"الحوت الأزرق" تلتهم المراهقين.. وبرلمانيين: الأسرة السبب.. دار الإفتاء منوطة بالتصدي لها.. نشرع قانون للتصدي لها

حالة من الجدل الشديد أصابت المجتمع المصري، فور إعلان عبير حمدي الفخراني نجلة البرلماني السابق حمدي الفخراني، عن سبب إنتحار أخيها "خالد"، حيث أكدت أنه كان يلعب لعبة "الحوت الأزرق"، عبر شبكة الإنترنت.

وكشفت "عبير" ذلك الأمر بنشرها أوراق عليها طلاسم بغرفته، تفيد بأنه مارس تلك اللعبة الشيطانية، وبالنظر إلي لعبة "الحوت الأزرق"، نجد أنها مستوحاه من ظاهرة حيتان الشاطىء، ويقول البعض أن هذه الحيتان تقوم "بالانتحار" طوعيةً، غير أن أصل هذه الظاهرة لا يزال محط جدل.

وتتطلب اللعبة تنفيذ تحديات تستمر لمدة 50 يوم، وهذه اللعبة تحتاج للاتصال عبر الإنترنت، كما ينبغي على اللاعب إرسال صورة أو فيديو يدل على إتمام المهمة لكي يتابع إلى التحدي التالي، وعادة تتطلب تلك التحديات المؤذية رسم الحوت على ورقة أو الاستماع إلى موسيقى حزينة في الليل، كما تدعو إلي الضرب والخدش، والأسوأ من هذا كله هو التحدي الأخير الذي يدعو إلى الانتحار.

أما عن انتشار لعبة الحوت الأزرق في مصر، نجد أن انتشارها بين المراهقين أصبح يمثل خطورة بالغة تهدد حياة أبنائنا، فلم يكن نجل البرلماني السابق وحده من مارس تلك اللعبة وأدت إلي إنتحاره؛ حيث شهدت محافظة الجيزة في إمبابة أول حالة وفاة بسبب لعبة الحوت الأزرق، حيث أقدم شاب في الثلاثين من عمره على قتل والده، بعد أن تلقى أوامر من المسئولين عن اللعبة بتنفيذ هذه الجريمة.

كما أن الدول العربية لم تسلم من شر تلك اللعبة؛ حيث في الجزائر أقدم طفل في التاسعة من عمره على الانتحار، بعد أن تجاوز كل مراحل اللعبة ووصل إلى تحدي الموت، لف حبلا حول عنقه داخل حمام المنزل وشنق نفسه بطريقة مثيرة، وأيضًا في السعودية أقدم طفل يبلغ من العمر 13 عاما، على الانتحار فى ظروف غامضة، حيث قام بربط عنقه بحبل داخل المنزل، وعندما تم تفتيش غرفته وجد جهازه مدون عليه لعبة الحوت الأزرق، كما أقدم طفل في الحادية عشرة من العمر بمعتمدية بوفيشة على محاولة الانتحار شنقا بسب لعبة الحوت الأزرق.

وإليكم هذا التقرير الذي يرصد أبرز ردود أفعال لجان "الاتصالات، والثقافة والإعلام، والشئون الدينية" بمجلس النواب، حول ظاهرة الحوت الأزرق وكيفية التصدي لها بكافة الوسائل الممكنة..

* قانون جرائم التكنولوجيا سيمنع لعبة الحوت الأزرق:

قال النائب تادرس قلدس، عضو لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمجلس النواب، اليوم الأربعاء، إن لعبة "الحوت الأزرق" التي تسببت في انتحار نجل البرلماني السابق حمدي الفخراني، سيتم التصدي لها ولجميع الألعاب المضرة، التي تنتشر خلال مواقع التواصل الاجتماعي.

وأشار "قلدس" إلى أن لجنة الاتصالات بالبرلمان تناقش مشروع قانون جرائم التكنولوجيا؛ حيث سيتصدى لمثل هذه الجرائم، ولكن هذا القانون يحتاج إلى بلاغ كي يتم تفعيله ومعاقبة المتسبب في إلحاق الضرر بأبنائنا.

وأوضح "قلدس"، في تصريح خاص لـ "أهل مصر"، أن اللجنة ناقشت 27 مادة من مشروع قانون جرائم التكنولوجيا، ومن المقرر مناقشة الـ19 مادة المتبقية من القانون، مؤكدًا أن أي مواقع بها ضرر للناس من حق الحكومة أن تمنعها بشرط أن يكون هناك بلاغ، ومن ثم يصدر حكم على الجاني وتمت معاقبته كسائر الجرائم الجنائية الأخرى.

وأشار "قلدس" إلى أن هذا القانون سيتصدى أيضًا؛ للإشاعات والأفكار الإرهابية على مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها، لافتًا إلى أن غالبية الشباب الذين استخدموا مواقع التواصل الاجتماعي بشكل سلبي ومضر في سن المراهقة، لذا يجب أن تكون هناك رقابة من جانب الأسرة على أبنائها، متابعًا "النواب والحكومة مش هيعملوا كاميرات مراقبة بالشوارع أو بالبيوت"، بل يجب منع لعبة "الحوت الأزرق" وغيرها من الألعاب، التي تصل إلى أبنائنا عن طريق جروبات مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها.

* دار الإفتاء منوطة بالتحذير من خطورة لعبة الحوت الأزرق:

وفي نفس السياق قال عمر حمروش، أمين سر اللجنة الدينية بمجلس النواب، إن لعبة الحوت الأزرق، التي تسببت في انتحار نجل البرلماني السابق، وغيره من الشباب الغير واعي بدينه، يجب التصدي لها بكل حزم وقوة.

وناشد "حمروش" دار الإفتاء المصرية بإصدار تحذيرات قوية بشأن خطوة مثل هذه الألعاب المضرة، القائمة علي الطلاسم الشيطانية وإيذاء النفس البشرية التي كرمها الله سبحانه وتعالي.

وأكد " حمروش"، في تصريح خاص لـ"أهل مصر"، أن اللجنة الدينية بالبرلمان لم تتلقي أي مشاريع قوانين من شأنها تجريم تلك الألعاب الشيطانية، ولكن دار الإفتاء المصرىة هي المنوطة بإصدار قرارات تحذر من خطورتها، كما يجب علي الأسرة نشر التوعية الدينية وغرسها في نفوس أبنائها.

* لعبة الحوت الأزرق ناتجة عن غياب دور الأسرة:

وقال النائب تامر عبدالقادر، وكيل لجنة الإعلام والثقافة بمجلس النواب، إن ماحدث لنجل البرلماني السابق، نظرًا لإشتراكه في لعبة الحوت الأزرق، يؤكد أن هناك قصور في التوعية الأسرية وفي التعليم والثقافة بالمجتمع المصري.

وأضاف" عبد القادر"، في تصريح خاص لـ"أهل مصر"، أن السبب في إنسياق المراهقين وراء لعبة الحوت الأزرق وغيرها من الألعاب الضارة، التي تؤدي إلي الإنتحار، هو غياب الرقابة من الأسرة والمدرسة عليهم، مضيفًا أن رجال الدين يجب عليهم نشر الوعي بمنابرهم في المساجد وبرامجهم الدينية بمدي خطورة تلك الألعاب الشيطانية الضارة.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً