"جاريد كوشنر" شيطان الفوضى في الشرق الأوسط.. كواليس إقالة "بن نايف".. رسالة من أوباما تسبب في الإطاحة به.. و"بن سلمان" كان هدف صهر "ترامب" بعد اجتماع سري في "البيت الأبيض" (1-3)

كتب : سها صلاح

بعد أيام قليلة من تنصيب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، جلس جاريد كوشنر ليقرر كيفية إعادة تشكيل الشرق الأوسط، ووعد ترامب بتحويل شامل للمنطقة.

وقال الكاتب الأمريكي "دكستر فيلكينز" في صحيفة " ذا نيوركر" أن "ستيف بانون"، كبير معاوني ترامب حينها في حملته الانتخابية ، أن خطتهم "كانت هي القضاء على خلافة تنظيم داعش في العراق وسوريا"، و أضاف لـ" فيكينز" إن مبادرة دول الشرق الأوسط ، كما يقول بانون ، كانت واحدة من النقاط القليلة لكسب شعبية لترامب لوضع قدمه في البيت ، و"كان جاريد كوشنر وأنا في حالة حرب على عدد من الموضوعات الأخرى ، ولكن ليس هذا بشكل خاص".

-لغز "جاريد كوشنر":

وكشف الكاتب الأمريكي أن "كوشنير"، صهر ترامب، كان مسؤولاً عن السياسة في المنطقة، ولم يكن لديه خبرة في الدبلوماسية أو في السياسة الشرق أوسطية، ففي الـ26 عاماً من حياته أمضى حياته العملية في إدارة المشاريع العقارية في نيويورك ونيوجيرسي وإدارة نيويورك أوبزرفر "الصحيفة الشعبية".

في قاعة المؤتمرات في البيت الأبيض ، ألتقى كوشنر مع مساعدين من مجلس الأمن القومي، وقال المسؤول السابق في وزارة الدفاع: "لقد أخرجنا الخريطة وقيمنا الوضع ،وقمنا بمسح المنطقة، وتوصلنا إلى أن شمال الشرق الأوسط تسيطر عليه إيران في إشارة إلى "حزب الله" في لبنان.

وفي العراق ، كانت الحكومة ، تحت سيطرة طهران ايضاً، ولكنهم وضعوا ذلك الجزء جانباً بشكل مؤقت، ولكن التركيز الأكبر كان على السعودية حيث أكد الجميع خلال الاجتماع أنه لا نجاح في الخليج دون السعودية .

وهذا عكس النهج الذي أتبعه باراك أوباما، حيث كان دائم الاعتراض على سياسة السعودية الداخلية، حيث كان يريد خلق توازن بين الرياض و طهران.

-الهدف الأول "محمد بن سلمان":

وأضاف الصحفي الأمريكي بناءاً على مصادره، أن "ترامب" و "كوشنر" لم يريدا تحقيق هذا التوازن بل أرادوا قوة السعودية ضد إيران لما تسببه طهران من مخاوف لإسرائيل وأمريكا والسعودية في اليمن و بعض الدول الأخرى بسبب إرهابها و سلاحها النووي الذي تملكه، فكان الحل في "محمد بن سلمان".

وتابع الصحفي: على الرغم من أن "بن سلمان" يبلغ 31 عاماً فقط لكنه من أقوى الشخصيات في المملكة، فهو نجل الملك الحالي و كان وزيراً للدفاع ورئيس اللجنة التي رسمت اقتصاد المملكة، شاب أراد أن "يفطم" المملكة من إدمانها في الاعتماد على التفط فقط في اقتصادها، كما بدأ بالإطاحة بالأفكار التي أعتبرها تقليدية، والأهم من ذلك أنه رأى نظام الملالي كالنظام النازى لهتلر وهذا الفكر سهل المهمة كثيراً على "كوشنر" فالأهداف واحدة إلى حد كبير، وأزمة التحالف مع السعودية يمكنها أن تنفرج، كان هذا رأي "كوشنر".

