ولي العهد السعودي يستكمل زيارته العالمية بالوصول لفرنسا.. توقيع 14 مذكرة تفاهم في كل المجالات بين البلدين غداً.. و"ماكرون" يسعي لإقناع "بن سلمان" باتفاق إيران النووي

كتب : سها صلاح

وصل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يوم الأحد إلى فرنسا في المرحلة التالية من جولته العالمية ، كامتداد لمساعيه الدبلوماسية في سعيه إلى إبراز صورة ليبرالية جديدة للمملكة.

وتأتي زيارة الأمير محمد بن سلمان الرسمية التي تستمر يومين والتي تبدأ يوم الاثنين بعد جولة أستغرقت أسابيع في الولايات المتحدة وبريطانيا ومصر حيث وقع مجموعة من الصفقات التي تقدر بملايين الدولارات.

وفي مدريد ، أعلن القصر الملكي أن ولي العهد سيتوجه إلى العاصمة الإسبانية يوم الخميس للقاء الملك فيليب السادس.

بالنسبة لفرنسا، يتعامل الرئيس إيمانويل ماكرون بشكل حذر مع الأمير الشاب في الزيارة المتوقع أن تركز على الروابط الثقافية والاستثمارات ، فضلاً عن الحرب الطويلة في اليمن.

وقال مصدر مقرب من وفد ولي العهد هذه ليست زيارة رسمية تقليدية،فالأمر يتعلق بإقامة شراكة جديدة مع فرنسا ، وليس فقط عقد الصفقات.

وقد خاض ماكرون أزمة إقليمية في نوفمبر الماضي عندما قدم رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري استقالته على شاشة التلفزيون من الرياض.

وكان ماكرون قد دعا الحريري إلى باريس لإجراء محادثات معه ، وقام منذ ذلك الحين بإلغاء استقالته.

كما يواجه ماكرون انتقادات متصاعدة بشأن تصدير الأسلحة إلى السعودية ، بما في ذلك مدافع سيزر المدفعية وبنادق القنص والمدرعات على الرغم من دور المملكة في الأزمة اليمنية.

يعتقد ثلاثة من أصل أربعة فرنسيين أنه من "غير المقبول" بيع أسلحة للسعودية ، بحسب استطلاع للرأي أجرته مجموعة بحثية مستقلة "يوجوف" الشهر الماضي.

وفي هذا الأسبوع ، ناشدت 10 جماعات حقوقية دولية ماكرون للضغط على الأمير محمد بسبب حملة القصف التي قادتها السعودية في اليمن.

كما تواجه ماكرون تحدي تعزيز العلاقات مع أكبر مصدر للنفط الخام في العالم مع إدارة العلاقات الإقليمية الأخرى في الشرق الأوسط.

وقال مصدر مقرب من وفد ولي العهد لوكالة فرانس برس أنه من المقرر توقيع 14 مذكرة تفاهم في مجالات الطاقة والزراعة والسياحة والثقافة بين المنظمات الفرنسية والسعودية.

وإلى جانب الاجتماعات مع الرئيس الفرنسي ورئيس الوزراء والمسؤولين التجاريين ، فإن وريث العرش السعودي يدرس أيضا زيارة إلى مقر شركة "فيتر" للتكنولوجيا في باريس، والحفل الموسيقي في جنوب إيكس أون بروفانس.

وقال برنار هيكل وهو استاذ في جامعة برينستون لوكالة فرانس برس بنسختها الانجليزية أن الامير محمد يسعى إلى اظهار المملكة سوق مفتوح للعمل.

وأضاف إنه يقوم بتسويق السعودية كشريك استراتيجي وتجاري للغرب وقوة استقرار في المنطقة مقارنة مع إيران المنافسة التي يقدمها كقوة مزعزعة للاستقرار.

تأتي زيارة الأمير محمد الأولى إلى فرنسا بعد فترة مضطربة في الداخل شهدت تغييرًا عسكريًا كبيرًا وتطهيرًا ملكيًا.

وقد استخدم الأمير البالغ من العمر 32 عاما ، جولته العالمية لإصلاح إصلاحاته بما في ذلك الرفع التاريخي للحظر على قيادة النساء، ودور السينما والحفلات المختلطة بين الجنسين ، وذلك عقب تعهده العلني بإعادة المملكة للإسلام المعتدل.

وبدعم من شركات الضغط العالمية والعلاقات العامة ، يسعى الأمير إلى إعادة تسمية السعودية من مملكة متشددة معروفة بتصدير إيديولوجية جهادية وإخضاع المرأة إلى "واحة حديثة".

وقال دينيس باوشارد من المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية لوكالة فرانس برس ان التحدي الماثل امام "ماكرون" هو اقناع ولي العهد أن التوصل إلى اتفاقية نووية مع إيران في عام 2015 كان من أفضل الاتفاقيات على الإطلاق.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً