تسعى الدولة خلال الفترة الماضية إلى دعم وتعزيز الزراعة والاستفادة من اقتصادها، ويرى متخصصون في هذا الصدد أن الدولة بحاجة إلى الاهتمام بمشروعات من الممكن أن تسهم في تحقيق ذلك، وسط مطالباب بإحياء صناعات استراتيجية مثل القطن وزيادة مساحة الزراعات.
قال عثمان عبد الرحمن، نائب رئيس لجنة الزراعة والري في مجلس النواب، إن الدولة لابد أن تتخذ الخطوات الجادة في اتجاه إعادة إحياء صناعة القطن المصري، من خلال بث الروح في مصانع الغزل والنسيج، فضلا عن زيادة تلك المصانع، وزيادة الرقعة الخاصة بزراعة القطن المصري الذي كان منتج تتنافس عليه دول عالمية لاستيراده.
أضاف عبد الرحمن، في تصريح خاص أنه لابد من تقنين أوضاع الأراضي الصحراوية التي يتم استصلاحها في المحافظات، وإعطاء المحافظين كافة الصلاحيات في قرارات التقنين مع سرعة اتخاذ وإنفاذ تلك القرارات.
من ناحيته، قال نقيب الفلاحين حسين أبو صدام، إنه يجب على الدولة توفير المستلزمات الزراعية للفلاح بأسعار مناسبة كالأسمدة والتقاوي والمبيدات الكيماوية، وتوفير الآمان المائي سواء عن طريق إنشاء محطات تحلية المياه والآبار، أو سبل أخرى.
وأضاف في تصريح خاص، أن قانون الزراعة التعاقدية، لابد أن يُفعّل حتى يطمئن الفلاح على زراعته قبل البدء فيها، وحمايته من تقلبات عملية الزراعة التي تسبب خسائر فادحة، وطالب أبو صدام"، بإنشاء نقابة مهنية كمشروع يوحد فلاحي مصر، يكون بمثابة الدرع الواقي لهم، فضلا عن إنشاء صندوق لدعم الفلاح وتعويضه عن خسارته التي تتسبب فيها العوامل الطبيعية.
بينما طالب عضو لجنة الزراعة بمجلس النواب رائف تمراز، الرئيس عبد الفتاح السيسي، بتبني الشباب وتسليمهم أراضي لزراعتها بنظام حق الانتفاع؛ مراعاة لصعوبة الظروف التي يمرون بها، حيث وصف الشباب أنهم ركيزة أساسية تقوم عليها الدول، ومشاركتهم في مسار التقدم من المتطلبات المهمة في الفترة القادمة.
وقال تمراز، في تصريح خاص، إن لجنة الزراعة بمجلس النواب تعد مشروعات، بقوانين لتقديمها علي طاولة مناقشات الرئيس، خلال الفترة المقبلة بعد توليه فترة جديدة، منها إعداد قانون جديد للري.
وشدد عضو مجلس النواب على ضرورة إنشاء نقابة خاصة بالفلاحين، يطبق فيها معاشات وتأمينات شاملة للفلاح، وإنشاء مستشفيات خاصة بالمزارعين تسمي بـ" مستشفي الفلاح" أسوة بكل النقابات التي تقدم خدمات لأعضائها.
وحول جهود وزارة الزراعة، قال المستشار الإعلامي للوزارة، حامد عبد الدايم، إن مركز البحوث الزراعية يعمل على استنباط أصناف جديدة من المحاصيل المختلفة، التي تعطي إنتاجية عالية، وقادرة علي مقاومة الظروف المعاكسة في الزراعة كنقص المياه، والتقلبات المناخية المختلفة.
أضاف عبد الدايم، أن الوزارة تستصلح 20 ألف فدان من الأراضي غرب محافظة المنيا، ضمن المشروع الزراعي القومي، الذي أعلنه الرئيس عبد الفتاح السيسي، إضافة إلى مشروعات الإنتاج الحيواني، متمثلة في مشروع "البتلو"، والإنتاج الداجني الذي يضم استثمارات في الظهير الصحراوي للوجه القبلي، إلي جانب مشروعات الثروة السمكية، ومحاولة تقليل الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك في الإنتاجي الداجني والسمكي، والبدء في تصديرهما إلى الخارج.
أوضح المتحدث الإعلامي، أن الدولة توسعت في زراعة بعض المحاصيل الاستراتيجية من خلال زيادة الرقعة الخضراء الخاصة بزراعتها، كالقطن التي وصلت المساحة المزروعة منه إلى 600 ألف بعد 500 ألف، كما وصلت المساحة المزروعة من القمح من 2.9 مليون فدان إلي 3 مليون و262 ألف فدان، مما يساعد علي زيادة الإنتاجية من المحاصيل الاستراتيجية.
نقلا عن العدد الورقي.