-رسالة ترامب لقادة المنطقة:

ولم يلبث "كوشنر" أن ينتظر فبدأ في محادثات عبر الهاتف والمراسلة عبر البريد الإلكتروني لتوطيد علاقته مع الأمير الشاب لتحقيق هدفه، حتى جاءت الفرصة وكانت أول رحلة لصهر ترامب للرياض حينها تسامر الرجلان حتى الفجر وناقشا مستقبل الدول.

وتابع: أخبرني "بانون"، أن "كوشنر" و"ترامب" ارادا أن يوصلا رسالة لقادة المنطقة من خلاله، وهي أن الوضع الحالى في المنطقة يجب أن يتغير، وكان الرسالة نصاً من الرئيس ترامب لقادة المنطقة " سنساندكم ، لكننا نريد العمل ، والعمل "، ولكن لم يبدي أحد أهتمامه بالرسالة سوى ولي العهد السعودي الذي رأى في امريكا وكيلاً للتغيير الذي أراده.

-سر الإطاحة بـ"محمد بن نايف"- والغرف المغلقة:

كان الملك عبد العزيز هو الشخصية المركزية في المملكة السعودية الحديثة ، بعد أن وحد المملكة في عام 1932، وفي الأربعينيات، فتح البلاد لإنتاج النفط على نطاق واسع بمساعدة الشركات الاجنبية، وبعد لقاءه مع الرئيس فرانكلين روزفلت على مدمرة أمريكية في البحر الأحمر، أقام تحالفاً مع الولايات المتحدة ، وكان الاتفاق أن السعوديون يضمنون الحصول على النفط ؛ مقابل حفاظ الولايات المتحدة على أمن السعودية من الأعداء الأجانب.

وفي عام 2015 ،عندما توفي خليفته الملك عبد الله ، تولى شقيقه سلمان العرش، وكان ولى العهد شقيقه الأصغر "مقرن بن عبد العزيز".

وقال الصحفي الأمريكي نقلاً عن "رشيد الخالدي " استاذ التاريخ في جامعة كولومبيا أن الملك سلمان بن عبد العزيز كان لديه ملف على الجميع، حيث كان له سياسة مختلفة كان يريد تطبيقها و بدأ التغييرات بعد العام الأول حيث أزال شقيقه وولي عهده "مقرن" وأرسله إلى التقاعد ؛ ورفع ابن أخيه محمد بن نايف ليخلفه ، وجعل ابنه ، محمد بن سلمان ، نائب ولي العهد.

كان "بن نايف" اختيارًا قويًا لسنوات، فقد شغل منصب وزير الداخلية، بعد هجمات 11 سبتمبر 2001 ، قد ترأس معركة شرسة مع تنظيم القاعدة ، حيث بدحر المتمردين.

وفي عام 2009 ، ردت الجماعة بإرسال مهاجم انتحاري لقتل "بن نايف" ، الذي أصيب في يده، حينها انشأ علاقة وثيقة بالمسؤولين الأمريكيين بعدها، وكان شخصاً محبوباً في إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما.

وتابع: أخبرني "جوزيف ويستفال"، سفير الولايات المتحدة في المملكة السعودية من عام 2013 إلى عام 2017 ، أنه كلما قدم سلمان نجله "محمد" إلى شخص غريب قال ، بكل فخر، "هذا هو ابني"، حينها كان يحضره ليكون ولياً للعهد لكن لم يكن أحداً يرى تلك الخطوة.

ومع مرور الوقت أعطى الملك سلمان صلاحيات واسعة لنجله بشكل تدريجي حيث كان نائب ولي العهد، ثم تقلد منصب وزير الدفاع ورئيس مجلس التخطيط الاقتصادي، ورئيس شركة أرامكو، وشركة النفط الوطنية.

