كرنفال الربيع والذى تشتهر به محافظة بورسعيد ويقام على مدار أعوام طويله أسرة خضير البورسعيدي منذ العودة من التهجير، ويعتبر مزارا سياحيا يقصده أهالى المحافظة وزوارها وأحيانا أجانب من جنسيات مختلفة في هذه الليلة التى تسهر فيها المدينة على أنغام السمسمية والأغانى الشعبية، حتى شروق الشمس .. للتعرف على الفكرة الساخرة التي يتناولها مسرح العرائس المصنوعة من القش والتى لا تصنع إلا في محافظة بورسعيد فقط والمشهورة بأسم "اللنبي".
يقول الفنان محسن خضير: فكرة مسرح "اللنبي" في شم النسيم للعام الحالي عن سلبيات الفيسبوك بوك، حيث أنه الأغلبية يستخدموه للهجوم علي أخرين وتوجيه السباب لهم، والاتهامات والتشهير بالأخرين، وتحول موقع للتواصل الاجتماعي إلي موقع للهدم الاجتماعي ووتسبب في انفصال العديد من الأزواج أصبحت هناك أسر تظهر خلافاتها عليه.
أما محمد السعيد - مصمم عرائس - فيقول "هذا العام عن الطلاق والخلع اللذان انتشرا في بورسعيد بشكل كبير جدًا وأصبحت بورسعيد أعلي معدل طلاق في مصر".
ويتابع السعيد أن الفكرة جاءت بناء على طلب عدد كبير من المواطنين فالطلاق والخلع يمثل خطورة علي المجتمع المصري بشكل عام والبورسعيدي بشكل خاص، وسيتم الحديث من خلال العرائس علي تأثير الانفصال علي الأبناء مثل تشريدهم أو تحول معظمهم إلي منحرفين أو معقدين نفسيًا.
يذكر أن أول شخصية جسدتها عائلة خضير البورسعيدية شخصية الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وشارون، بالإضافة لتجسيد العديد من القضايا الاجتماعية والجماهيرية التي لاقت حب واستحسان الجمهور البورسعيدي كقضايا الدروس الخصوصية وحرامي الغسيل وغلاء اسعار اللحوم وشبكات المحمول وقضية الادمان وآثار المخدرات السلبيه الخطيره علي المجتمع والمستشفيات الاستثماريه وقضايا الفساد ونهب الدوله واطفال الشوارع والتسول والمتسولين الذين ياتون الي بورسعيد عبر القطار وغيرها من القضايا الجماهيريه التي تهم المجتمع، والتي قام بعرضها علي مسرحه الشهير وحرق الدمية المصنوعة من القش مع ليلة شم النسيم حينذاك صارت الدمية والحريق عادة بورسعيدية اصيلة يحرص عليها أبناء المدينة الصغيرة سنويًا وتجتذب إليهم الآلاف من أبناء المحافظات المصرية الراغبين في الاحتفال بها كل عام.
وكان أول شخصية تم تجسيدها في بورسعيد هى الجنرال “أدموند لنبى”، الذي أوفدته بريطانيا عقب ثورة 1919 كمندوب سامٍ لها بمصر، وظل فيها لمدة ست سنوات عرف خلالها ببطشه بالمصريين وكانت سمعته تسبقه بما فعله مع أهل الشام وشيوخ القدس عندما كان قائدا لحملة بلاده هناك. ومن هذا المنطلق تولد كره أهل منطقة القناة للجنرال البريطاني، وفى بورسعيد اعتادوا حرق دمية مصنوعة من القماش تمثل “اللنبى” في يوم شم النسيم تعبيرا عن ظلمه وتنكيله بالمصريين.
مع بدء حفر قناة السويس في 25 إبريل 1859. وعندما ألقى اللورد “اللنبي” القبض على سعد زغلول عقب اندلاع ثورة 1919 وقرر نفيه وآخرين للخارج عن طريق ميناء بورسعيد، خرج أهل المدينة لوداعه، فمنعهم بوليس المحافظة بأوامر من اللنبى، ولكن أصر ثوار بورسعيد على العبور من الحصار بقيادة – الشيخ يوسف أبو العيلة، أمام الجامع التوفيقي والقمص ديمتري يوسف راعي كنيسة العذراء – واشتبكوا مع الإنجليز وبوليس القناة وسقط يومها 7 شهداء ومئات من المصابين وكان ذلك يوم الجمعة 21 مارس 1919.
وعقب تلك الأحداث، ربط أهل المدينة أحداث العنف بالعادة اليونانية فصنعوا دمية كبيرة من القش حاولوا أن تكون قريبة الشبه من " اللنبى " ، وحاولوا حرقها واعترضهم الإنجليز فعادوا فجر اليوم التالي، وحرقوها بشارع محمد على.
وأصبح مسرح العرائس السنوي الذي يقام أمام المحل مزار سنوي تشتهر به بورسعيد في ليلة شم النسيم ويحرص زوار المدينة على التعرف على الفكرة التي نتناولها كل عام والتى تكون مختلفه وتناقش المشاكل المطروحة على الساحه الدوليه والمحليه كل عام.