رائحة الدماء تفوح في مثل هذا اليوم من كل عام داخل مدرسة بحر البقر بمحافظة الشرقية، بالتزامن مع ذكرى المذبحة الأبشع والشاهد الأكبر على همجية العدو الصهيوني الذي أراد كسر صلابة الجبهة الداخلية وقت حرب الاستنزاف.
اليوم الأحد تحل ذكرى مذبحة بحر البقر بالشرقية، والتي توافق يوم الثامن من أبريل من كل عام، وقعت المذبحة عام 1970، ومنذ 48 عامًا يعيش أهالي قرية بحر البقر التابعة لمركز الحسينية بمحافظة الشرقية، ذكرى استشهاد ما يقرب من 30 طالبًا من أبنائهم والذين راحوا في عمر الزهور وإصابة ما يقرب من 50 طفلًا عندما شنّ الاحتلال الإسرائيلي الغاشم بطائراته الفانتوم الأمريكية هجومًا علي مدرسة بحر البقر بالقنابل والصواريخ.
قرية الدم والشهداء
"بطن البقر" قرية ريفية يعمل أهلها بالزراعة، ويتناقل الأجيال قصص المذبحة حتى لا يسنوا شهدائهم، ولم يبق من الذكرى سوي نصبًا تذكاريًا يحمل أسماء الشهداء ومدرسة تحمل اسم شهداء بحر البقر للتعليم الأساسي، بالإضافة إلي مستشفي بحر البقر التخصصي ووحدة محلية تحمل اسم الوحدة المحلية بشهداء 2 ببحر البقر.
وبداخل مدرسة بحر البقر للتعليم الأساسي نظم المسئولون عن المدرسة معرضًا لتخليد ذكرى الشهداء ولتعريف الأجيال القادمة بهذا الحادث الأليم وما قدّمه زملاؤهم من بطولات خلال تلك الفترة، وضم المعرض مجموعة من الكتب المُلطخة بدماء التلاميذ والكراسات ومجموعة من العرائس، إضافة إلي الشنط المدرسية القماش لتلاميذ المدرسة كأنها تتحدث عمّا حدث وتعتبر شاهدًا علي تلك الحادثة البشعة بكل ما تحملها الكلمات من معني.
ويقيم مركز الحسينية بمحافظة الشرقية، احتفالية عصر اليوم الأحد، لأحياء الذكرى 48 لمذبحة أطفال بحر البقر، وذلك بحضور عدد كبير من الشخصيات القيادية من أبناء المحافظة ونواب المركز.
وكانت وقعت مجزرة بحر البقر فى الثامن من أبريل عام 1970، حيث قذف العدو الصهيونى بطائرات فانتوم مدرسة بحر البقر الابتدائية المشتركة التى تقع بمركز الحسينية، وتتكون المدرسة من دور واحد وتضم ثلاثة فصول وعدد تلاميذهـا مائة وثلاثين طفلاً أعمارهم تتراوح من ستة أعوام إلى اثنا عشر عامًا.