ولأن المملكة أحطاها الكثير من المخاوف بسبب اعتماد اقتصادها على النفط فقط، والفكر الوهابي الذي منع الكثير من ممارسة حقوقهم، وفقاً لحديث الصحفي الأمريكي، فابتكرت شركة "محمد بن سلمان" رؤية 2030، لإجراء تحول كبير في الاقتصاد والمجتمع السعودي، بالعمل مع الاستشاريين من شركة McKinsey & Co. ، ووضعوا أهدافًا قابلة للقياس كي يتم تحقيقها في السنوات القادمة.

سيشجع النظام الجديد الاستثمار الأجنبي ، وخصخصة الصناعات المملوكة للدولة ، بما في ذلك قطاع النفط، سيتم زيادة القوى العاملة من قبل عدد متزايد من النساء ، جنباً إلى جنب مع المنظمات غير الربحية والمتطوعين التفكير المدني.

وللإعلان عن الخطة ، أجرى "محمد بن سلمان" عدة زيارات إلى الصين وروسيا والولايات المتحدة ، حيث التقى بمجموعة من مديري التكنولوجيا ، بما في ذلك مارك زوكربيرج، في تجمع من أصحاب رؤوس الأموال البارزين في فندق فيرمونت ، في سان فرانسيسكو ، تحدث "بن سلمان" بصراحة عن آفاق وطموحات السعودية في هذا الوقت كان "بن سلمان" مازال نائباً لولي العهد.

وفي أبريل 2016 ، عندما قام الرئيس السابق أوباما بزيارته الأخيرة إلى السعودية ، جلس مع الملك سلمان في مواجهة بعضهما البعض ، حيث تجمع مساعدوهما حولهم.

لاحظ مستشارو أوباما أنه في كل مرة تحدث فيها الرئيس ، توقف سلمان ، قبل أن يجيب ، وكان "محمد بن سلمان" حاضراً ويكتب بعض الملاحظات على "الايباد " الخاص به ، وعندما انتهي قرأ الملك سلمان تلك الملاحظات ثم رد على اوباما، حينها شعر الرئيس الأمريكي السابق أن الملك سلمان بدا في تنفيذ خطة وضع نجله على مقاليد الحكم.

أما في اجتماع آخر، بنفس الزيارة، تطرق أوباما للحديث، موجها كلامه إلى الملك سلمان، لاعتقال المدونين وإعدام متظاهرين شيعة، وتحدث عن أن "الولايات المتحدة باتت تواجه صعوبة في الدفاع عن السعودية"، بحسب ما نقلته المجلة عن عدد من المسؤولين الأمريكيين.

وقال المسؤولون: "بعد كلمات أوباما، قام فجأة محمد بن سلمان من على مقعده وانفجر غاضبا في وجه أوباما، معربا عن استيائه من كلماته تلك".

وتابع: "فجأة وجدناه وقف، موجها عبارات غاضبة لأوباما: أنتم لا تفهمون نظامنا القضائي، يمكننا أن نقدم لكم إحاطة إعلامية كاملة بما يحدث في بلدنا".

ووصف المسؤول الأمريكي الموقف: "كان غريبا جدا، لم يعهده أوباما أبدا".

حينها أرسل اوباما لـ"محمد بن نايف" رسالة سرية أن الإطاحة به ستكون قريبة و يجب أن يتحرك سريعاً، وازداد التوتر داخل أروقة القصر الملكي، وبدأ "بن سلمان"بتقليص قوة منافسه وساعد على ذلك إدارته للجيش والاقتصاد و صلاحيته الواسعة، فبدأ بتزاحم "بن نايف" في مهامه، وحرمه من معظم موظفيه، حتى جاء يوم الإطاحة به بعد أن واجهه الملك بمحاولة الانقلاب عليه بعد رسالة اوباما، وأكد له أنه سيسامحه على ذلك مقابل التنازل عن ولاية العهد دون مشاكل داخلية لـ"بن سلمان" ومباركته لذلك.

وبدأت حقبة "بن سلمان" مع الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب ، وصهره "جاريد كوشنر" الذي وصل لمراده، بتنصيب "بن سلمان" ولياً للعهد لتغيير دماء المملكة، و تنفيذ الخطة الجديدة بالتعمق أكثر في الخليج.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً