استقبلت مكتبة الإسكندرية، صباح اليوم الأربعاء، 40 طالبًا من طلاب معاهد البخاري الأزهرية، وذلك في إطار برنامج "عقل مضيء"، الذي تنظمه مكتبة الإسكندرية للطلاب في المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية من جميع أنحاء الجمهورية.
وقام الطلاب بجولة في المكتبة الرئيسية، واستمعوا لشرح حول عالم المعرفة الرقمي ومعرض تاريخ الطباعة ومعرض الخط العربي ومعرض شادي عبد السلام، كما زاروا متحف المخطوطات ومتحف الآثار، ومعرض الفن الشعبي وكتاب الفنان، كما استمتع الطلاب بعروض فنية وموسيقية في قاعة الاستماع والاستكشاف، وعرض البانوراما الحضارية.
وشاهد الطلاب في نهاية الزيارة عرض فيلم "عقل مضيء" في القبة السماوية؛ الذي تدور قصته حول العالم العربي الشهير الحسن بن الهيثم، وأهم إسهاماته في مجال علم البصريات، والتي أسست فيما بعد لصناعة التلسكوبات وانطلاق علم الفلك. كما يلقى الفيلم الضوء على أفكار ابن الهيثم عن قوانين الضوء وفكرة المشاهدة وتكوين الصورة داخل عقل الإنسان، والتي استندت عليها فكرة صناعة الكاميرا وتطور تقنيات التصوير فيما بعد.
وكان الدكتور مصطفى الفقي، مدير مكتبة الإسكندرية، قد أعلن في مطلع عام 2018 أن المكتبة ستوجه طاقاتها للشباب والفئات العمرية الأصغر، وستعمل على التواصل مع المؤسسات الدينية لتنظيم زيارات مكثفة وبرامج خاصة لهم في المكتبة، بهدف تقديم برنامج ثقافي مدروس فكريًا تنويريًا، يواجه آفة التطرف، ونشر ثقافة التسامح والمواطنة وقبول الآخر في المجتمع.
وقد صُمم برنامج "عقل مضي" ليخلق وعي وطني لدى الأجيال الجديدة يُمكنها من مقاومة الحراك الفكري لجماعات العنف والتطرف لاستقطابهم، ومن خلال هذا المشروع سيتعرض التلاميذ لتجربة ثقافية وعلمية لا تشملها تجربتهم المدرسية اليومية وذلك من خلال فريق عمل ذو كفاءة ومهنية لتشجيع الطلاب على استكشاف وتنمية المهارات وبث روح الابداع والابتكار لديهم.
وتنظم مكتبة الإسكندرية هذا البرنامج الموجه للطلاب في المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية بمحافظات مصر المختلفة، عن طريق استضافتهم لمدة يوم واحد داخل المكتبة؛ لفتح آفاق جديدة أمامهم ولإعادة ربطهم بمفردات الثقافة المتنوعة وتحفيز قدراتهم الإبداعية والعلمية، فالأطفال هم أهم عناصر المستقبل وهم بناة الأوطان، فيجب علينا أن نعمل على تنمية عقولهم منذ الصغر حتى يشبوا على الانفتاح على الآخر، لخلق جيل قادر على التعامل مع تحديات العصر.
وتؤمن المكتبة أنه يجب البدء مع أبناء الجيل الجديد منذ المرحلة الابتدائية في إطار برنامج متكامل يبني كل عام على المعرفة التي تم ترسيخها لدى الفئة العمرية المستهدفة وحتى سن الجامعة.
ويهدف المشروع إلى بناء مواطن منفتح على الثقافات المختلفة وروافد المعرفة المتعددة، مواطن يعتز بمصريته، قادر على التعامل مع تحديات العصر ومتملك من أدواته، مواطن يؤسس لمستقبله بإرادته بمنهج علمي ووعي بالتطورات العلمية والثقافية على الساحة الدولية.