اعلان

وهم الانسحاب الأمريكي من سوريا.. ترامب يُدير اللعبة بذكاء.. فرض سيطرته على منافع النفط.. وخدع العالم بالحرب على الإرهاب

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
كتب : سها صلاح

بعد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن الخروج من سوريا خرج ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان" خلال حواره مع مجلة "ذا أتلانتك" الأمريكية لحث "ترامب" على البقاء في سوريا لحفظ التوازن، خاصة وأن خروج أمريكا في هذا التوقيت سيعمل على انتشار التشييع الإيراني في الشام.

فخرج أمس الرئيس الأمريكي ليكرر أبتزازه للسعودية بطلب دفع فاتورة بقاء القوات الأمريكية في سوريا، خاصة بعد ضغط الكونجرس على إدارة ترامب بالانسحاب.

ويقوم ما يقرب من 2000 جندي منتشرون حاليًا بالتدريب وتقديم المشورة والمساعدة في كثير من الأحيان للشريك الأمريكي الرئيسي ، وقال أحد المسؤولين الأمريكيين إنه ينبغي إعادة تقييم التورط كل 18 شهراً.

الهدف بعد الحرب هو منع الرئيس السوري بشار الأسد وشركائه الروس والإيرانيين من المطالبة بالمناطق ، أو إعادة تنظيم داعش، بينما تنهي القوات الأمريكية عملية إخماد المسلحين.

السعوديون، هم جزء من التحالف المناهض لتنظيم داعش الإرهابي ، لكنهم انسحبوا إلى حد كبير من القتال في سوريا في السنوات الأخيرة، ولكنهم سيوافقون على دفع فاتورة حرب أمريكا بالوكالة عنهم في سوريا، وكان "ترامب" قد طلب في 17 مارس الماضي 4 مليارات دولار من السعودية للمساعدة في تكاليف البقاء في سوريا، ويبدو أن السعودية وافقت على ذلك، خاصة بعد خروج البيت الأبيض بتصريح اليوم ببقاء القوات الأمريكية في سوريا، وفقاً لصحيفة النيوزويك الأمريكية.

حيث تكلفت خلال ثلاثة أعوام، حسب الأرقام الرسمية، 14 مليار دولار أمريكي.

-مخطط سوريا منذ عقود:

وقالت الصحيفة أن الإدارات الأمريكية منذ عقود وضعت نصب أعينها دولاً بعينها داخل المنطقة كانت عائقاً أمام مخططات الولايات المتحدة التوسعية في الشرق الأوسط.

ورغم دوافع أمريكا الظاهرة من الحروب في المنطقة، ومحاولتها لتغيير خريطة الشرق الأوسط، إلا أنها مازالت تبرر دخول قواتها في الدول العربية بذريعة محاربة الإرهاب.

وتقول الصحيفة إن أمريكا الآن تمتلك 7 قواعد عسكرية داخل سوريا فقط، ومن المفترض تحويلها في المستقبل إلى مراكز دائمة، للسيطرة على قوات سوريا الديمقراطية، لتحقيق أهداف تنافسية مع روسيا، وكرسالة لتركيا بأن واشنطن تستطيع التخلي عن قاعدة "إنجرليك" بوجود البديل في شمال سوريا، بالإضافة إلي دعمها للأكراد، لتقليص النفوذ الروسي والإيراني.

وأكدت الصحيفة أن الوجود الأمريكي في سوريا لا يهدف لإزالة تنظيم داعش الإرهابي من الخريطة، بل إن أمريكا تنظر إلى وجودها على أنه مسألة واستراتيجية، خاصة أن الصراع السوري تحول إلى صراع من أجل تقاسم النفوذ بين القوى الموجودة في المنطقة.

-سبب تراجع أمريكا عن قرار الأنسحاب:

التوصل إلي ما سعت إليه واشنطن بتمويل توسع نفوذها في الشرق الأوسط من دول الخليج، لحماية مصالحهم، كما حذر بعض أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي "ترامب" من سحب القوات الأمريكية من سوريا، معتبرين إياه "أسوأ قرار"، وسيؤدي إلى عودة تنظيم داعش وزيادة النفوذ الإيراني.

وأكدت الصحيفة أنه مازال هناك 3 آلاف مقاتل من تنظيم داعش في سوريا،كما أن سحب القوات الآن سيزيد اشتعال المنطقة بين تركيا والأكراد، وسيمنح دمشق للإيرانيين دون وجود أمريكي.

وفي سياق متصل، قالت صحيفة الـ"واشنطن بوست" الأمريكية أنها ليست المرة الأولى التي يخرج فيها "ترامب" بقرارات مفاجئة لا تصب في مصلحة الأمن القومي الأمريكي.

وأضافت أنه خلال مهرجان كبير في ولاية "أوهايو" فاجأ ترامب الجميع بإعلانه سحب القوات الأمريكية من سوريا، وبعدها بيوم واحد قرر تعليق مساعدات بقيمة 200 مليون دولار من المخصصات التي كانت قد وضعت لتنمية المناطق التي توجد فيه القوات الأمريكية بسوريا.

وتقول بعض المصادر للصحيفة أن هدف أمريكا الأكبر هو حقول النفط الموجودة في 30% من الأراضي السورية، وهذا يعطي نفوذاً أكبر لنا في مدينة منبج وحلب والشمال السوري، وبالتالي فقرار الانسحاب ليس موجود تماماً لدي الرئيس الأمريكي لأنه سيطلق يد روسيا على منابع النفط السوري، لكن تهديداته بالانسحاب ليست سوى لكسب نفوذا أكبر و أموالاً أكثر.

وإذا انسحبت أمريكا من قاعدتها في التنف جنوب سوريا، فهذا سيعطي إيران الفرصة الذهبية للسيطرة على الطرق البرية من دمشق إلى طهران وهذا سيزعج السعودية، لأن هذا سيزيد من نفوذها الإقليمي.

وأكدت الصحيفة أن تواجد القوات الأمريكية مهم جداً لواشنطن فهو يحجز لها مقعداً في تقرير مستقبل سوريا بما يوافق مصالحها.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
بث مباشر مباراة ليفربول ومانشستر يونايتد في الدوري الإنجليزي (لحظة بلحظة) | التشكيل