لا يكتمل الاحتفال عند الكثيرين بعيد "شم النسيم"، والذي يحتفل به المصريون في كل عام، إلا بتناول "الفسيخ" و"الرنجة" والأسماك المملحة في هذا العيد، كما يقومون بتلوين البيض.
وتضم الإسكندرية أشهر بائعي الفسيخ في مصر والشرق الأوسط، حيث في كل عام يتنافس البائعون علي ابتكار أصناف وأشكال جديدة لأكلات الفسيخ بأسعار تنافسية لجذب المواطنين، خاصة في ظل غلاء الأسعار.
"أهل مصر" تجولت بين أشهر محلات الفسيخ بمحافظة الإسكندرية لرصد ما هو جديد في عالم "الفسيخ" هذا العام، حيث تصدرت "تورتة الفسيخ" المشهد، وكذلك سندوتشات الفسيخ "المخلي" و"الطرنشات بالزبدة".
مدحت همام، صاحب أول مطعم للفسيخ بالإسكندرية، يقول: "أنشأنا أول مطعم للفسيخ في الإسكندرية يضم وصفات جديدة للفسيخ، حيث يوجد سندوتشات "فسيخ مخْلي" وسندوتشات فسيخ "طرنشات وبالزبدة" وهو شئ جديد علي الزبائن ولاقي نجاحا كبيرا".
وأضاف همام، أنه عقب نجاح تجربة إنشاء مطعم للفسيخ، قاموا بافتتاح قرية كاملة بشرق الإسكندرية للفسيخ والأسماك فقط، كما ابتكروا وصفات جديدة للفسيخ مثل "تورتة الفسيخ" وفسيخ بالـ"كيت كات"، وأيضا سندوتشات "فسيخ ورنجة وسردين" في الخبز البلدي والسوري، كما يوجد أطباق "فسيخ بالحلويات".
وفي وسط الإسكندرية، وتحديدا في منطقة العطارين، يوجد العديد من محال بيع الأسماك المملحة كالفسيخ والرنجة والملوحة والسردين.
التقت "أهل مصر" خلال جولتها، "عبده فهمي" والشهير بـ"سي عبده"، صاحب محل "سلطان الفسيخ" أقدم محل لبيع الفسيخ في الإسكندرية، ويشهد دائما إقبالا كبيرا من قِبل المواطنين، وكان يتردد عليه كبار الفنانين والمشاهير.
يقول "فهمي"، إن المحل تم إنشاؤه منذ 200 عام، وأنه ورث الصنعة أبّاً عن جد "نحن ثالث جيل في المحل، وصناعة الأسماك المملحة قائمة في أساسها على التوريث، ونحن نورثها جيلًا وراء جيل"، ويضيف أنهم جميعا لديهم مهن أخرى، فأبنائهم أطباء ومهندسين، إلا أن الجميع يتقن الصنعة.
وأوضح "فهمي"، أنه خبير في الاستزراع السمكي، وقام بتمثيل مصر في الولايات المتحدة في مجال تربية الأسماك عام 1984؛ لأنه يُصدّر الفسيخ إلى الدول العربية، وأن المحل هو الوحيد الذي حصل على الشهادة التقديرية في مصر.
وأشار إلي أنه كان يتردد عليه الشيخ محمد متولي الشعراوي، وكذلك كبار الفنانين مثل "أم كلثوم، وشكوكو، ومحمد الكحلاوي" وأيضا رجال الثورة، كما يتردد عليه الآن العديد من الفنانين مثل "مصطفي قمر"، وغيره من الفنانين، والعديد من القيادات بالدولة، مشيرا إلي أن للمحل فروع أخري في مارينا ومحافظة البحيرة.
وأوضح أنهم لا يعتمدون في صناعتهم على شراء الأسماك من الخارج، بل لديهم مزارعهم الخاصة، حتي يطمئنون من أن مصدر السمك موثوق فيه ومُربي تحت أعينهم.
وتابع أنهم استعدوا لشم النسيم من خلال تقديم أنواع جديدة ولأول مرة من الأكلات مثل "الفسيخ السنجاري المخلي"، و"سلطة الرنجة" وهي عبارة عن كرفس وبقدونس ورنجة وبطارخ الرنجة والكافيار الروسي الأحمر والأسود.
كما تم ابتكار "تورتة سلطة الفسيخ" وهم متفوقون في صناعتها، وهي عبارة عن قطع صغيرة من الفسيخ (مكعبات) مع البصل والطحينة وزيت الزيتون مع الكافيار الأحمر والأسود مع البطارخ الأصلية البلدي مع توابل فلفل أسود وشطة بالإضافة لخلطة سرية أخري تضاف عليها.
وعن الأسعار هذا العام، قال إنهم لا يتأثرون بزيادة الأسعار لكونهم لدىهم مزارعهم السمكية وأماكن وعمال للتصنيع، موضحا أن الأسعار هذا العام في متناول المواطنين حيث يبدأ سعر الفسيخ من 70 جنيه للكيلو وتصل إلى 130 جنيه، أما الرنجة فيبدأ سعرها من 30 جنيه للكيلو، أما الكافيار الروسي فيصل سعرها 90 جنيه للعبوة الواحدة، بينما يبلغ سعر البطارخ البلدي إلى 500 جنيه للكيلو.