قالت الدكتورة هبة يوسف أستاذ ورئيس قسم الطب الشرعى والسموم الإكلينيكية بطب بورسعيد، يحتفل المصريون بعيد شم النسيم بالخروج إلى الحدائق والمتنزهات، وتناول الوجبات مثل الأسماك المملحة وعلى رأسها الفسيخ، تلك الأكلات التى قد تهدد حياة الإنسان.
وأضافت "هبة" في تصريحات صحفية لها أن خطورة التسمم بالفسيخ تكمن أنه يحدث من ميكروب بكتيريا لاهوائية تعيش فى التربة والرواسب البحرية، وعلى الأسطح غير النظيفة وتسمى (الكلوستريديم بوتيوليزيم)، ويتميز بتكوين حويصلات فى الظروف غير مناسبة، مثل الحرارة والحموضة الشديدة، أو عدم وجود الأكسجين وأثناء وجوده بالحويصلات يقوم بالتكاثر، وإنتاج مادة شديدة السمية، وتعتبر الأطعمة المعلبة أو الأغذية المخزنة بطريقة سيئة من أخطر الأطعمة التى تمثل خطورة على الإنسان.
وتابعت: يتم إعداد الفسيخ فى بيئة خصبة لنمو وتكاثر هذه البكتيريا المرعبة، وإنتاجها لأشد أنواع السموم خطورة، موضحة أن الأبحاث المعملية أثبتت أن المواد السامة التى تنتجها بكتيريا البوتيوليزم من أخطر، وأقوى المواد السامة، ويمكن تفهم هذا إذا ما عرفنا كيف تعمل هذه السموم، فهى تؤثر على الإشارات التى تصل بين العصب، والعضلة التى يتحد معها اسيتيل كولين (ناقلات الأعصاب الذى يحث العضلة على الانقباض) قبل وصوله إلى هدفه، أو يمنع إفرازه من النهايات العصبية بالأساس، ولسوء الحظ إن الأعصاب الأكثر نشاطا هى الأكثر تضررا ويوجد ثمانية أنواع من سموم البوتيوليزم حسب الأجسام المضادة التى تتكون بالجسم، 4 أنواع منها تسبب مرض للإنسان، وكل سلالة من الممكن أن تنتج نوع واحد من السموم، وهى عبارة عن بروتينات تقاوم الهضم بإنزيمات القناة الهضمية، واستهلاك كميات بسيطة من الغذاء الملوث بهذه السموم يؤدى إلى حدوث المرض فى مراحله المتقدمة، ويعتبر النوع (أ) هو أكثر الأسباب شيوعًا لحالات تفشى الوباء المنقولة بالغذاء، والنوع (ب وهــــ) يليها فى كثرة التسبب.
وتكمن خطورة التسمم بالبوتيوليزم، أن الأعراض لا تظهر كبقية أشكال التسمم الغذائى من قىء وإسهال، بل يحدث إمساك وشلل تنازلى تدريجى فى العضلات، يبدأ بالعضلات اللاإرادية للجفون مصحوبًا بتدلى الجفون، وزغللة فى العين بسبب إتساع حدقة العين لإصابتها بالضعف، أو الشلل، ثم عضلات الوجه، ويحدث فقدان فى ملامح وتعبير الوجه ثم العضلات المسئولة عن المضغ وعضلات البلع، بالإضافة إلى صعوبة فى الكلام ثم ينزل الضعف، والارتخاء إلى عضلات الرقبة، ويمتد الضعف بعد ذلك إلى الأطراف العلوية بداية من الكتف ناحية الساعد ثم الأطراف السفلى بداية من الفخذ وحتى القدم.