنطقة على أحدث نظم تقنية حديثة وإعداد مخطط تفصيلي للمنطقة لتكون دراسة جدوى المشروع دقيقة وواضحة مع مراعاة الاشتراطات البيئية، بما يتناسب مع طبيعة المحافظة، بالإضافة لوضع الأسس الفنية اللازمة لتوفير الإضاءة للمشروع عن طريق الطاقة الشمسية، مشددا على ضرورة دعم المكتب الاستشاري بالمعلومات الفنية والدقيقة لتسهيل إعداد المخططات، ولكن مازال المشروع لم يخرج عن كونه فكرة لم تدخل حيز التنفيذ حتى الآن.

نقلا عن العدد الورقي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً