"سارة" فتاة مصرية تقطع 117 كليو متر لتعد طبق شم النسيم.. والورود وسيلة جديدة لجذب الزبائن لأسماكها(صور)

يعلو ضجيج أنثوي بكلمات فيروز "نسم علينا الهوا من مفرق الوادي"، من سيارة تسير بتمهل على طريق إسماعيلية الصحراوي، تستقر بها عدة فتيات، كل منهن ترسم خطة مبهجة لقضاء 24 ساعة في شوارع المدينة التي تبقى في بعضها ملامح من الطراز الفرنسي.

لكن في الكرسي الخلفي للسيارة شردت سارة محمد، تفكر في طريقة تدفع المصريين في احتفالهم بعيد شم النسيم، لحب الطعام الذي تقدمه، بعد أن تقطع أكثر من 117 كيلو متر لشرائه طازجًا.

"الفسيخ والرنجة".. منتج اتخذه الكثير من المصريين وسيلة للربح؛ فيصطف المواطنين أمام المحلات قبل أيام من شم النسيم، انتظارًا لشراء وجبة طعاما لطالما عرفه التراث المصري بأن الفراعنة أول من تناولوها، لكن في إحدى البنايات القريبة من شارع المعز- قلب مدينة القاهرة القديمة- تقف سارة ذات الـ23 عامًا، في مطبخ والدتها الصغير، تستقر في يدها اليمنى سمكة بوري، واليسرى كيسًا من الملح "أنا عاشقة للفسيخ ولذلك بدأت أعمله هو والرنجة من 6 شهور في البيت وأبيع"- حسبما وصفت.

تهوى "سارة" شراء الأسماك الطازجة لتصنع "الفسيخ والرنجة" بطعم مختلف عن المحلات "هدفي الطعم المختلف والمنتج النظيف المضمون، ولذلك بسافر مع البنات أصحابي نقضي يوم في إسماعيلية وبشتري السمك البوري 500 جرام وبرجع أخلله في البيت وأبيع الكيلو بـ120 جنيه".

قبل سنوات قليلة، تخرجت سارة ذات 23 عاما، من معهد نظم ومعلومات، لكن حلمها أن تصبح مذيعة، ظل يراودها: "بأخد تدريب إذاعة وقربت أكون مذيعة، لكن من سنة دخلت مجال الطبخ"، متابعة: "السينابون وكاب كيك، وبقيت مساعدة شيف وكمان عضوة في نادي الذواقة المصري وبعدها اتجهت لصناعة الفسيخ من عشقي فيه".

في إحدى ليالي الشتاء، قررت سارة إعداد أطعمة لصديقاتها، فختارت أن تعد طبقًا من الفسيخ والرنجة، لكن مذاق الطعام كان سببًا دفعها إلى مزاولة تلك المهنة، بينما والدتها كانت في أولى صفوف المشجعين لها في صناعة الفسيخ والرنجة؛ لعشقها لذلك النوع من الطعام: "أصدقائي فكروا أن الفسيخ جاهز ولما عرفوا أن أنا اللي عملته صمموا يشتروا مني بفلوس ومن هنا بدأت أبيع، ووالدتي اللي عايشة معايا لوحدي دايمًا تشجعني".

توالت الأيام واستقبلت سارة زبائن غير الأصدقاء: "بقى عندي حوالي 60 زبون من الأصدقاء، وما يقرب الـ50 زبون غرباء، وبخزن الفسيخ والرنجة في البلكونة".

منذ ما يقرب الأسبوع، قررت "سارة" عرض الفسيخ والرنجة على زبائنها بشكل خارج عن الإطار العام: "بحب التصوير وعندي الإضاءة والورد، فظبطت حاجات شم النسيم في بوكيه يشبه المخصص للورد وصورتهم بتليفوني ونزلت الصور على الجروب وصفحتي الشخصية على فيس بوك".

الفسيخ ذو اللون الفضي والرائحة المميزة، والرنجة التي تعيش في المياه الضحلة معتدلة الحرارة، استطاعت سارة أن تحولهم إلى ما يشبه الورود المستقرة في بوكيه يحاوطه حبات الطماطم ذات اللون الأحمر الكاتم، والليمون الأصفر وقطع الفلفل الملون: "أنا كنت مخضوضة.. صور الفسيخ والرنجة اللي كانت في البوكيه فجأة اتشيرت على جروبات كتير لدرجة أن جابت البوكيه عمل 8 الآلاف شير وأكتر من 2 مليون لايك".

تحلم سارة بامتلاك محل في إحدى مناطق القاهرة التي تجمع بين الطبقات المختلفة: "نفسي أفتح محل حواليه مصريين من كل طبقة اجتماعية.. لأن هدفي كل الناس تأكل"، متابعة: "حلمي الثاني أعمل برنامج للتحدث عن مجال الطعام واستضيف الناس اللي بتعمل فوتوسيشن للأكل، وأفضل يكون برنامج راديو".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً